ليلى حطيط تتحضر لمعرضها الأول في بيروت

ليلى حطيط تتحضر لمعرضها الأول في بيروت

18 يوليو 2022
طوّرت موهبتها في أولى المراحل في أحد المعاهد مع فنان روسي (من الرسامة)
+ الخط -

لم يشكل صغر سنّ ليلى حطيط عائقاً أمام شغفها بالفن والرسم. من أولى سنوات الطفولة، سلكت هذا الطريق الذي علم أهلها من بدايته أنها ستبرع فيه في يوم من الأيام، وتلمع كرسامة. اليوم، تقيم ليلى، البالغة من العمر 15 سنة، أول معرض للوحاتها في بيروت، في بلدها الأم، وإن كانت تعيش في الغربة منذ سنوات، متمسكةً بجذورها.

تؤكّد والدة ليلى، لميس سعادة، لـ"العربي الجديد"، عشق ابنتها الفنون منذ نعومة أظفارها، قائلة: "من عمر ثلاث سنوات شكّلت الألوان والرسوم محور حياة ليلى، وبدا واضحاً أنها مشروع فنانة". ولمست سعادة ذلك لديها منذ هذه السن المبكرة، عندما كانت تراها ترسم في كل مكان، وتعبّر عن أفكارها على الورق وعلى الأرضية حتى. هذا ما شجّع الأهل على تنمية هذه الموهبة التي ظهرت لديها عبر تسجيلها في معاهد للرسم.

تقول سعادة: "كان يبدو واضحاً وكأن ليلى تعبّر عن أفكارها بالرسم، وكأنها تخبرنا قصّة في رسومها. حرصنا على تنمية هذه الموهبة لديها من دون تهاون، لأننا علمنا جيداً أنه سيكون لها مستقبل باهر في هذا المجال".

طوّرت ليلى موهبتها في أولى المراحل في أحد المعاهد مع فنان روسي حرص على إطلاق العنان لمخيلتها عبر تركها ترسم بحرية من دون قيود، بعد أن رأى موهبتها في هذا المجال، ما ساهم في تنميتها وبروزها خصوصاً عندما كانت تبلغ من العمر تسعة أعوام. لاحظ الأهل أكثر فأكثر النضج الذي بلغته ليلى في مجال الرسم في فترة انتشار الوباء، إذ كانت تمضي ساعات في الرسم، ولم يُخف على أحد أنها طفلة موهوبة، حتى إنّها كانت تهتم بإعادة رسم فساتين المصمم إيلي صعب من العروض، والتي كانت تبهرها بشكل خاص، كما توضح أمّها.

عندما حان موعد انتقال ليلى إلى المرحلة الثانوية، اختار الأهل مدرسة تتخصص فيها بالرسم والفنون بشكل أساسي لأنّه محور اهتمامها. وقبل ذلك، أبدى أساتذتها دوماً إعجاباً بإنجازاتها في صف الفنون، إلى أن شاركت عام 2021 في أول معرض للرسم مع أستاذة لها اختارت لوحتين من لوحاتها، فكانت هذه أول خطوة جدية لها في عالم الفنون.

تشير ليلى في حديثها إلى أنها قد تختار مستقبلاً أن تتخصص في أي مجال له علاقة بالرسم، سواء كان الهندسة أو تصميم الأزياء، لكنها لم تتخذ قراراً نهائياً في ذلك. أما اليوم، فيتركز اهتمامها على معرضها الأول الذي حرصت على إقامته في وطنها لبنان، الذي بقي قلبها معلقاً به رغم انتقالها للعيش في ألمانيا مع عائلتها منذ سنوات، فكانت هذه الخطوة في غاية الأهمية، ولطالما شكلت حلماً لها.

سيقام المعرض في 25 يوليو/تموز في بيروت، وسيتضمن 18 لوحة تعبر من خلالها، كعادتها، عن أفكارها التي تسعى من خلالها إلى التواصل مع الآخرين، ليكون هذا المعرض فرصة تدعو فيها الناس ليروا من خلال عينيها من دون أن تركز على زاوية معينة فيه.

تقول ليلى لـ"العربي الجديد": "بالنسبة لي، لوحاتي هي وسيلة تواصل لي مع الناس. وفي كلّ لوحة أرسمها أميل إلى اعتماد تقنيات متعددة في الرسم. ولأني أعشق الألوان، أركز عليها بشكل خاص في لوحاتي، وعلى رأسها ألوان الباستيل التي تجذبني حالياً".

تستوحي ليلى من كلّ ما يحيط بها من جمال ووجوه وأحاسيس، معتمدة على مختلف تقنيات الرسم التي تحرص على التنويع فيها في كل لوحة جديدة لها لتقدم تقنيات جديدة مختلفة، علماً أن إنجاز بعض لوحاتها قد تطلب نحو مائة ساعة، نظراً للرسالة التي تود أن تنقلها من خلالها. تخصص ليلى كل الوقت اللازم لكلّ لوحة لتعبر من خلالها بأفضل شكل ممكن عن أفكارها، أو عن رسالة ما. وقد تحضّر ليلى للوحة طوال عام قبل أن تنجزها حتى تنقل أفكارها من خلالها.

وإن كانت تخصص أوقاتاً طويلة في الرسم وتمضي ساعات في مجال يشكل جزءاً مهماً من حياتها، فإنّ ليلى أيضاً لاعبة في منتخب كرة السلة، وتحرص أيضاً على الالتزام بدراستها التي تعطيها كلّ الاهتمام أيضاً، إضافة إلى حياتها الاجتماعية التي لا تهملها.

المساهمون