فلسطينيون على مواقع التواصل يسقطون أحداث الكونغرس على واقعهم السياسي

فلسطينيون على مواقع التواصل يسقطون أحداث الكونغرس على واقعهم السياسي

07 يناير 2021
اقتحم متظاهرون الكونغرس (بريدان سميالوفسكي/Getty)
+ الخط -

قارن الفلسطينيون بين أحداث اقتحام الكونغرس في بلاد العم سام وبين ما جرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عندما رفضت السلطة الفلسطينية وحركة فتح نتائج الانتخابات البرلمانية التي أفضت إلى فوز حركة حماس.

 والحال مشابه تماماً لرفض نتائج الانتخابات بشكل مباشر، كما جرى في الجزائر عام 1992، وفي مصر عام 2011، وغيرها من الدول العربية.

يقول الكاتب الفلسطيني، ساري عرابي، مقارناً بين فلسطين أمس وأميركا اليوم: "محاولة انقلاب أنصار ترامب على نتيجة الانتخابات، تكرار لتجارب فلسطينية وعربية سابقة".

لكن كلام عرابي لم يرُق لأحد متابعيه، الذي رد عليه بقوله: "لكن أنصار ترامب ما يصير فيهم زي أنصار السلطة الفلسطينية في غزة ويمشي القتل والتدمير على الجميع بحجة الانتخابات ونتيجة الانتخابات"، في إشارة إلى مقتل العشرات من المحسوبين على حركة فتح بغزة إبان تلك المرحلة.

وفي منشور آخر، عاب عرابي متهكماً على من اقتحموا الكونغرس ولم يحرقوه، بقوله: "يا عيب الشوم، يتعلموا من الناس اللي سبقوهم على هالطريق"، وهنا يشير إلى تعرض بعض المقرات الحكومية الفلسطينية للحرق خلال فترة الانقسام الدموي عام 2007.

بدوره، حاول الناشط، رند مسمار، محاكاة ما يجري في أميركا بما جرى سابقاً في قطاع غزة، إذ كتب متهكماً، "عناصر من المؤيدين لترامب يسجدون سجدة النصر بعد تحرير مبنى الكابيتول (الكونغرس) ومجموعات أخرى تتوجه إلى مبنى الأمن الوقائي الأميركي لتحريره ومواجهات عنيفة تدور في المكان".

وكتب في منشور آخر "حكومة غزة تدعو إلى عدم التعاطي مع التيار الانقلابي في الحزب الجمهوري وتنصح الجمهوريين بالحسم"، ونشر صورة تظهر في الجزء العلوي منها أميركياً يجلس على مكتب تابع للإدارة الأميركية، وتظهر في الجزء السفلي مسلحين من حماس بعد سيطرتهم على مكاتب السلطة في غزة.

وتنوعت تعليقات الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي على ما جرى في الولايات المتحدة الأميركية، حيث ينظر الشارع الفلسطيني بعداء كبير إلى إدارة الولايات المتحدة؛ وتحديداً إدارة ترامب، لانحيازها المطلق للاحتلال الإسرائيلي، والتغطية على جرائمه ضدهم، ودورها في تطبيع العديد من الدول العربية معه، وأيضاً الحروب التي شنها الجيش الأميركي على العديد من الدول العربية التي كانت تعادي السياسة الأميركية، مثل العراق.

وكتب مازن خويرة على صفحته موجهاً حديثه للفلسطينيين والعرب بقوله: "المشكلة أننا لا نقرأ التاريخ ونظن أنه سيتوقف عند العصر الأميركي، كثير من انطباعاتنا شكلها الإعلام ولكن مجريات الواقع تهزها هزاً!".

وتابع: "أميركيا فسيفاء ما يجعلها تتلاصق دستور ومؤسسات، فإذا ضربت تفككت وتمزقت، وهناك الكثيرون ممن يتمنون ذلك، فأعداء أميركا أكثر من أن يعدوا".

وأضاف: "أميركا العظيمة جداً هي نفسها التي دمرت العراق وحطمت الجيش العراقي لأنه ليس تبعاً لها، ودعمت الجيش المصري في إجهاض الديمقراطية المصرية، مخازي أميركا وجرائمها لا تتسع لها المجلدات".

أما الصحافي، رومل السويطي، فيعتقد أن ترامب يمثل "أصل" العقلية الغربية القائمة على الدم و"استعباد" أو "استغفال" الآخر، فيما علق أحدهم على صفحته بقوله: "إن المشهد الأميركي، يوحي لنا بأن العقول تتشابه عند السعي لغاياتها، وبذلك تتخطى الجغرافيا والوعي، وتصبح رهينة للمصالح".

وخالفه آخر بقوله: "إن ترامب لم يصل لمستوى زعماتنا العرب .. شو مقتل أربع أميركيين .. احنا في رابعة العدوية أربعة آلاف في يوم واحد .. لسه أميركا بدها عمر طويل لتصل لمستوانا في الديمقراطية"، في إشارة إلى مجزرة رابعة العدوية التي ارتكبها الجيش المصري بحق المعتصمين احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس محمد مرسي على يد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

أما ثابت قدومي فيعتقد أن الحكام العرب كانوا يمنون أنفسهم بعودة ترامب بالقوة حتى لا يعايرهم أحد، في إشارة إلى استيلائهم على كراسيهم بالقوة والفوضى، ويقول: "أكاد أجزم بأن جميع حكام العالم العربي ولا أستثني منهم أحداً، يتمنون أن يستولي ترامب على السلطة، حتى ما حدا يعاير حدا".

في حين، ذهب آخرون إلى ربط الوضع الميداني في واشنطن وفرض عمدتها لمنع التجول الليلي بالحالة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية جراء فيروس كورونا، حيث اتبعت الحكومة سياسية الإغلاق الجزئي الليلي تحديداً.

فكتب أحدهم: "محافظ العاصمة واشنطن يصدر تصاريح تنقل لذوي العلاقة وتفعيل اللجان الشعبية ولجان الطوارئ في الأحياء وإغلاق واشنطن بالسواتر الترابية (...) ودعوات لفتح الكنائس وعودة صلوات الأحد العظيم، ووزارة العمل تعلن عن صرف 700 دولار لأبناء المسؤولين في الكونغرس"، في إشارة إلى صرف الحكومة مبلغ 700 شيكل (200 دولار) للعمال الفلسطينيين المتضررين من جائحة كورونا.

المساهمون