لؤي فاضل عباس: عملي ممثلاً في "الدولة العميقة" كان صدفة

لؤي فاضل عباس: عملي ممثلاً في "الدولة العميقة" كان صدفة

10 مايو 2022
نال عباس دبلوماً من "أكاديمية نيويورك للسينما" في أبوظبي (المكتب الإعلامي للمخرج)
+ الخط -

بدأ لؤي فاضل عباس مشواره السينمائي بإخراج أفلامٍ وثائقية وقصيرة، منها "انظر لهم" و"باستيل" و"فريم" و"أحمر الشفاه"، وغيرها، قبل إخراجه "قطن"، الذي شارك في أكثر من 50 مهرجاناً عربياً ودولياً، وفاز بأكثر من 10 جوائز سينمائية. نال عباس دبلوماً من "أكاديمية نيويورك للسينما" في أبوظبي، وحصل على شهادة AFA من "أكاديمية نيويورك للسينما" في لوس أنجليس. له في التلفزيون أعمال عدّة، إذْ أخرج برنامج "جيل الطيبين" ومسلسل "بنج" (2021). كما شارك مُمثّلاً في مسلسل "الدولة العميقة". التقته "العربي الجديد" في حوار عن محطات عمله.

أنت من مجموعة سينمائية نشطت بعد عام 2003. هل كانت الانطلاقة توجّهاً لجماعة سينمائية، أو نشاطاً فردياً لشباب السينما، حكمته الصدفة؟

بعد عام 2003، بفضل مناخ الحرية المتاح حينها، توجّه الشباب، خاصّة المتخرّجين من "كلية الفنون الجميلة"، إلى إنتاج الأفلام. الدافع الأساسيّ كان إنتاج "غير صالح" لعدي رشيد، ومباشرة بعده "أحلام" لمحمد الدراجي. هاتان التجربتان كانتا السبب والحافز اللذان وضعا جيلنا على سكة العمل المستمر في السينما. أعطتنا هاتان التجربتان دافعاً قوياً للعمل، إذ اكتشفنا أنْ لا مستحيل في خوض مثلهما. كانتا درساً سينمائياً تطبيقياً لنا. مع هذين الفيلمين، بدأت أعمل في مجال الإنتاج، ثمّ مُساعد مخرج. هذا جعل الخوف يتلاشى منّي إزاء إنتاج أفلامٍ أخرى. الفضل بوجود سينما عراقية بعد عام 2003 يرجع إلى هاتين التجربتين الفريدتين. بعد ذلك، بدأنا نصنع أفلاماً قصيرة، بصيغة تنافسٍ شريف بيننا. فعلاً، كانت هناك أفلامٌ قصيرة مهمّة، حقّقت نتائج مهمّة في المهرجانات العربية والعالمية، وزادت خبرة البعض من هذا الجيل مؤهّلةً إياه لإخراج أفلام روائية طويلة، لبعضها نتائج مهمّة في المهرجانات السينمائية.

فيلم "قطن"، الذي نلتَ بفضله الجائزة الأهمّ في "مهرجان الخليج السينمائي" كان البداية الحقيقية لك، لكنّك لم تستمرّ بهذا الاندفاع بعد ذلك. لماذا؟

"قطن" تجربة استثنائية، بدءاً من مرحلة الفكرة، حتّى إنتاجه وعرضه على الشاشة. المعروف أنّ لكلّ فيلمٍ خصائصه وميزاته. قصّة هذا الفيلم مستلّة من مجموعة قصصية بعنوان "عشرون قصة قصيرة" للقاص العراقي إبراهيم أحمد، وشدّني موضوعها، ففكّرت بمعالجتها سينمائياً. أرسلتُ النص إلى "سوق السيناريو" في "مهرجان الخليج السينمائي" وكانت هذه تجربة جديدة بالنسبة إليّ. كانت هناك "سوق للفيلم" في هذا المهرجان، تختصّ بتطوير النصوص لإنتاجها وتسويقها. وفعلاً، شارك "قطن" كنصّ في السوق، وحصل على إنتاج من المهرجان بمبادرة "إنجاز". أثناء تواجدي في المهرجان نفسه، عرفتُ أنّ الكاتب إبراهيم أحمد يعيش في السويد، فقرّرت الاتصال به، وأخذ موافقته على تصوير الفيلم. نال "قطن" أكثر من جائزة، بينها جائزة "مهرجان الخليج السينمائي"، عام 2010. قبل "قطن"، أخرجتُ وثائقياً بعنوان "باستيل"، وروائياً بعنوان "فريم"، وثالثاً بعنوان "العرضحالجي"، الذي شارك في مهرجانات عدّة، وعرض في الجناح العراقي في "بينالي فينيسيا" في إيطاليا عام 2017، وفي "المتحف العالمي" في الفيليبين عام 2019، لمدّة سنة تقريباً. الآن، أعمل على مشروع فيلمٍ قصير جديد، "حجل"، إنتاج "دائرة السينما والمسرح"، ضمن خطّتها لإنتاج أفلامٍ قصيرة وطويلة.

هل لديك مشروع فيلمٍ روائي طويل؟

الفيلم الطويل حلم مؤجّل بالنسبة إليّ، بسبب الإنتاج الكبير الذي يتطلّبه، فالفيلم الطويل كما تعرف يحتاج إلى ميزانية كبيرة، ورأس المال هنا جبان، لا يجازف بالاستثمار في السينما. ليس لدينا رجلٌ مثل طلعت باشا حرب، أو شركة كبيرة متمرّسة في إنتاج الأفلام. لذلك، يأخذ إنجاز فيلمٍ طويل من المخرجين في العراق ما يعادل 4 أعوام لتحقيقه، بدءاً من الفكرة، ثم المعالجة وكتابة النص، والحصول على الأموال قبل التصوير، ثم مرحلة التصوير، ومراحل المونتاج النهائية، بالإضافة إلى تسويقه في مرحلة ما بعد الإنتاج. هناك تجارب كثيرة تدلّ على ما أقوله، ظهرت وستظهر. ما يحتاج إليه الفيلم الطويل بنية صناعة سليمة، وتسويق مناسب، وثقة الجمهور بالفيلم العراقي الطويل. يجب أنْ يكون هناك جمهورٌ ليس كالجمهور النخبوي للفيلم القصير، الذي يُشاهد في المهرجانات المحلية فقط. نحتاج إلى جمهور يُشاهد الفيلم العراقي في صالات العرض المحلية، ويكون قريباً من أذواق هذا الجمهور، أسوة بالأفلام العربية والعالمية.

بعد دورك المهم كممثّل في مسلسل "الدولة العميقة"، اتّجهت إلى التلفزيون. ما سبب هذا الاختيار؟ هل تجد في التلفزيون فرصة أفضل؟

عملي كممثل في "الدولة العميقة" كان صدفة. كنتُ أعمل مساعد مخرج فيه، ووقع حادثٌ للممثل الذي كان سيؤدّي الدور. احتار المخرج، والعمل التلفزيوني يختلف عن السينما بسبب إيجار المكان والموقع، وما إلى ذلك. تمّ اختيار ممثلين عديدين لهذا الدور، ورغم أنّ السرعة مطلوبة في هذه الحالة، لكنّ المخرج لم يقتنع بهم، فطلب مني إجراء كاستينغ، ووجد فيّ ما كان يريده، وأدّيتُ الدور. لحسن الحظ، كان هناك اهتمامٌ من الجمهور. أعتقد أنْ على الفنان، المخرج والممثل، أنْ يغتنم فرصة العمل، خصوصاً إذا كان الدور يُناسب قناعاته.

 في هذا السياق، هل تفكّر بالإخراج التلفزيوني، إذا توفّرت لكَ الفرصة؟

منذ عام 2018، اجتهدت للعمل في الدراما، فكنتُ مساعد مخرج ومخرجاً منفّذاً في أعمال عدّة. العام الماضي، أخرجتُ 5 حلقات (من أصل 20 حلقة) من مسلسل "بنج عام"، في موسمه الثاني، إنتاج "شركة ولاية بطيخ". هذه فرصة توفّرت لي، ولصديقين، في إخراج حلقات في مسلسلٍ، ناجح أصلاً في موسمه الأول. كانت الحلقات مميزة. والمسلسل دراما لشخصيات حقيقية، كشخصية الشهيد أحمد عبد الصمد، الإعلامي الذي استشهد في "حراك تشرين"، وحلقات كوميدية أخرى.

المساهمون