موجة الجفاف تفتح المجال لاكتشاف كنوز أثرية حول العالم

موجة الجفاف تفتح المجال لاكتشاف كنوز أثرية حول العالم

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
23 اغسطس 2022
+ الخط -

تضرب موجة جفاف ضخمة دولاً كثيرة حول العالم، نتيجة التغير المناخي وما نتج عنه من انحسار في الأمطار.

وتراجعت بسبب هذا الجفاف مياه الأنهار والبحيرات، كاشفة عن كنوز أثرية مخبأة تحتها. 

المياه العربية تنحسر عن اكتشافات تاريخية

في مايو/ أيار الماضي، أعلنت دائرة الآثار في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان، شمالي العراق، عن اكتشاف موقع أثري داخل حوض نهر دجلة بعد انحسار مياه النهر، يضمّ قصراً ومجموعة من المباني، إضافة إلى سور حجري.

واكتشف علماء آثار من إقليم كردستان وآخرون ألمان مدينة عريقة تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية (1400 عام قبل الميلاد) داخل حوض نهر دجلة.

ويرجح أن تكون المدينة المكتشفة هي نفسها التي ورد ذكرها في النصوص البابلية، وتسمى زاخيكو، وتضم قصراً والعديد من المباني والغرف، بالإضافة إلى سور كبير.

ويواجه العراق حالياً موجة جفاف غير مسبوقة، إثر إقدام إيران على إنشاء عددٍ من السدود على روافد نهر دجلة وتغيير مجاري روافد أخرى، إضافة إلى وجود مشاريع السدود التركيّة، وتزامن ذلك مع شح الأمطار، ما أدّى إلى جفاف عدد من البحيرات وتراجع مستوى نهري دجلة والفرات إلى مستويات قياسية.

وعلى غرار اكتشافات العراق، ظهرت مؤخراً بعض المكتشفات الأثرية الصخرية على ضفة بحيرة سد الفرات، وتحديداً في منطقة شمس الدين في ريف الرقة الشمالي الغربي، شرقيَّ سورية.

وأظهرت صور بثها ناشطون معالم واضحة لموقع أثري يبدو أنه واسع المساحة يبدأ من ضفاف البحيرة وقد يمتد لمساحات واسعة داخلها، إذ يعود الموقع إلى حضارة قديمة عاشت على أرض الرقة السورية، على غرار المدن والمناطق السورية الأخرى.

وأدى انخفاض مياه دجلة والفرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى الكشف عن العديد من المواقع الأثرية والمنازل القديمة التي كانت مغمورة بمياه النهرين في سورية والعراق.

ووصل انخفاض منسوب الفرات إلى مستويات خطيرة، بعد خفض كمية المياه المتدفقة من تركيا باتجاه الأراضي السورية إلى ما دون 200 متر مكعب بالثانية، وهي أقل من نصف الكمية المتفق عليها بين البلدين عام 1987.

اكتشاف عمره آلاف السنين في أميركا

في مايو/ أيار أُعلن عن اكتشاف جمجمة غير مكتملة على يد اثنين من راكبي زوارق الكاياك في مينيسوتا الأميركية، وتوصلت تحقيقات إلى أن عمرها يقارب 8 آلاف عام.

وقال قائد شرطة مقاطعة رينفيل، سكوت هابل، إن راكبي الكاياك عثرا على الجمجمة في نهر مينيسوتا الناضب بسبب الجفاف على بعد حوالي 180 كيلومتراً إلى الغرب من مينيابوليس.

كنوز تتكشف في أوروبا

في يوليو/ تموز كشف انحسار المياه في نهر بو الإيطالي الذي ضربه الجفاف عن قنبلة من الحرب العالمية الثانية ظلت مغمورة تحت الماء منذ ذلك الوقت. ونجح خبراء عسكريون في إبطال مفعول القنبلة، ثم نفّذوا تفجيراً دقيقاً لها.

وفي إسبانيا، التي عانت أسوأ موجة جفاف منذ عقود، كان علماء الآثار سعداء بظهور دائرة حجرية من عصور ما قبل التاريخ أُطلق عليها اسم "ستونهنج الإسبانية" والتي عادة ما تغمرها مياه أحد السدود.

تُعرف الدائرة الحجرية رسمياً باسم "دولمن أوف غوادالبيرل"، وهي مكشوفة تماماً في وقت كتابة هذه السطور في أحد أركان خزان فالديكاناس في إقليم كاسيريس بوسط البلاد، إذ تقول السلطات إن مستوى المياه انخفض إلى 28 بالمائة من سعة الخزان.

وعادت للأذهان ذكريات موجات الجفاف الماضية في ألمانيا مع عودة ظهور ما يطلق عليها اسم "أحجار الجوع" على طول نهر الراين.

وظهر العديد من هذه الأحجار على طول ضفاف أكبر نهر في ألمانيا في الأسابيع القليلة الماضية. وتشمل التواريخ التي شوهدت على أحجار في فورمس وجنوب فرانكفورت ورايندورف وقرب ليفركوزن أعوام 1947 و1959 و2003 و2018.

وتحمل بعض هذه الأحجار تواريخ وأحرفاً أولى من أسماء بعض الأشخاص، وينظر البعض إلى ظهورها مرة أخرى على أنه تحذير وتذكير بالمصاعب التي واجهها الناس خلال فترات الجفاف السابقة.

وانخفض نهر الدانوب، أحد الأنهار الكبيرة الأخرى في أوروبا، إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن نتيجة للجفاف، مما كشف عن هياكل أكثر من 20 سفينة حربية ألمانية غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء براهوفو الصربي.

وكانت السفن من بين المئات التي أغرقها أسطول ألمانيا النازية في البحر الأسود على طول نهر الدانوب في عام 1944 أثناء انسحابها أمام تقدم القوات السوفييتية، ولا تزال تعيق حركة المرور في النهر في أثناء انخفاض مستويات المياه.

دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
بحيرة انحسرت مياهها بسبب الجفاف في إيطاليا (مانويل رومانو/ Getty)

مجتمع

أظهرت دراسة علمية حديثة أنّ أكثر من نصف البحيرات والمسطحات المائية الكبيرة في العالم تجفّ منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي لأسباب عدّة على رأسها تغيّر المناخ.
الصورة
أطلال "قصر البحر" في آسفي المغربية 2 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه "قصر البحر" في مدينة آسفي المغربية، المطلة على ساحل المحيط الأطلسي، وضعاً سيئاً يُخشى معه انهياره وطمس معالمه، في ظل ما طاوله من إهمال لسنوات طوال
الصورة
نهر الخابور (العربي الجديد)

مجتمع

انعكس جفاف نهر الخابور في منطقة الجزيرة السورية بشكل سلبي على المزارعين في المنطقة، حيث بدأت مياه النهر فعلياً بالتراجع منذ عام 1990، ليجف بشكل نهائي خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي تسبب بترك المزارعين مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

المساهمون