مهرجانات لبنان الفنية: كلّ هذا الجمهور؟
مهرجانات لبنان الفنية: كلّ هذا الجمهور؟
ربيع فران
لا يبدو المتعهد الفني اللبناني، ميشال حايك، متشائماً؛ فالرجل يواجه تحديات كثيرة بإصراره على تنظيم وإحياء مهرجانات فنية كلفتها المالية عالية. يؤكد حايك في حديث إلى "العربي الجديد" أنه يؤمن بهذا البلد، ولطالما عمل بصمت لسنوات قبل الأزمة المالية، وهو اليوم يعمل أيضاً بصمت وإصرار، ويكسب النجاح على الرغم من كلّ المعوقات التي تعترضه من زيادة في التكلفة الخاصة بالأمور اللوجستية لأي حفل.
قبل أسبوع، حضر المغني العراقي كاظم الساهر في حفل من تنظيم ميشال حايك. يعمل الساهر مع حايك منذ سنوات، والتفاهم بين الطرفين واضح لجهة ضمان النجاح بداية من قبل المتعهد، واطمئنان الساهر بأنه في أيد أمينة على كافة الأصعدة المتعلقة بحفله في بيروت. يؤكد حايك أن الساهر ورقة رابحة بالنسبة للحفلات الجماهيرية، فجمهوره مخلص جداً، ويلاحقه أينما حضر. لا يقتصر الأمر على بيروت، ففي معظم البلدان يلقى حضوراً جماهيرياً كبيراً.
تقل أسعار البطاقات في حفلات الساهر عن أسعار بطاقات حفل عمرو دياب المزمعة إقامته في لبنان في التاسع عشر من أغسطس/آب المقبل على واجهة بيروت البحرية، إذ بلغت أسعار التذاكر أرقاماً قياسية، وأقلها يصل إلى عتبة الـ250 دولاراً أميركياً بحسب المنصات الإلكترونية المخصصة لبيع البطاقات.
في هذا السياق، أكد مصدر في الشركة المنظمة لحفل دياب في بيروت، أن البطاقات نفدت، ولا علم للشركة بمن اشترى هذه البطاقات، لكنه تحدث عن شكاوى من قبل الجمهور تقول إن البطاقات تحولت إلى ما يُعرف بالسوق السوداء، وبأسعار مرتفعة جداً قياساً إلى الأسعار التي وضعتها الشركة المنظمة، لكن المصدر نفسه يعول على نجاح الحفل بعد غياب عروض عمرو دياب عن لبنان منذ 13 عاماً.
على المقلب الآخر، يتساوى المغني المصري تامر حسني مع زملائه المغنين، في حفله الذي أقيم في السابع من يوليو/تموز الحالي في "فوروم دو بيروت"؛ خطف تامر حسني الأضواء. يبدو أن جماهيرية حسني أصبحت مسلّمة حالها لا تتغير منذ سنوات، من خلال جمهور يعشق صاحب "إن كنت نسيت"، ويتفاعل معه ويملأ المدرجات، ويصل به الإعجاب إلى حدود الإغماء، بحسب ما أُعلن ونُشر قبيل استقبال حسني من مطار بيروت إلى الفندق مكان إقامته، والأمر نفسه أثناء حضوره العرض الأول لفيلمه الجديد "تاج" في دور السينما، إلى جانب المشاهدين.
ويتفاءل منظمو مهرجانات جبيل الدولية هذا الموسم، أيضاً؛ فأمامهم حفلات لهبة طوجي والموسيقي غي مانوكيان، وتنطلق الفعاليات في الخامس من أغسطس/آب المقبل وتستمر حتى التاسع عشر منه. وتختزل مهرجانات بعلبك الدولية المشهد من خلال استقبال الفرق الغربية، لجهة العزف والرقص، وكذلك ليلة المغني اللبناني ملحم زين، التي نفدت بطاقاتها منذ الأيام الأولى لطرحها في السوق بحسب مدير أعمال زين.
