ما هي منصة بلوسكاي التي أطلقها مؤسّس "تويتر"؟

ما هي منصة بلوسكاي التي أطلقها مؤسّس "تويتر"؟

04 مايو 2023
حمّل التطبيق أكثر من 375 ألف مرة من متجر أبل (ياب أرينس/Getty)
+ الخط -

منذ استحواذه على "تويتر" في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، أثار الملياردير إيلون ماسك الكثير من الجدل بسبب التعديلات والتغييرات التي أجراها على المنصة، من دون أن يبالي بكثرة الانتقادات. لكنّه يواجه اليوم منافساً جديداً على المستخدمين، يتمثل بمنصة تحمل اسم "بلوسكاي".

وقام ماسك بإعادة تفعيل عشرات آلاف الحسابات التي كانت مجمدة أو محظورة على "تويتر"، بسبب مخالفتها قواعد النشر على المنصة، يعود بعضها إلى نازيين جدد أو إلى مروّجي المعلومات المضللة. كما تراجعت الرقابة على المحتوى، ما أدى إلى انتشار أوسع لخطاب الكراهية وللأخبار الكاذبة. هذا عدا عن إطلاق خدمة مدفوعة، تمنح أفضلية لتغريدات المشتركين بها على حساب بقية المستخدمين.

يرى العديد من المراقبين والمختصين أنّ أحد أسباب صمود "تويتر" حتّى الآن، رغم الأداء الفوضوي لماسك، هو غياب منصة بديلة تقدم تجربة مشابهة. صحيح أنّ عدّة منصات ظهرت كبديلٍ محتمل لمنصة الطائر الأزرق، أبرزها "ماستودون"، إلّا أنّها فشلت في استقطاب ما يكفي من المستخدمين.

اليوم، يؤدّي الصعود السريع لـ"بلوسكاي" إلى طرحها كبديلٍ محتملٍ قادمٍ لمنصة ماسك.

وعلى الرغم من أن "بلوسكاي" تلقت دعماً مالياً من "تويتر" عند انطلاقتها، إلّا أنّها تعمل بشكل منفصل وأنشأت شركتها المحدودة المسؤولية الخاصة عام 2022. أمّا بعد قيام ماسك بشراء "تويتر"، فمن غير الواضح نوع العلاقة التي تربط الشركتين اليوم.

تكمن المفارقة بأنّ من يقف خلف المنصة الجديدة ليس سوى المدير التنفيذي السابق لـ"تويتر" جاك دورسي. ويهدف الأخير من خلال المنصة الجديدة إلى تلافي الأخطاء والعوائق التي واجهها في "تويتر" وتقديم تجربة أفضل للمستخدمين.

لا يزال الانضمام إلى "بلوسكاي" محصوراً بالدعوات وغير متاحٍ للعموم، لكن بدأ عدد من المشاهير بالانضمام إلى المنصة الجديدة، ومنهم عارضة الأزياء الأميركية كريسي تيغن والنائبة في الكونغرس الأميركي ألكسندريا أوكاسيو كورتيز ومخرج سلسلة "ميشن إمبوسيبل" كريستوفر ماكواري.

يتم التسجيل في "بلوسكاي" كأيّ منصة تواصل اجتماعي أخرى بواسطة البريد الإلكتروني، ومن ثم يقوم المستخدم باختيار اسمه ووضع كلمة سرّ. وبعدها يمكنه البدء بتصفّح المنشورات على الموقع وكتابة تدويناته الخاصة.

أمّا لناحية التصميم، فتتشابه المنصة إلى حدّ كبيرٍ مع "تويتر"، إن كان بطريقة عرض التدوينات على الصفحة الرئيسية والملف الشخصي أو الألوان، وهو أمرٌ مقصودٌ، بحسب المدير التنفيذي للمنصة جاي غرايبر، لـ"يرى الناس كيف كان يمكن بناء تويتر".

لكن، ما يميّز "بلوسكاي" عن "تويتر"، وغيرها من منصات التواصل الأكثر شعبية، أنّها تعتمد نظاماً غير مركزي. يعني ذلك أنها تتيح للمستخدمين استعمال التكنولوجيا لإنشاء ما يمكن اعتباره تطبيقهم الخاص، وذلك عبر السماح لهم باختيار قواعد النشر والخوارزميات الخاصة بهم. أما الهدف فهو إنشاء نظام لا يتحكم فيه أيّ شخص أو خوارزمية بما يتلقاه المستخدم.

وبينما يرى مستخدمو "تويتر" ما تختار الخوارزميات عرضه لهم، تقول "بلوسكاي" إنّها تنوي إنشاء نظام يمكّن المستخدم من الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الخوارزميات، ليكونوا أكثر قدرة على التحكم بتجربتهم.

أيضاً، تخطّط المنصة لاتباع منهج مماثل في الرقابة على المحتوى، عبر السماح للمستخدم بإنشاء نظام إشراف خاصٍ به، يختار له شروطه وقواعده الخاصة، أو بالاشتراك في نظام إشراف من صنع طرف آخر.

حتى الآن تمّ تحميل "بلوسكاي" أكثر من 375 ألف مرة من متجر تطبيقات أبل، وأكثر من 100 ألف مرة من متجر غوغل بلاي، وفقاً لموقع داتا إيه آي.

موسيقى
التحديثات الحية

مع ذلك، لا يزال من المبكر الحكم على مستقبل "بلوسكاي"، وما إذا كانت قادرةً على منافسة "تويتر"، أم أنّها ستتراجع مع مرور الوقت، كما حصل مع "ماستودون".

لكن الأستاذ بالجامعة في كلية بوفالو للقانون المهتم بالخصوصية عبر الإنترنت، رأى في حديث مع موقع شبكة سي أن أن الأميركية أنّ التحول المبكر نحو بلوسكاي إيجابي، لأنّه يمنح مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مزيداً من الخيارات بشأن المنصة التي يريدون تمضية وقتهم عليها.

وقال: "تحتوي منصات التواصل الاجتماعي على ميزات أو أدوات لا يحبها المستخدمون، لكنّهم مجبورون على قبولها للبقاء في الفضاء الذي يوجد فيه الجميع". مضيفاً: "اليوم قد تساعد المنافسة المستخدمين في العثور على الميزات التي يريدونها، مثل حماية أكبر للخصوصية والمزيد من الإشراف على المحتوى".

المساهمون