لبنانيون يردون على تصريحات وزير الداخلية حول "طبخ النساء"

لبنانيون يردون بغضب وسخرية على تصريحات وزير الداخلية حول "طبخ النساء"

17 نوفمبر 2020
أكد اللبنانيون أن الطبخ وأعمال البيت ليست حكراً على النساء (حسين بيضون)
+ الخط -

شنّ لبنانيون حملة تعليقات ساخرة وغاضبة على تصريحات وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، بعد أن قال إن على النساء أن يطهون تعويضاً لغياب خدمات توصيل الوجبات الأحد، بعدما حظرت الحكومة التجول في هذا اليوم في إطار مواجهة جائحة كوفيد-19

ودخل لبنان السبت مرحلة ثانية من الإقفال تستمر أسبوعين سعياً إلى احتواء تفشّي فيروس كورونا المستجد، بعدما تجاوزت الإصابات عتبة المئة ألف، ولم تعد أقسام العناية الفائقة في المستشفيات تتسع لمزيد من المرضى، بحسب "فرانس برس".

وظهر وزير الداخلية في مقابلة على قناة LBCI عشية الإقفال، وعندما سألته الصحافية ريمي درباس التي كانت تحاوره ماذا يُفترض باللبنانيين أن يفعلوا الأحد في ظل منع تجول عاملي خدمة توصيل الوجبات من المطاعم والسلع من متاجر السوبرماركت، وهي خدمات منتشرة على نطاق واسع ويتّكل عليها اللبنانيون، ما كان منه إلا أن أجاب "يطبخو شوي النسوان" (فلتطبخ النساء قليلاً)، فيما لم تردّ درباس واكتفت بالضحك وإنهاء المقابلة.

وليس هذا التصريح الذكوري الوحيد لوزير الداخلية الذي قال سابقاً على الهواء إنّه قتل شخصين، بل قال أيضاً إنّ المرأة لا تليق بها المناصب الرسمية فهي "ناعمة وتستحي".

وردّت نساء مصدومات على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاد تعليق الوزير، ورأين فيه تحيزاً جنسياً، وتعهدن أنهن لن يطهون في يوم العطلة الأسبوعية من خلال وسم #الأحد_مش_طابخة (لن أطبخ الأحد). 

وعبر "تويتر"، كتبت الأستاذة المساعدة كارمن جحا "#التحيز الجنسي يؤدي إلى قمع عميق الجذور وتمييز ضدنا نحن النساء، والزعماء في البلد يدعمون بشكل مخزٍ عدم المساواة". وأضافت "سأطبخ بكل سرور يوم يتم فرز النفايات وتدويرها"، بحسب "فرانس برس". 

أما الصحافية دلال معوض، فرأت أن كلام الوزير الذي ينطوي على ذكورية يشكّل "عينة عن مستوى الخطاب والوعي بين السياسيين في البلد". 

وانضمّّ عدد من الرجال اللبنانيين إلى الحملة على موقف الوزير بنشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأنفسهم يقطعون الخضر أو يحركون أوعية الطهو على النار، في إطار ما سمّيَ #تحدي_فهمي، ويتمثل في أن يطبخ الرجال. 

وكتب رجل مطلّق يتولى تربية ولديه، فوق صورة له نشرها في صفحته على "فيسبوك" وهو يقدّم إليهما الطعام "أعتذر من حضرتك معالي الوزير لأنني اليوم طبخت لولديّ". وأضاف "أعتذر لأن أمهما طبيبة مثلي ورئيسة قسم في فرنسا وأنا وولداي فخوران جداً بها".

ويعاني لبنان أيضا آثار انفجار مدمّر شهده مرفأ بيروت في آب/أغسطس أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، إضافة إلى كونه يشهد أصلاً أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تحركات احتجاجية واسعة في خريف العام الفائت استهدفت سياسيين يعتبرهم المحتجون غير كفوئين. 

وكتب رجل آخر على "فيسبوك" بالإنكليزية "المساواة بين الجنسين يا سيد فهمي، هل سبق أن سمعت بها؟ أم أنك منهمك جداً بإفلاس البلد مع زمرة أصدقائك؟". 

ونشر رجل ثالث مقطع فيديو أرفقه بلحن فيلم "ميشن إمبوسيبل" (مهمة مستحيلة)، يدعو فيه الرجال الآخرين إلى أن يحذوا حذوه في الطهو، وختمه بعبارة "الرجال... يغسلون الأطباق أيضاً".

المساهمون