فنانون ضد الإبادة: جاستن ترودو لم يدخل المتحف

فنانون ضد الإبادة: جاستن ترودو لم يدخل المتحف

10 مارس 2024
في تورونتو، نوفمبر 2023 (ريتشارد لوتنس/ Getty)
+ الخط -

الأسبوع الماضي، تجمع مئات من المتظاهرين المناصرين لفلسطين أمام بوابات متحف مدينة تورنتو للفنون في كندا، لمنع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من الدخول. فبعد يوم حافل بالاجتماعات، وقع الاختيار على المتحف ليكون مقراً لحفل استقبال رسمي ينظمه ترودو على شرف رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جيورجيا ميلوني. فور انتشار خبر هذا الحفل، انطلقت الدعوات على صفحات الناشطين المناصرين لفلسطين لمنع ترودو وميلوني من دخول المتحف. وبالفعل لم يتمكن رئيس الوزراء الكندي ونظيرته الإيطالية، من دخول المبنى، إذ تجمّعت أعداد كبيرة من المتظاهرين وسدّ هؤلاء بوابات الدخول، في حين تمكن بعض وزراء الحكومة الكندية من التسلل إلى الداخل على أمل فض التظاهرة من الشرطة.

جاستن ترودو مطالب المحتجين

على الرغم من محاولة الشرطة الكندية فض التظاهرة بالفعل، وتعاملها العنيف مع المتظاهرين، إلا أن المتحف ظل محاصراً من الخامسة مساءً إلى ساعة متأخرة من الليل، ما دفع الحرس المسؤول عن أمن جاستن ترودو إلى إلغاء حفل الاستقبال.
نظّم هذا الاحتجاج، تجمع يطلق على نفسه اسم تحالف الفنانين والعاملين في مجال الفنون والثقافة ضد الإبادة الجماعية. يطالب هؤلاء بوقف الحكومة الكندية تعاونها مع إسرائيل في مجال التسليح، ويندد بمواقف ترودو المساندة لها. يُذكر أن رئيس الوزراء الكندي قد صرح في أكثر من مناسبة بما سمّاه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، من دون أي ذكر لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال والحصار المتواصل لقطاع غزة، وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
على الصفحة المخصصة لمنظمي الاحتجاج على إنستغرام كتب أحدهم "اليوم لم يتمكن جاستن ترودو ولا ميلوني من حضور الحدث، وتركوا وزراءهم يتجولون في الخارج. لا يمكن أن يستمر العمل كالمعتاد في حين تواصل كندا دعمها للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. لقد انتصرنا هذه الليلة! سنستمر في الاحتجاج حتى تُلبى مطالبنا المتمثلة في حظر الأسلحة ووقف إطلاق النار... فلسطين حرة".
شارك منظمو الاحتجاج مقاطع فيديو عبر إنستغرام لأفراد شرطة وهم يدفعون المشاركين بعنف. وعلى الرغم من هذا التعامل العنيف من الشرطة الكندية يؤكد منظمو هذا التجمّع أن أي قدر من العنف لن يخيفهم أو يثنيهم عن أهدافهم. كما رفع المتظاهرون لافتات مناصرة لفلسطين ومطالبة بوقف إطلاق النار، إلى جانب المطلب الرئيسي لهم بوقف مبيعات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل. كما وصف المتظاهرون رئيس الوزراء الكندي بـ "جاستن الإبادة الجماعية".

قضية واندا نانيبوش

كان متحف تورنتو هدفاً للعديد من الاحتجاجات خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد إقالة أمينة المتحف لفنون السكان الأصليين واندا نانيبوش فجأة من منصبها، بسبب آرائها المطالبة بوقف لإطلاق النار في غزة. وقد اتهم الناشطون مجدداً إدارة متحف تورنتو بالتواطؤ مع الإبادة الجماعية بتجاهلها مطالب المجتمع الفني في كندا بسحب استثمارات التمويل الصهيوني، وفرضها الرقابة على أصوات السكان الأصليين.
رفع المتظاهرون أيضاً لافتات كتب عليها "لماذا ذهبت واندا"، و"دعوا واندا تتحدث" في إشارة إلى قضية واندا نانيبوش التي تعد أول أمينة متحف من السكان الأصليين في تورنتو.
وعقب رحيل نانيبوش وجّه نحو أربعة آلاف من الفنانين والكتاب والعاملين في مجال الثقافة في كندا رسالة مفتوحة إلى إدارة المتحف تُطالبها بتوضيح ما حصل. واتهمت الرسالة المانحين المؤيدين لإسرائيل بالضغط على إدارة المتحف لإنهاء عمل نانيبوش بسبب آرائها "وجهودها في تثقيف الناس حول الفلسطينيين وكفاحهم من أجل الحرية"، ودعت الرسالة أيضاً إلى محاسبة إدارة المتحف بسبب خضوعها للضغوط وتورطها في إقالة نانيبوش.
بين المجموعات المشاركة في الاحتجاج الأخير برز تجمع كتّاب ضد الحرب على غزة في تورنتو (WAWOG)، وهو تحالف مخصص للتضامن مع الشعب الفلسطيني يجمع بين الكتاب والمحررين وغيرهم من العاملين في مجال الثقافة. كما شاركت أيضاً مجموعة تورنتو من أجل فلسطين التي تطالب بالعدالة لفلسطين وتجمع الآلاف من سكان مدينة تورنتو. كذلك شارك أيضاً الجناح الكندي لتحالف صانعي الأفلام من أجل فلسطين.
وأخيراً رفع تحالف الجماعات والتنظيمات المؤيدة لفلسطين دعوى قضائية لمطالبة الحكومة الكندية بوقف صادراتها العسكرية إلى إسرائيل. وتقول الدعوى المرفوعة يوم الثلاثاء الماضي إن القوانين الكندية تمنع الصادرات العسكرية إلى أي دولة إذا كان هناك احتمال لاستخدامها ضد المدنيين، وهو الأمر الذي ينطبق على إسرائيل.
وعلى صفحة التحالف على إنستغرام ذكر الناشطون أن الحكومة الكندية وافقت أخيراً على تصاريح جديدة لتصدير السلاح إلى إسرائيل بنحو 28 مليون دولار كندي. وخلال الأسبوع الماضي حاصر متظاهرون كنديون منشأة شركة كولت في كندا لصناعة الأسلحة للاحتجاج على تصدير السلاح إلى إسرائيل.

يذكر أن هناك دعاوى قضائية أخرى رفعها ناشطون في دول حلف الناتو ضد حكوماتهم. نجحت هذه الدعاوى في إصدار محكمة هولندية خلال الشهر الماضي حكماً يقضي بمنع جميع صادرات أجزاء الطائرات المُقاتلة من طراز إف 35 إلى إسرائيل، كما نجحت الجهود التي قادتها هذه المجموعات أخيراً في دفع الحكومة الكندية إلى التراجع عن قرارها بالامتناع عن تمويل وكالة "أونروا" لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

المساهمون