نداء شرارة: أوثّق تراث بلد يحاول الاحتلال سرقته

بالتزامن مع عيد الأضحى، أطلقت المغنية الأردنية نداء شرارة أول أغنية تراثية من الفلكلور الفلسطيني من أصل ست أغنيات تصدر تباعاً تحت عنوان "غني لفلسطين"، تعاونت فيها مع قناة سما القدس، ومع الموزع الموسيقي خالد مصطفى، وعملت على تصويرها وسط الطبيعة في إسطنبول تحت إدارة المخرج عمر نبيل.

تقول نداء شرارة لـ"العربي الجديد" إنها طرحت أول مقطوعة موسيقية تراثية مختلطة (ميدلي) تتضمن أغنيتي "يا طير الطاير وجفرا"، على أن يصدر باقي "الميدليهات" الصيف. تضيف: "أعتقد أن الناس اشتاقت لهذا النوع من الغناء، وسرني أن أُختار لأداء مجموعة من الألوان الغنائية التي تعبّر عن فلكلور بلد عظيم مثل فلسطين. ورغبنا في أن نقدمها بشكل موسيقي معاصر مع الحفاظ على هوية هذه الأغنيات".

وتشير شرارة إلى واجب الفنان في المحافظة على التراث والفلكلور، مبينة أنه "بالنسبة إلى الفلكلور الفلسطيني علينا مسؤولية مضاعفة، لأننا نرغب في إعادة تسليط الضوء على الغناء الفلسطيني الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لسرقته وطمس هويته، كما يفعل مع كل ما يشير إلى الهوية الفلسطينية، ولذلك أوثق هذا التراث بصوتي، وأدعو جميع الفنانين لذلك، ففلسطين تمتلك زخماً ثقافياً عظيماً في كل المجالات، وأنا كمغنية أؤدي دوري في هذا الاتجاه". وستطرح خلال الفترة المقبلة "الميدلي" الثاني الذي يضم أغنيتي "البداوية ويا حالالي يا مالي".

أزمة مهرجان جرش

تعلق شرارة على مقاطعة بعض المغنين الأردنيين لمهرجان جرش للثقافة والفنون، قائلة: "تفاجأت صراحة بإعلان بعض الزملاء مقاطعتهم للمهرجان. أنا أدعم زملائي، وأقف معهم، إذا ما تعرضوا لعدم تقدير يعكس مكانتهم وأهميتهم ومشوارهم الفني، لكنني في الوقت نفسه أنظر بإيجابية إلى مهرجان جرش العريق الذي ساهم في نجومية عدد كبير من المغنين العرب والأردنيين، فهو مهرجاننا الوطني. وأرى أن على إدارة المهرجان ونقابة الفنانين الأردنيين والزملاء الوصول إلى حل توافقي يحتوي الأزمة ويرضي جميع الأطراف، فهدفنا جميعاً نجاح المهرجان وعكس صورة مثالية عن الفن الأردني".

وتنفي ما قيل عن تعرضها لسوء تقدير من أي جهة كانت. وتكشف: "تواصلت معي إدارة المهرجان من طريق نقابة الفنانين، وما زلنا في طور المناقشات لمشاركتي في فعاليات المهرجان".

تحدي النجاح السابق

تنظر شرارة إلى أرشيفها الغنائي بفخر، وتقول: "حققت خلال خمس سنوات نجاحات مهمة، وأرغب في السير في طريق النجاح حتى أكرس اسمي كفنانة لها ثقلها في أرشيف الغناء العربي. لذا، أنا حريصة على التنوع في ما أغني، ولا أحصر نفسي في أشكال وألوان معينة".

موسيقى

التحديثات الحية

مغنون أردنيون يقاطعون مهرجان جرش احتجاجاً على "تهميشهم"

وترفض أن تكون حبيسة نجاح أغنيتها "حبيتك بالتلاتة" التي حققت أكثر من 110 ملايين مشاهدة على منصة يوتيوب، وصارت رديفة لجميع حفلات الزفاف. وتشرح: "نجاحي في هذه الأغنية يدل على صواب قراري بالغناء بمختلف اللهجات ما دمت أستطيع إتقانها، وأغنية (حبيتك بالتلاتة) باللهجة المصرية، وأنا مستعدة دائماً لتحدي النجاح السابق الذي تحقق بأعمال جديدة وأشكال متنوعة. فأنا أغني باللهجات الأردنية والخليجية والمغربية والعراقية، وسأقدم القصيدة الفصحى أيضاً".

وتكشف أن عملها العاطفي المقبل سيكون باللهجة الخليجية تحت عنوان "أحب اسمي" من كلمات إيهاب غيث وألحان محمود أنور وتوزيع موسيقي جان ماري رياشي، وهو نفس فريق أغنيتها "شروط" التي حققت 5 ملايين مشاهدة.

تؤكد أن قرار تقديمها للقصيدة المغناة أتى بعد تفكير عميق ودراسة للطريقة التي ستقدم بها القصيدة، موضحة: "أرغب في أن أقدم القصيدة بشكل حديث، بكلام عميق ولحن انسيابي يعلق في ذهن الناس". وحول مقارنة الجمهور لهذه التجربة بمن سبقها بغناء القصيدة، تقول: "معظم المغنين العرب جربوا تقديم القصيدة المغناة، لكن أكثر فنانين التصقت القصيدة بمشوارهم الفني، هما كاظم الساهر وماجدة الرومي، وشرف كبير لي أن يضعني الجمهور في مقارنة معهما، فهما تاريخ كبير من الفن".

الكتابة والتلحين

وحول تعاونها ككاتبة وملحنة مع مطربين آخرين، تبين نداء: "تعاونت كملحنة مع الفنان محمد عبده في قصيدة (قد قال هاشم) التي قدمها في (مهرجان سوق عكاظ)، وكانت تجربة مهمة لي، رغم أنني لم أكن أعرف أنه سيغنيها. كذلك غنى الفنان رامي عياش من كلماتي وألحاني أغنية (يا حبيب القلب)، لكنني مقلة في تقديم الألحان للفنانين، لكوني أركز على مشروعي الفني الخاص، لكني لا أخفي أن هناك عملاً أعمل على إنجازه مع الفنان آدم، وفكرة قد تتبلور إلى أغنية يقدمها الفنان فضل شاكر".

غنيت لمحمد صلاح

تروي قصة تقديمها أغنية لنجم الكرة المصرية محمد صلاح، وتقول: "كنت في مقابلة تلفزيونية في مصر قبل عدة سنوات، وتطرق الحديث إلى صلاح وكيفية تأثيره في الجيل الشاب، ورغبة الناس في أن يحذو الشباب حذوه، لكونه يعد مثالاً كبيراً على التحدي والانضباط والنجاح. وبعد عودتي إلى الأردن، كتبت ولحنت وغنيت أغنية عنوانها (فرحت مية مليون ولونت الدنيا كذا لون)، وهي مناغشة بسيطة لصلاح وجمهوره".