مشاهير يتضامنون مع فلسطين... والاحتلال يحرّض محاولاً إسكاتهم

مشاهير يتضامنون مع فلسطين... والاحتلال يحرّض محاولاً إسكاتهم

26 مايو 2021
دافعت دوا ليبا عن الفلسطينيين (ريان بيرس/Getty)
+ الخط -

تعرّض المشاهير العالميون المؤيدون للشعب الفلسطيني لضغوط هائلة على مستويات عدة من أجل التراجع عن موقفهم المعارض للعدوان الإسرائيلي. بعض الفنانين استسلم للضغوط، والبعض واصل الإصرار على الدعم. 

غيظ إسرائيلي واضح

إسرائيل مغتاظة من تدفق المحتوى الذي يفضح عدوانها في مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر ذلك من تحركاتها المختلفة. فقد التقى وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، كبار أعضاء جماعات الضغط على "فيسبوك" والعديد من المديرين التنفيذيين في "تيك توك" عبر "زوم"، وفقاً لموقع "بوليتيكو". 

وعندما يتعلق الأمر بالمستخدمين العاديين فقط، نجحت إسرائيل في دفع المنصات الكبرى، على رأسها "فيسبوك"، إلى حذف المنشورات المنتقدة لها، بينما تستخدم مع المشاهير سياسات ضغط مختلفة أخرى. 

ردود إسرائيلية رسمية

إحدى وسائل الضغط على المشاهير، هي الردود التقليدية الرسمية المعروفة. كما حدث مع عارضة الأزياء ذات الأصول الفلسطينية، بيلا حديد، التي بثت جزءاً من مشاركتها في مسيرة تضامنية مع فلسطين عبر "إنستغرام"

ضد هذا، نشر حساب "إسرائيل" الرسمي على "تويتر" لقطة شاشة لجزء من البث المباشر لحديد مع التعليق: "عندما يدعو المشاهير مثل بيلا حديد إلى إلقاء اليهود في البحر، فإنهم يدعون إلى القضاء على الدولة اليهودية". لكن في الحقيقة لم تُظهر أي لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي حديد تدعو إلى أي ضرر للشعب اليهودي. 

وأشارت إسرائيل إلى هتافها بشعار "من النهر إلى البحر فلسطين حرة"، الذي تحاول إسرائيل الترويج لكون هذا الشعار معادياً للسامية. 

حملات الصحافة

الوسيلة الثانية التي استخدمتها إسرائيل للضغط على الفنانين من أجل التراجع، هي الصحافة التقليدية، كما فعلت عبر إعلان ضد الأختين بيلا وجيجي حديد، والمغنية البريطانية دوا ليبا. 

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" إعلاناً مدفوعاً على صفحة كاملة لمنظمة إسرائيلية في الولايات المتحدة الأميركية تحرّض مباشرةً على الشخصيات الثلاثة. 

والإعلان معدّ من قبل حاخام إسرائيلي يدعى شمولي، ولم يقم فقط بالإعلان في الصحيفة، بل نشر عبر مواقع التواصل حملات تشويه بحق العارضتين والمغنية، واتهمهنّ بالترويج للإرهاب، ودعا إلى "مساندته في حماية إسرائيل من حملة التشويه"، عبر حملة جمع تبرعات.

تعليقات ناقدة

وإلى جانب الردود الرسمية والتقليدية، استخدمت إسرائيل أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التضييق على المشاهير المتضامنين مع فلسطين. 

وتحت كل منشور دعم لفلسطين من فنان عالمي، سيلاحظ القارئ كمية كبيرة من التعليقات التي تنتقده بشدة وتكرر ذات الادعاءات التي تروج لها السلطة الإسرائيلية

وتراوح التعليقات المتكررة بين وصف الفنان بأنه معادٍ للسامية، أو يصف العدوان بأنه بـ"صراع" بين إسرائيل وحماس، ويصفها بـ"المنظمة الإرهابية"، وبالتالي يصف الشخصية الداعمة للفلسطينيين بأنها داعمة للإرهاب. 

فنانون يستسلمون وآخرون يصرون 

أمام هذا الضغط الهائل، انقسم المشاهير بين من استسلم وحذف منشوره، أو أعاد صياغته بطريقة مختلفة، وبين من أصرّ على موقفه الثابت الداعم للشعب الفلسطيني. 

ونشرت نجمة التلفزيون الأميركية، باريس هيلتون، تغريدتين لدعم فلسطين، بينها مقال من صحيفة "ذا غارديان" حول رفض إسرائيل وقف العدوان على غزة، وعلّقت عليه: "هذا مفجع للغاية. ويجب أن يتوقف. أنقذوا فلسطين".

لكن بعد ساعات، اختفت التغريدة واستبُدلت بعبارة أكثر حياداً تقول: "أرسل الحب والنور إلى جميع أنحاء العالم. أصلي من أجل السلام لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع".

وكتبت عارضة الأزياء الأميركية، كيندال جينر، منشوراً على "إنستغرام" تنتقد فيه أولئك الذين يناضلون من أجل حقوق النساء والمثليين والمساواة العرقية، ومع ذلك "اختاروا تجاهل الاضطهاد الفلسطيني"، لكنها عادت وحذفت المنشور. 

في المقابل، أصرت دوا ليبا على موقفها، منتقدةً الحملة التي شُنت عليها، خصوصاً عبر صحيفة "نيويورك تايمز". 

وقالت ليبا في منشور عبر حساباتها الاجتماعية إن المنظمة التي نشرت الإعلان "تستخدم اسمي بلا خجل لدفع حملتها القبيحة بالأكاذيب، أقف متضامنةً مع كل المظلومين وأرفض جميع أشكال العنصرية".

المساهمون