فنانون سوريون موزّعون على الدراما العربية

فنانون سوريون موزّعون على الدراما العربية

20 ابريل 2021
يلعب جمال سيلمان دوراً لافتاً في مسلسل "الطاووس" (آرشيف)
+ الخط -

فرضت الأعوام العشرة الأخيرة نفسها على ظروف إنتاج الدراما في سورية، ما أضعف حركة الإنتاج السورية لصالح أخرى مشتركة، لا سيما سورية - لبنانية، وأخرى عربية مشتركة، ما أضاع، نوعاً ما، هوية الممثل السوري في تلك الأعمال، قبل أن تعود عجلة الإنتاج الدرامي السوري للدوران في العامين الأخيرين بنشاط ملحوظ، لتجمع من تفرقوا عن الدراما السورية من دون إرادتهم. لكنّ العديد منهم بات لديهم حضور واضح في الدراما العربية، الأمر الذي يحتم عليهم الاستمرار، كونهم يتولون فيها الصدارة والبطولة.

يشارك العديد من الممثلين السوريين في أعمال عربية، كأبطال ونجوم، للموسم الدرامي الحالي 2021.

 

باسل خياط

بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "قيد مجهول"، بطولة كلّ من باسل خياط وعبد المنعم عمايري، بدأ في الأول من رمضان عرض المسلسل المصري "حرب أهلية"، إذ يقف خياط أمام النجمة المصرية يسرا، ليشكلا ثنائي البطولة.

ويؤدي خياط في العمل، الذي كتبه أحمد عادل وأخرجه سامح عبد العزيز، دور "يوسف" الطبيب النفسي، ويخوض من خلاله صراعات مركبة، مبنية على كثير من الانعطافات في مسيرة الشخصية داخل العمل، والتحولات الدرامية التي تطرأ عليها. وبعد حلقات عدة من عرضه، يسير العمل بخطىً جيدة على صعيد الانطباع والمتابعة، ومن المتوقع أن يحصد المسلسل مشاهدات عالية، بعدما أعدّ له بشكل جيد خلال الفترة الماضية، وهو من سيناريو وحوار أحمد عادل، وإخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج جمال العدل.

أبدع خياط في تجارب سابقة في الدراما المصرية، منها "30 يوم" و"الرحلة"؛ إذ أتقن في العملين اللهجة، بشكل لم يسمح للنقاد بالتركيز على هذا الجانب بتناولهم لمشاركاته في الدراما المصرية، كما أنّ أداءه كان خارج دائرة النقد أيضاً، نظراً إلى ما قدمه من حرفية عالية.

 

جمال سليمان

تعود علاقة جمال سليمان مع الدراما المصرية إلى ما قبل الحرب وظروفها التي فرضت على واقع الإنتاج السوري، فعرف سليمان أدوار البطولة في الدراما المصري منذ أكثر من 15 عاماً، وهذا الموسم كان له أحدها من خلال مسلسل "الطاووس" الذي يعالج ظواهر بات الحديث عنها متاحاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحافة، كالتحرش والتنمر والاغتصاب.

يلعب جمال سليمان في العمل الذي كتبه كريم الدليل، وأخرجه رؤوف عبد العزيز، شخصية "كمال الأسطول" وهو محامي تعويضات توكله بطلة العمل "أمنية" التي تعرضت لاعتداء أو اغتصاب جماعي على يد مجموعة من أبناء المتنفذين. وخلال رحلة الدفاع عنها، تنكشف خيوط لجرائم متعلقة بالأنماط المذكورة، وتتطور الشخصية في العمل بشكل دراماتيكي مشوق من خلال علاقته مع "أمنية".

منذ عرض الحلقة الأولى من العمل، حظي باهتمام جماهيري وإعلامي كبير، وطرح حوله الكثير من الافتراضات، بأنّ العمل يتناول قصة حقيقية، مستمدة من قضية الاعتداء المعروفة التي تعرضت لها فتاة مصرية عام 2014، والتي عرفت إعلامياً حينها بـ "قضية الفيرمونت" نسبة إلى فندق شهير في القاهرة. لكنّ سليمان نفى في أول لقاء له بعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل، أن تكون قصة العمل مستمدة من قصة "فتاة الفيرمونت"، مشيراً إلى أنه لو كانت كذلك لما شارك في العمل لسببين، الأول أن "قضية الفيرمونت" ما زالت في المحاكم من دون بت فيها، وأنّ مثل هذه القضايا مؤلمة لأصحابها ولذويهم، ولا يجوز تجديد معاناتهم من خلال عمل فني.

رشيد عساف

تشكل مشاركة الممثل السوري رشيد عساف في المسلسل الأردني "صقار" عودته إلى الدراما البدوية، بعد زمن من أدائه دوراً مميزاً في مسلسل "راس غليص" قبل 15 عاماً. ويؤدي عساف في العمل دور البطولة المطلقة، بشخصية "صقار". يتسلم "صقار" زعامة أو مشيخة القبيلة منذ بداية المسلسل، فيظهر قوة في الحفاظ على قبيلته، متسلحاً بالحكمة والطموح والدهاء لتحقيق الأهداف.

ورغم النمط المعروف عن شخص شيخ القبيلة، فإنّ "صقار" يبدو شخصية مركبة، تجمع ما بين التسامح واللين داخل مجتمع القبيلة، والحزم خارجها ومع أعدائها، الأمر الذي يساعده على فرض هيبته على أبناء القبيلة وكسب محبتهم واحترامهم. العمل من تأليف دعد ألكسان، وإخراج شعلان الدباس، وإنتاج "غولدن لاين" و"آي سي ميديا"، ويسلط الضوء على القيم البدوية الأصيلة، ويعالج بعد السلوكيات الخاطئة من خلال أحداث العمل، وشخصية البطل الذي يسعى لتصحيح أخطاء عائلته خارج النمطية السائدة.

 

قمر خلف

في العمل نفسه "صقار" تلعب الممثلة السورية قمر خلف، أحد أدوار البطولة بشخصية "غوايش". وسابقاً تحدثت خلف عن دورها في العمل وشخصية "غوايش" لوسائل إعلام فنية، ووصف الشخصية بالإشكالية، مضيفة أنّ "غوايش" محبة للسلطة والمال والجاه، والرغبة بأن تكون مسيطرة وآمرة وناهية في محيطها، ويتطلب منها ذلك أن تتخلص ممن يقف في طريق تحقيق رغباتها وأهدافها من دون أدنى شعور بالتأنيب. ولخصتها كذلك بأنّها شخصية شريرة، مختلفة عن الأدوار التي لعبتها سابقاً التي اتسمت بالهدوء والرومانسية. ويساعد خلف في إتقانها اللهجة البدوية، تحدرها من مدينة الميادين في محافظة دير الزور شرق سورية. وهي منطقة ذات طابع بدوي وعشائري، ما يجعل خلف تنجو بسهولة من الوقوع بأخطاء اللهجة.

المساهمون