حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة: ضغوط اللوبي الصهيوني

حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة: ضغوط اللوبي الصهيوني

21 مارس 2024
لا يزال حظر "تيك توك" بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تحت ضغوط من اللوبي الصهيوني، تسارعت خطوات إقرار قانون في الولايات المتحدة لحظر "تيك توك" أو إجباره على البيع، حيث وافق مجلس النواب بأغلبية كبيرة، لكن يتطلب موافقة مجلس الشيوخ ليصبح قانونًا.
- الدعوات لحظر "تيك توك" ارتبطت بالمحتوى المؤيد للفلسطينيين والمنتقد للعدوان الإسرائيلي، مع تسجيل مسرب يشير إلى "مشكلة تيك توك" بسبب هذا المحتوى، مما أثار غضب مستخدمي وسائل التواصل.
- "تيك توك" يعكس التعاطف الشبابي مع الفلسطينيين في الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب الأميركيين (16-24 عامًا)، مع استطلاعات تظهر تزايد التعاطف مع الفلسطينيين بين الديمقراطيين والشباب، مما يعكس تحولًا في الآراء العامة.

ساعدت الضغوط التي مارسها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، على تسريع خطوات إقرار قانون حظر "تيك توك" في البلاد داخل الكونغرس الأميركي.
ووافق مجلس النواب داخل الكونغرس، بأغلبية 352 صوتاً مقابل 65 صوتاً، على مشروع قانون ينص على بيع "تيك توك" لشركة أميركية، أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة.
ولكي يصبح قانوناً رسمياً، لا يزال المشروع بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، وهو ما تسعى إدارة بايدن إلى حدوثه بسرعة.

حظر "تيك توك" ودلائل التدخل الصهيوني

غضب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت من هذه الخطوة، وربطوها بجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، التي تحاول الحد من زيادة المحتوى المؤيد للفلسطينيين على "تيك توك".
وتداول رواد مواقع التواصل تسجيلاً مسرّباً لرئيس رابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات، قال فيه: "لدينا حقاً مشكلة تيك توك"، في إشارة إلى محتواه الذي يفضح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمام الشعب الأميركي.
واستشهد المستخدمون أيضاً بأحد المانحين الرئيسيين لعضو الكونغرس الجمهوري الذي قدم مشروع القانون، مايك غالاغر، الذي يمثّل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، أبرز جماعة ضغط صهيونية في أميركا.
كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن هناك "زخماً جديداً يرجع جزئياً إلى الغضب من مقاطع فيديو تيك توك حول الصراع بين إسرائيل وحماس".
وذكرت الصحيفة ذاتها أن عضو الكونغرس الديمقراطي، رجا كريشنامورثي، ذكر أن الحرب على غزة هي ما دفعته إلى دعم فرض حظر "تيك توك" في أميركا. وقال: "7 أكتوبر/ تشرين الأول فتح أعين الناس حقاً على ما يحدث على تيك توك".
وذكر موقع "ميدل إيست آي" أن السيناتور الجمهوري، جوش هاولي، بعث رسالة إلى إدارة بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني، يدعو فيها إلى حظر "تيك توك". وفي الرسالة، أشار على وجه التحديد إلى "انتشار المحتوى المناهض لإسرائيل على تيك توك" كأحد الأسباب الرئيسية لدعوته إلى الحظر.
ونقل الموقع عن المؤسِّس المشارِك لـ"ذي إنترسبت"، غلين غرينوالد، أن "كل رواية إخبارية جادة حول كيفية اكتساب مشروع قانون حظر تيك توك زخماً مفاجئاً، تأكدت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أصبح الحزب الديمقراطي الأميركي غاضباً من السماح للكثير من الأميركيين بانتقاد إسرائيل".
لكن هناك نظرية تشير إلى أن المؤيدين لإسرائيل لا يحاولون حظر "تيك توك"، بل شراءه. ونقل "ميدل إيست آي" عن المدير السابق لمكتب مفوضية حقوق الإنسان في نيويورك، كريغ مخيبر، قوله "إنهم لا يحاولون حظر تيك توك. إنهم يحاولون استخدام سلطة الحكومة لإجبار الملكية المؤيدة لإسرائيل على الاستيلاء على تيك توك لإسكات انتقادات الإبادة الجماعية والفصل العنصري". 

"تيك توك" يزعج حلفاء إسرائيل

واجه تطبيق تيك توك، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اتهامات بنشر معاداة السامية والانحياز إلى فلسطين. وقبل التحرك لحظره، كان أعضاء الكونغرس، ومعظمهم من الجمهوريين، قد استخدموا العدوان على غزة لإعادة التعبير عن ضغائنهم ضد التطبيق.

وكتب السيناتور ماركو روبيو على موقع "إكس": "تيك توك أداة تستخدمها الصين لنشر الدعاية بين الأميركيين، والآن تُستخدَم للتقليل من أهمية إرهاب حماس".
بدورها، تنفي إدارة "تيك توك" الاتهامات. وتؤكد أن التطبيق فقط يعكس التعاطف مع الفلسطينيين بين مستخدميه. ومن بين مستخدمي "تيك توك" النشطين شهرياً في الولايات المتحدة، الذين يقدر عددهم بـ80 مليوناً، تتراوح أعمار حوالي 60 في المائة منهم بين 16 إلى 24 عاماً. والشباب هم الفئة العمرية الأميركية التي تتعاطف مع فلسطين.
ووفقاً لاستطلاع لمؤسسة غالوب أجرته في ربيع 2023، قال الديمقراطيون إنهم أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين (49 في المائة) من الإسرائيليين (38 في المائة).
في المقابل، دعم إسرائيل هو الأدنى بين الشباب الأميركيين، إذ يدعم 42 في المائة الفلسطينيين، و40 في المائة يؤيدون الإسرائيليين.
 

المساهمون