مخترعون يبتكرون خوذات بتكنولوجيا متطورة للحماية من كورونا

مخترعون يبتكرون خوذات بتكنولوجيا متطورة للحماية من كورونا

17 نوفمبر 2020
هل تظل هذه الخوذات ضرورية بعد الإعلان عن لقاح فيروس كورونا؟ (تويتر)
+ الخط -

اعتاد المخترع يزن القيسي طوال الشهرين الماضيين ركوب مترو أنفاق مدينة تورونتو في كندا، مرتدياً خوذة سوداء ضخمة أطلق عليها اسم "الخوذة المجنونة". تحيط الخوذة برأسه وجذعه العلوي بالكامل للحماية من أي خطر، ولها قناع يمتد حتى الصدر.

ووفق "بي بي سي" فإن الخوذة مزودة من الخلف بمروحة تعمل بالبطارية، ونظام تنفس يعمل على تنقية الهواء بطريقة الامتصاص ودفع الهواء "القديم" إلى الخارج.

ويبدو القيسي شخصية من فيلم رعب، لذا ليس من الغريب أن يواجه الشاب، البالغ من العمر 32 عاماً، بعض ردود الفعل القوية. ويقول: "صاح أحدهم قائلاً من أين حصلت على هذه؟ كان كثيرون يقتربون مني بدافع الفضول".

يعد القيسي واحداً من عدة مصممين ورجال أعمال في شتى أرجاء العالم ممن سارعوا إلى ابتكار خوذات حماية، مزودة بجهاز تنفس صناعي لتنقية الهواء، وتستهدف أولئك الذين يبحثون عن توفير أكبر حماية ممكنة من فيروس كورونا (كوفيد 19) أكثر من مجرد ارتداء كمامة.

وأُطلق على الخوذة اسم "بايو فيزر"، ويقال إن بطاريتها تدوم لمدة 12 ساعة، ويقول القيسي، وهو كندي الجنسية، إن شركته "فيزر للتكنولوجيا" سجلت مبيعات بلغت "عشرات الآلاف".

خوذة بمكبرات صوت

استطاع كريس إلينغر، الجندي السابق في البحرية الأميركية، ابتكار خوذة أخرى. ويقول الشاب، البالغ من العمر 35 عاماً: "هذه الخوذة بالمعنى النفسي تعدّنا لمصير جنسنا البشري في المستقبل".

وأطلقت شركته "فالهالا للتصاميم الطبية"، ومقرها أوستن بولاية تكساس، المنتج الذي سُمّي "إن إي-1 NE-1"، وهو أشبه بخوذة الدراجات النارية.

والخوذة مزودة بنظام تنقية للهواء يعمل بالطاقة، وتحتوي على ميكروفونات ومكبرات صوت داخلية وخارجية، بحيث يمكن لمن يرتديها التحدث بسهولة مع الأشخاص المحيطين به. كما تحتوي على نظام صوتي بتقنية بلوتوث، تمكنك من إجراء مكالمة هاتفية أو الاستماع إلى الموسيقى.

والسؤال: هل تظل هذه الخوذات ضرورية بالفعل بعد الإعلان عن لقاح فيروس كورونا الأسبوع الماضي؟

يعتقد مايكل هول، الذي تبيع شركته خوذة تسمى "آير" Air مزودة بجهاز تنفس صناعي، أن هذه الخوذات ستحظى بشعبية على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين يساورهم القلق بشأن جودة الهواء.

وتقول شركته "هول لابس" Hall Labs ومقرها ولاية يوتا الأميركية، إنها باعت 3000 خوذة حتى الآن، كما أنها تعكف حالياً على ابتكار المزيد من الخوذات عالية التكنولوجيا، بحيث يمكن أن يتحول حاجز الخوذة إلى شاشة يستطيع المستخدم من خلالها مشاهدة مقاطع فيديو.

يقول هول، البالغ من العمر 44 عاماً: "بالنسبة لرحلات السفر جواً، سنتمكن من ابتكار شريحة (للخوذات) تعمل كسماعات عازلة للضوضاء، نعتقد أن ثمة سوقاً لهذا النوع من الراحة النفسية".

وتتراوح تكلفة الخوذات الثلاث المذكورة سابقاً بين 149 و379 دولاراً، لكنها لم تحصل على شهادة، وعلى الرغم من ذلك تقول كل شركة من الشركات الثلاث إنها تقترب من المراحل النهائية من ذلك. ويعتقد مايكل هول أن خوذات مثل خوذته "آير" سوف تستمر حتى بعد فيروس كورونا.

وتقول سوزان فام، المديرة الطبية لفريق الاستجابة لكوفيد-19 بمستشفى "ويس" التذكاري في ولاية شيكاغو الأميركية: "يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخوذات الرائعة تكافح كوفيد-19 بفاعلية أم لا، نظراً لعدم توافر أبحاث كافية بشأنها حالياً".

ويساور فام القلق من احتمال أن تؤدي هذه الخوذات إلى حدوث انقسام مجتمعي، وتضيف: "سيخلق ذلك انقساماً مجتمعياً بين أولئك الذين يستطيعون شراء شيء يبدو أنه قد يحميهم أكثر، وأولئك الذين لا يستطيعون".

وعلى الرغم من ذلك، تعتقد أن الخوذات ستباع بشكل جيد، مقابل الثقة التي تمنحها لمن يرتديها والحماية الفعلية التي توفرها. وتقول فام: "عموماً، كان الوباء طبياً في المقام الأول، لكنه أصبح نفسياً أيضاً بكل تأكيد".

المساهمون