يدخل صيف عام 2021 ولا تزال معظم المهرجانات العربيّة العريقة تعلّق فعالياتها ونشاطاتها بسبب فيروس كورونا. تغيب مهرجانات "قرطاج" في تونس. تم إلغاء مهرجان "موازين" في المغرب للمرّة الثانية على التوالي. الأردن أيضًا أوقف كلّ النشاطات الخاصّة بمهرجان "جرش".
وعلى الرغم من الحذر الشديد الذي يسيطر على متعهدي الحفلات اللبنانيين والعرب، بدأ البعض يفكّر في تنظيم مجموعة من المهرجانات الصيفيّة، وذلك بعد انحسار الموجات الخاصة بفيروس كورونا قليلاً في بيروت وبعض الدول العربية، ومراعاة للشروط الكاملة لجهة أعداد الحضور ومسافة التباعد الاجتماعي.
وبثت قبل أيام حفلة خاصة للفنان السوري جورج وسوف، عبر منصة "شاهد". ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتبنّى فيها المحطة مثل هذه الفعاليات، بل عملت منذ قرابة عام على تنظيم مجموعة من الحفلات على المنصات، بسبب تعذر إقامة الحفلات المباشرة تماشياً مع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. الحفل حقق نسبة متابعة عالية، بحسب ما تظهر أرقام المتابعين، ويأتي كمحاولة من شركة "روتانا" شريكة "شاهد" في التنظيم، وذلك لاختبار سوق المتابعة ومقياس جماهيرية الفنانين قبل قرار العودة للحفلات والمهرجانات الجماهيرية، والتي، بحسب مصدر في الشركة السعوديّة، ستكون بداية الخريف المقبل، حيث ستكون الإجراءات الخاصة بكورونا قد أصبحت عادية، وبالإمكان القيام بنشاط ما.
ويؤكّد أحد المتعهّدين في لبنان أنَّ الأماكن المفتوحة أو "المدرجات بالهواء الطلق" هي الهدف الأول للأفكار التي يتمّ وضعها حالياً، ثم التباعد بين صفوف المتفرجين كخطوة ثانية على طريق الاستثمار مجدداً في مثل هذه الفعاليات.
وفيما أعادت بعض الدول العربية الفعاليات الفنية والموسيقية الخاصة، ظهر واضحاً الاتجاه لمراعاة أو حماية الجمهور عن طريق الإجراءات القويّة، ومنها خضوع جمهور الحفلة لفحص (PCR) قبيل الحفل، وهو شرط سيبدأ تنفيذه في الإمارات المتحدة، بحسب ما أوردت بعض الصفحات الخاصة بالفعاليات الموسيقية والفنية. في لبنان سوق الحفلات يعاني أصلاً، وقبل ظهور فيروس كورونا في نهاية 2019 والسبب هو الوضع الاقتصادي والأمني الذي يعيشه اللبنانيون.
لكن في جعبة بعض المتعهدين تنظيم بعض الحفلات الخاصة لهذا الصيف، فيما يبدي عدد لا بأس به من المغنين ترحيبه بالفكرة. في دبي، طرحت مجموعة من الفعاليات التي ترافق فترة الصيف، ووضعت لائحة بأسماء بعض الفنانين اللبنانيين والعرب المرغوب في استضافتهم، ومنهم راغب علامة وعمرو دياب وعاصي الحلاني ونجوى كرم. كذلك، وضعت شركة "روتانا" لائحة بأسماء بعض الفنانين السعوديين، من المفترض أن يكونوا ضمن "البازار" الصيفي لعودة المهرجانات والحفلات في الخليج، ومنهم الفنان محمد عبده وعبد الله الرويشد ورابح صقر. وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من الفنانين الذي أصدروا أغنيات جديدة أو ألبومات يدرسون إمكانيّة تقديم حفلات على المنصّات البديلة ترويجاً للجديد الغنائي، ومنهم عاصي الحلاني ونوال الزغبي وعامر زيّان، وذلك بدعم من الشركة المنتجة "روتانا".
