عودة الحياة إلى سوق جارا في الأردن بعد عامين من التوقف بسبب كورونا

عودة الحياة إلى سوق جارا في الأردن بعد عامين من التوقف بسبب كورونا

04 يونيو 2022
يقام السوق كل يوم جمعة حتى أكتوبر المقبل (العربي الجديد)
+ الخط -

عاد سوق جارا التراثي في العاصمة الأردنية عمّان إلى الحياة الجمعة، ليبدأ موسمه السادس عشر، بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كوفيد-19، بتنظيم من جمعية سكّان حي جبل عمّان القديم جارا، بالتنسيق مع أمانة عمّان الكبرى.  

هذا السوق موسمي تراثي، يقام في جبل عمّان وسط العاصمة الأردنية، ويفتح أبوابه كل جمعة أسبوعياً، ويتواصل حتى أكتوبر/ تشرين الأول. ويركز على التراث والفن الشعبيين والفن التشكيلي، إذ يعرض فيه الفنانون إبداعاتهم من لوحات، ومنحوتات، وتحف، ونحاسيات. وكثير من معروضاته أشغال يدوية وإكسسوارات ومواد غذائية مصنعة يدوياً. وفيه أيضاً مسرح لإقامة حفلات غنائية وشعبية. كما يتضمن منطقة مخصصة للأطفال ومقهى شرقياً.

يستقطب سوق جارا آلاف الزوار، إذ يجمع الأصالة مع المعاصرة، ويلتقي فيه الإبداع مع عشاق التميز والحرف اليدوية والفن، ويتميز بتنوع مرافقه لتتلاءم مع شتى الأذواق والأعمار كافة. كما يقدم في أوقات محددة حفلات موسيقية على مستوى رفيع من الفن والتميز.

وقال نائب رئيس جمعية سكّان حي جبل عمّان القديم جارا، خضر قواس، في تصريحات صحافية، إن إدارة الجمعية والقائمين على السوق حرصوا على تحديث مرافقه اللوجستية، لتوفير الراحة للمشاركين والزوار، مشيراً إلى توسعة المنطقة المخصصة للأطفال وإضافة ألعاب جديدة إليها، ليتسنى للعائلات قضاء أكبر وقت ممكن في السوق. 

وأضاف قواس أن إدارة الجمعية سعت هذا العام لتكثيف مشاركة المحافظات، وذلك ضمن رؤيتها لتوفير الفرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والعاملين من المنازل، لعرض منتجاتهم، وذلك للمساهمة في رفع المستوى المعيشي للحرفيين وسيدات المجتمع في تلك المحافظات.

نجوم وفن
التحديثات الحية

قالت المشاركة في السوق، ريم نجم، وهي تقوم بصناعة الأطواق والعقود اليدوية، متحدثة لـ "العربي الجديد"، إن هذه مشاركتها الأولى، ففي السابق كانت من الزوار.

أما خالد زلوم، وهو من محترفي الرسم بالرمل، فقال لـ "العربي الجديد" إن القطاع السياحي من أكثر المتضررين جراء الوباء، مبيناً أن العاملين في الحرف التقليدية هم أكثر من دفعوا الثمن. وأضاف: "شاركت في السوق خلال 8 مواسم سابقة، ونأمل أن يساهم افتتاح السوق بمساعدة المشاركين على تحسين أوضاعهم المادية".

ميادة عرابي التي تعرض الخزفيات ترى أن المشاركة هي جزء من ثقافة تعزيز العمل الجمعي الاجتماعي، معتبرة أن الهدف ليس فقط البيع المباشر، بل أيضاً الإعلان عن المنتجات في سوق يستقطب الآلاف.

رفاء رائد التي تعرض تحفاَ يدوية مصنوعة من خشب الزيتون قالت إن المشاركة في السوق أمر لطيف، وإن مرتاديه في الغالب من المهتمين بالمنتجات التراثية وهم من أصحاب الذوق الرفيع. وأشارت إلى أن للمشاركة أبعاداً ثقافية وحضارية.

الفنان التشكيلي أسامة الرفاعي الذي شارك في سوق جارا منذ موسمه الأول، بحسب حديثه لـ "العربي الجديد"، ثمّن اهتمام المنظمين بالقيمة الثقافية والحضارية التي يتركها السوق، لافتاً إلى أنه يستقطب العديد من المهتمين بالفنون.

وقالت مديرة مؤسسة "عبق الماضي الحياكة" هديل الصبيحي، وهي مدربة على صناعة السلال من ورق الموز وأدوات القش والمطرزات، إن السوق يضم تشكيلة متنوعة ومميزة من كل المنتجات التقليدية والتراثية. وأضافت أن المشاركة في السوق تفتح آفاقاً جديدة للمشاركين وأبواباً كثيرة، خاصة أن أعداد مرتادي السوق ليست قليلة. ورأت أن السوق أصبح مكاناً للمبدعين، إذ يساهم في مساعدة المشاركين اقتصادياً من خلال بيع المنتجات التقليدية التي تلقى اهتماماً كبيراً من المواطنين. 

يذكر أن جمعية سكان حي جبل عمّان القديم (جارا) هي جمعية غير ربحية تأسست بهدف الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عمّان القديم، وتتلخص رؤيتها في التعريف بحي جبل عمان القديم على صعيد علاقته الوطيدة بالمنشأ التاريخي والثقافي والاجتماعي للأردن والحفاظ على إرثه الحضاري.

المساهمون