ما قصة "جنسية روتانا" بين رابح صقر وسالم الهندي؟

ما قصة "جنسية روتانا" بين رابح صقر وسالم الهندي؟

24 فبراير 2022
قضى سالم الهندي أكثر من ربع قرن في الشركة السعودية (روتانا)
+ الخط -

تساءل المغني السعودي رابح صقر، عبر تغريدة عن "جنسية" شركة روتانا: "هل هي سعودية أم لبنانية؟" لكن سالم الهندي، مدير "روتانا للصوتيات"، رد بشكل مباشر، جازماً بأن "الشركة سعودية عربية يرأس مجلس إدارتها الأمير الوليد بن طلال ومقرها العاصمة الرياض ولها عدة فروع بالوطن العربي، وتضم نخبة من فناني الوطن العربي، وعلى رأسهم فنان العرب محمد عبده".
يمكن أن تتحول القصة/ التغريدة إلى "تسويق" مُبطن بين رابح صقر وشركة روتانا لإثارة الجدل، والمزيد من الترويج لألبومه الجديد الذي يحمل عنوان "نوع من البشر". لكن ذلك لا يخفي ردود الفعل ضد الهندي، التي تجزم بأن رده على صقر هو في خانة الهجوم، وأنه (أي الهندي) ليس سعودياً؛ فلماذا يتكلم عن شركة سعودية؟ ورأى البعض أن تسليم الهندي إدارة روتانا هو ما يوقعها في هذا النوع من المشاكل.
لا يمكن فصل مسيرة سالم الهندي عن تاريخ شركة روتانا، فالرجل منحه المغني الكويتي عبد الله الرويشد ثقته كاملة، بعدما تولى الهندي إدارة أعماله، ما عزز نجاحه في "الامتحان" أمام الأمير الوليد بن طلال، عندما بدأ بتأسيس فريق عمل شركته الموسيقية "روتانا" بداية التسعينيات.
اعتُمد الهندي رسمياً مديراً لشركة روتانا في عام 1995. ومع بداية القرن الحالي، حاول، مكلفاً من الأمير الوليد بن طلال، السيطرة على الإنتاج الغنائي العربي.

في عام 2002، استطاع سالم الهندي، ومعاونوه في بيروت، اجتياز "الامتحان" الثاني، عندما كُلف بجمع كل المغنين العرب في قمة فنية عقدت في شرم الشيخ، واستمرت لمدة يومين، وحضرها كل المغنين في العالم العربي، منهم الفنان الراحل وديع الصافي، إلى جانب أبرز نجوم الساحة الغنائية وقتذاك. أحدثت تلك "القمة الفنية" تحولاً في مسار الإنتاج العربي، وانكفأت شركات الإنتاج اللبنانية والمصرية، بعدما اشترت روتانا المحتوى الخاص بشركة "الخيول" الفنية. كانت "الخيول" قد سبقت روتانا بسنوات قليلة، واستحوذت على إنتاجات خاصة بمغني الخليج أمثال أحلام. وكذلك فتحت الباب أمام المغنين اللبنانيين، فمهدت الشركات بدايات الفنان فضل شاكر، وأنتجت له أول ألبوماته الغنائية "ليلة"، وتراجع إنتاج شركة "ريلاكس إن"، لصاحبيها محمود وأحمد موسى، والأمر نفسه حصل مع شركة "ميوزك ماستر"، التي سيطرت على سوق الإنتاج اللبناني.

حاولت روتانا الدخول إلى السوق المصري. ورغم المعارضة الشديدة التي لقيتها، فازت بداية القرن الحالي باستسلام الفنان عمرو دياب لرغبة الشركة؛ فوقع العقد في حفل فخم أقيم في بيروت بقيمة خمسة ملايين دولار دُفعت لدياب، بمباركة المنتج المصري محسن جابر، الذي تراجعت إنتاجاته هو أيضاً وقتها.
كل هذا يظهر مقدرة الشركة السعودية على سيطرتها على سوق الإنتاج العربي. وحتى اليوم، يضعف معظم المغنين أمام العلامة الخضراء، ويسعون جاهدين إلى التوقيع معها، رغم تراجع أداء الشركة على صعيد النوعية والخيارات الموسيقية؛ إذ تحولت بعد ربع قرن إلى منتجة منفذة، أو جهة تنظيمية للحفلات والمناسبات التي تقام داخل المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج، في إطار لا يخلو من فرض الأسماء التي تريدها الشركة، أو تتقاطع مع مصالحها الخاصة، ومنها المصلحة المالية بطبيعة الحال.

أكثر من 25 عاماً، وسالم الهندي يقود إحدى أكبر شركات الإنتاج العربية، بمباركة من مؤسس هذه الشركة، الأمير الوليد بن طلال. ورغم مرور مئات المديرين على الشركة، والتعاقد مع مؤسسات إعلامية وفنية كثيرة، وانتساب عشرات الفنانين العرب لها، ظل سالم الهندي محافظاً على منصبه بالدرجة الأولى، رغم الإخفاقات. وقبل بأن يجلس على كرسي لا يحكمه بنفسه، بل يبقيه مجرد صورة تحولت مع الوقت إلى "كليشيه" اعتاد عليه الأمير الوليد بن طلال لإنهاء عقد أو خلاف أو شراكة، ليس إلا.

المساهمون