فراس فياض من شاهد على الجريمة إلى مُتَّهم بالتحرّش الجنسي

فراس فياض من شاهد على الجريمة إلى مُتَّهم بالتحرّش الجنسي

07 أكتوبر 2020
هل أقحم فراس فياض نفسه في قضية أنور رسلان؟ (Getty)
+ الخط -

تصدّر اسم المخرج السوري فراس فياض، عناوين الصحف العالمية مجدداً. مخرج الأفلام الوثائقية اكتسب شهرة عالمية بعدما حصل فيلمه "آخر الرجال في حلب" على الجائزة الكبرى في مهرجان ساندانس الدولي عام 2017، وواصل التألق أيضاً بعدما حصل العام الماضي على جائزة "إيمي" عن فيلمه "الكهف". وعاد وأثار الكثير من الجدل بعدما حضر في محكمة "كوبلنز" الألمانية، كأشهر شاهد/مدّع ضد الضابط السوري السابق المقيم في ألمانيا أنور رسلان عن جرائمه في فرع الخطيب التابع لأمن الدولة.

لكن هذه المرة عاد اسمه للتداول، من الباب الضيق، بعدما وجهت إليه اتهامات بالتحرش الجنسي، بحق صحافية دنماركية كانت تعمل معه ضمن فيلم "الكهف" العام الماضي. الخبر بدأ من صحيفة "إكسترا بلاديت" الدنماركية، إذ يقول إن المخرج فراس فياض تحرش جنسياً بالصحافية إيميليا موث التي عملت معه في فيلم "الكهف" كمساعدة إنتاج. ونقلت عن إيميليا، أن فراس كان يغازلها وينظر إلى أجزاء من جسمها، كما أنه أخبر زملاءها أنه يفكر فيها عندما يمارس العادة السرية.

وجهت إليه اتهامات بالتحرش الجنسي، بحق صحافية دنماركية كانت تعمل معه ضمن فيلم "الكهف" العام الماضي

هذا الخبر سرعان ما تداولته الصحف العربية والعالمية، وفتح شهية رواد مواقع التواصل الاجتماعي لانتقاد المخرج الذي لطالما كان محط الأنظار ومثيراً للجدل.

والغريب أن الخبر حفّز البعض لفضح فراس فياض، وإثارة قضايا أخرى سكتوا عنها لأعوام، قبل أن تنفجر دفعةً واحدة على السوشال ميديا؛ وأبرزها: اتهامات أخرى بحوادث تحرش قام بها فياض في الأعوام الماضية، كالتي ذكرتها الصحافية السورية ليندا بلال (التي عملت مع فراس فياض لمدة ثلاثة أشهر في إذاعة صوت رايا قبل أن يصبح مخرجاً عالمياً)، وأشارت في منشور على فيسبوك إلى أنها شاهدة على العديد من حوادث التحرش التي قام بها فياض في تلك الفترة.

٣ صحف دانماركية اليوم عّم تحكي عن فراس فياض انه متحرش بصحفية اجنبية وضاربها.... فراس فياض اللي تمت دعوته شاهد بمحاكمة...

Posted by Linda Belal on Thursday, October 1, 2020

ولم تكن هذه الحادثة هي حادثة التحرش الوحيدة التي ارتكبها فراس فياض في وقتٍ مضى، وطفت على السطح فجأة؛ فهناك أيضاً العديد من الحكايات التي تم نشرها في الصحف العالمية للتأكيد على سلوك فياض، ومنها حادثة نشرتها صحيفة "إكسترا بلاديت" نفسها، نقلاً عن امرأة من كوريا الجنوبية حفزتها الأخبار المتتالية التي فضحت سلوك فياض لتشارك تجربتها.

الحادثة تعود لعام 2017، عندما كانت هي متطوعة للاعتناء بفياض أثناء زيارته لكوريا الجنوبية لحضور مهرجان يُعرض فيه فيلمه، "آخر الرجال في حلب"، وقام حينها بالتحرش بها جنسياً ولفظياً.

وفعلياً، اتهامات التحرش هذه، جاءت تتويجاً للأخبار التي نُشرت تباعاً، منذ شهر وحتى اليوم، والتي كان من شأنها تشويه صورة فراس فياض إعلامياً، بعد أن تمكن خلال الأعوام الماضية من البروز كواحد من أنجح مخرجي الأفلام الوثائقية الذين وثقوا الواقع السوري عقب الثورة السورية.

ونُشرت في الفترة الماضية تقارير تبين أن فراس فياض حاول منذ البداية أن يكسب أهمية مضاعفة من خلال ادعائه بأنه قام بنفسه بتصوير معظم اللقطات في فيلم "آخر الرجال في حلب"، لكن تبين كذب هذه الرواية التي تلبسه ثوب البطل، وبالتحديد عقب الجدل الذي أحاط به، بعد حضوره كشخصية رئيسية في محكمة أنور رسلان.

نشرت أخبار تفيد بأن فراس فياض أقحم نفسه في قضية أنور رسلان، بسبب رغبته في تصوير فيلم عن القضية؛ فيلم وثائقي يؤدي فيه دور المخرج والبطل

في المقابل، فإن هناك عدداً كبيراً من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي شككوا في صحة الاتهامات الموجهة لفياض، واعتبروا أن الغرض من فتح هذه الملفات في هذا التوقيت بالذات هو تشويه سمعته، لإبطال الشهادة التي قام بتقديمها ضد أنور رسلان في محكمة "كوبلنز" الألمانية. لكن هذه المناصرة لم تستمر، بعد أن نشرت أخبار تفيد بأن فراس فياض أقحم نفسه في قضية أنور رسلان، بسبب رغبته في تصوير فيلم عن القضية؛ فيلم وثائقي يؤدي فيه دور المخرج والبطل، ليناقش من خلال شهادته في المحكمة، والآثار النفسية التي يعاني منها بوصفه معتقلاً تعرّض للاغتصاب في السجون السورية.

وبالتالي، فإن فياض الذي لا يزال يطمح إلى تحقيق المزيد من المجد والشهرة على حساب قضايا الثورة السورية، لعب دوراً سلبياً في محاكمة رسلان، من خلال تقديمه شهادة استعراضية مشكوك في صحتها، ليزعزع ثقة المحاكم الدولية في كل الشهادات التالية، التي سيدلي بها ضحايا السجون السورية، الذين تعرّضوا بالفعل لكل أنواع العنف هناك.

 

المساهمون