دراسة: شيخوخة السدود الكبيرة تهدد نصف سكان العالم

دراسة: شيخوخة السدود الكبيرة تهدد نصف سكان العالم

30 يناير 2021
تستحوذ الصين وحدها على 40٪ من إجمالي عدد السدود العالمي (ريان بَيل/Getty)
+ الخط -

حذّر تقرير جديد من مخاطر شيخوخة السدود الكبيرة حول العالم، مشيراً إلى أنه بحلول عام 2050 سيعيش أكثر من نصف سكان العالم في مناطق مصبات الأنهار التي تحتوي على عشرات الآلاف من السدود الكبيرة التي قاربت أعمارها الافتراضية على الانتهاء أو انتهت بالفعل.

صمدت معظم السدود الكبرى في العالم، وعددها نحو 59000 سد شُيدت بين عامي 1930 و1970 لتستمر من 50 إلى 100 عام، وفقًا لدراسة أجراها "معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة".

يرى معدو التقرير أن لهذه السدود القديمة مخاطرة عالمية ناشئة لم ينتبه لها العالم بعد، إذ إن علامات الشيخوخة تظهر على السدود الخرسانية الضخمة بعد مرور قرابة 50 عاماً على إنشائها. تشمل علامات التقادم حالات فشل السدود المتزايدة، وزيادة تكاليف إصلاح السدود وصيانتها تدريجياً، وزيادة الترسيب في الخزانات، وفقدان السدود لفعاليتها ووظائفها تدريجياً، وهي مظاهر يرى التقرير أنها مترابطة بقوة.

يمكن أن تصل الأعمار الافتراضية للسدود التي يتم تصميمها وبناؤها وصيانتها بشكل جيد إلى 100 عام من الخدمة. لكن التقرير يتوقع أن تزيد فرص إيقاف تشغيل هذه السدود، وهي ظاهرة تتسارع وتيرتها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تمنع القيود الاقتصادية والعملية من تحديث السدود القديمة.

يقدّر الحجم الهائل للمياه المخزنة خلف السدود الكبيرة في أنحاء العالم بما يتراوح بين 7000 و8300 كيلومتر مكعب، وهي الكمية التي تكفي لتغطية نحو 80 في المائة من مساحة اليابسة في كندا تحت متر واحد من المياه.

وتختلف طبيعة الآثار التي قد تنتج عن انهيار هذه السدود أو توقفها عن العمل اختلافاً كبيراً بين البلدان منخفضة الدخل والبلدان مرتفعة الدخل. تعرّض التقرير بالتحليل لحالات إيقاف تشغيل السدود ودراسات حالة شيخوخة السدود الكبيرة في عدد من الدول متفاوتة الدخل، مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وكندا والهند واليابان وزامبيا وزيمبابوي.

ويهدف التقرير إلى جذب الانتباه العالمي إلى المشكلة المتصاعدة المتمثلة في تقادم البنية التحتية لتخزين المياه وتحفيز الجهود الدولية للتعامل مع هذه المخاطر الناشئة والمتزايدة بشأن هذه الخزانات الكبيرة للمياه. يقول دوميندا بيريرا، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن مشكلة شيخوخة السدود الكبيرة اليوم تواجه عدداً قليلاً نسبياً من البلدان، إذ تقع 93 في المائة من مجمل السدود الكبيرة في العالم في 25 دولة فقط. ويوضح بيريرا أن وتيرة بناء السدود الكبيرة قد ارتفعت في منتصف القرن العشرين وبلغت ذروتها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولا سيما في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، بينما حدثت الذروة في أفريقيا في الثمانينيات.

ووفقاً للتقرير، فإنه من غير المتوقع أن يشهد العالم ثورة كبيرة أخرى في بناء السدود كتلك التي شهدها منتصف القرن العشرين. يوجد 32716 سداً كبيراً في أربع دول آسيوية فقط هي: الصين والهند واليابان وجمهورية كوريا (55 في المائة من الإجمالي العالمي)، تستحوذ الصين وحدها على 40 في المائة من إجمالي عدد السدود العالمي بعدد يصل إلى 23841 سداً كبيراً.

ويقول معدو التقرير إن معظم هذه السدود سيصل إلى عتبة الخمسين عاماً قريباً. وينطبق الأمر نفسه على العديد من السدود الكبيرة في أفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية.

وطبقاً للتقرير، فإن وتيرة بناء السدود الكبيرة تراجعت بشكل كبير خلال العقود الأربعة الماضية، وتستمر في الانخفاض جزئيًا لأن أفضل المواقع لمثل هذه السدود على مستوى العالم تتضاءل تدريجياً، حيث إن ما يقرب من 50 في المائة من حجم الأنهار العالمية مجزأة بالفعل أو تنظمها السدود. كما أن هناك مخاوف بشأن الآثار البيئية والاجتماعية للسدود، والسدود الكبيرة على وجه الخصوص، فضلاً عن الممارسات الناشئة حول بدائل تخزين المياه، والحلول القائمة على الطبيعة، وأنواع إنتاج الطاقة بخلاف الطاقة الكهرومائية.

المساهمون