سرطان الثدي: الخلايا المناعية كعلاجٍ محتمل

سرطان الثدي: الخلايا المناعية كعلاجٍ محتمل

13 فبراير 2022
بعد تلقي العلاج تقلصت الأورام السرطانية عند اثنتين من النساء الست (يوسف مسعود/Getty)
+ الخط -

يمكن استخدام شكل تجريبي من العلاج المناعي يقوم على استخدام الخلايا المناعية المقاومة للأورام في علاج النساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي (السرطان الذي يبدأ في الثدي وينتشر)، وفقا لنتائج تجربة سريرية جديدة أعدها باحثون في مركز أبحاث السرطان التابع للمعهد الوطني للسرطان (NCI) في الولايات المتحدة.

وأشارت النتائج التي نشرت يوم الثلاثاء 1 فبراير/ شباط في مجلة Journal of Clinical Oncology إلى أن العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي يمكن أن يتسببن في حدوث رد فعل مناعي ضد أورامهن، وهو شرط أساسي لهذا النوع من العلاج المناعي، والذي يعتمد على ما يسمى الخلايا الليمفاوية السرطانية أو الخلايا التائية (TILs). أجريت التجربة السريرية على 42 امرأة مصابة بسرطان الثدي النقيلي، أصدرت 28 امرأة منهن (أو ما يعادل 67% من إجمالي المشاركات في العينة) رد فعل مناعيا ضد الأورام السرطانية. تم استخدام هذا النهج لعلاج ست نساء، نصفهن بدا عندهن انكماش الورم بصورة أمكن للعلماء قياسها، وهو الأمر الذي يعتبر نتيجة واعدة جدًا في سياق مقاومة هذا المرض.

وأوضح المؤلف الرئيسي في الدراسة، ستيفن إيه روزنبرغ، رئيس قسم الجراحة في مركز المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة أن سرطانات الثدي معروف عنها أنها تصدر استجابات إيجابية تجاه مستقبلات الهرمونات، وأنها ليست قادرة على إثارة استجابة مناعية وليست عرضة للعلاج المناعي. لكن نتائج الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذا النوع من العلاج المناعي يمكن استخدامه لعلاج بعض الأشخاص المصابين بسرطان الثدي النقيلي والذين استنفدوا جميع خيارات العلاج الأخرى. يساعد العلاج المناعي في تدعيم الجهاز المناعي للأفراد في محاربة الأورام السرطانية، لكن معظم هذه العلاجات أظهرت فعالية محدودة ضد سرطانات الثدي التي تتصف بكونها إيجابية تجاه مستقبلات الهرمون، والتي تشكل غالبية سرطانات الثدي. يعتمد أسلوب العلاج المناعي -المستخدم في التجربة- على الخلايا التائية TILs الموجودة في الورم نفسه أو المحيطة به.

وقال روزنبرغ في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الخلايا التائية يمكنها أن تستهدف الخلايا السرطانية التي تحتوي على بروتينات معينة على سطحها تسمى "المستضدات الجديدة"، والتي تتعرف عليها الخلايا المناعية. يتم إنتاج المستضدات الجديدة عند حدوث طفرات في الحمض النووي للورم. توصل الباحثون إلى أشكال أخرى من العلاج المناعي يمكن أن تكون فعالة في علاج بعض أنواع الأورام مثل "الورم الميلاني"، الذي يحتوي على العديد من الطفرات، وبالتالي العديد من المستضدات الجديدة. صممت هذه التجربة السريرية لمعرفة ما إذا كان نهج العلاج المناعي يمكن أن يؤدي إلى انكماش الورم لدى الأشخاص المصابين بأنواع أخرى من السرطانات المنتشرة، بما في ذلك سرطان الثدي. استخدم الباحثون تسلسل الجينوم الكامل لتحديد الطفرات في عينات الورم من 42 امرأة مصابة بسرطان الثدي النقيلي وتطورت حالة السرطان لديهن على الرغم من جميع العلاجات الأخرى. بعد ذلك، قام الفريق بعزل الخلايا التائية من عينات الورم، وفي الاختبارات المعملية اختبروا تفاعلها ضد المستضدات الجديدة التي تنتجها الطفرات المختلفة في الورم.

بالنسبة للنساء الست اللاتي عولجن في التجربة، أخذ الباحثون الخلايا التائية وقاموا بإكثارها في المختبر لزيادة عددها. ثم أعادوا الخلايا المناعية لكل مريض عن طريق الحقن في الوريد. تم إعطاء جميع المرضى أيضاً أربع جرعات من عقار "بيمبروليزوماب" وهو جسم مضاد يسمح للجهاز المناعي بتدمير الخلايا السرطانية، ويمنع تثبيط عمل الخلايا التائية. بعد تلقي العلاج، تقلصت الأورام السرطانية عند اثنتين من النساء الست بنسبة 52 في المائة و69 في المائة بعد ستة أشهر و10 أشهر على التوالي، في حين تلاشى الورم نهائيا في واحدة من النساء الست.

المساهمون