جمال أمين: أرصد 40 عاماً من تاريخ العراق عبر سيرة فنان

جمال أمين: أرصد 40 عاماً من تاريخ العراق عبر سيرة فنان

29 يناير 2022
الفيلم سفرٌ من أسفار الإبداع والخذلان والأمل واليأس (من المخرج)
+ الخط -

جمال أمين فنان عراقي أخرج الكثير من الأفلام الوثائقيّة والدعائيّة، وعمل في الإعلانات التلفزيونية، ومثّل في أفلام عدة، بينها "صائد الأضواء" للمخرج محمد توفيق عام 2003. أخيراً، يعود جمال أمين إلى أعماله الفنية، لكنْ هذه المرة وراء الكاميرا، مُنجزاً فيلماً وثائقياً عن الرسّام والشاعر العراقي المُقيم في لندن، يوسف الناصر. آخر عمل له كممثل كان مع المخرج عدي مانع، في "وراء الباب" (2020).

عن موضوع فيلمه الجديد، تحدّث أمين إلى "العربي الجديد":

ماذا عن فيلمك الجديد هذا؟

الوثائقي الجديد يتحدّث عن مسيرة نصف قرن من الرسم والسياسة والغربة والمهجر والمنافي والنجاح والخذلان والأمل واليأس. يرصد هذه الأشياء المتناقضة والمتوافقة والمتماثلة، من خلال سيرة فنان أكاديميّ محترف، وكاتب وناقد فني، يوسف الناصر. سيكون الفيلم كألف ليلة وليلة: قصص كثيرة، وبلدان كثيرة، ورصدٌ لرحلات هذا الفنان منذ ولادته في محافظة ميسان، حتّى سفره إلى بغداد، ودراسته في "كلية الفنون"، وإقامته في بيروت، في نهاية سبعينيات القرن الـ20، وعيشه الحرب الأهلية اللبنانية، وعمله مع "منظمة التحرير الفلسطينية"، ثم إقامته في سورية وقبرص والنرويج، وأخيراً استقراره في بريطانيا. لا يقتصر الفيلم على تجربته في الرسم، وهذه مهنته كفنان، لكنّه سيكون أجزاءً، كلّ جزء فيه مُحدّد بتجربة له: مشروع معرض، مشروع منجز ثقافي، إلخ. وأجزاء أخرى يتحدّث فيها عن المنفى وتداعياته.

لماذا اخترت يوسف الناصر موضوعاً لفيلمك؟

يوسف الناصر فنان من جيل السبعينيات الماضية. ناقدٌ ومحترف في إعداد المشاريع الثقافية، وطاقة إبداعية كبيرة. له أسلوب مميّز في رسمه. يرصد الفيلم لوحاته ومشاريعه الفنية ومنجزاته، على صعيد اللوحة والكلمة والصورة أيضاً. عمل مُعدّاً لبرامج كثيرة. إنّها تجربة لا تشبه تجارب غيره، لأنّها ممزوجة بمسيرة أكثر من 40 عاماً من تاريخ العراق المعاصر، والتاريخ الثقافي للعراق، وهروب عددٍ كبيرٍ من مثقّفي العراق إلى دول الشتات، بالإضافة إلى التحوّلات الكبيرة في مسيرة التشكيل العراقي، خاصة تجارب الفنانين التشكيليين العراقيين في المنفى.

سيكون الفيلم كألف ليلة وليلة: قصص كثيرة، وبلدان كثيرة، ورصدٌ لرحلات يوسف الناصر منذ ولادته في محافظة ميسان

لماذا استغرق العمل على الفيلم كلّ هذا الزمن؟

المعروف أنّ مدّته تتجاوز 90 دقيقة. سيكون الفيلم طويلاً إلى هذا الحدّ، نظراً إلى أنّي أرصد أحداثاً كثيرة من خلال الشخصية المحورية، أي يوسف الناصر. سأتطرّق إلى شؤون كثيرة، سياسية وفنية وفكرية. الفيلم سفرٌ من أسفار الإبداع والخذلان والأمل واليأس، ويتضمّن مواد أرشيفية كثيرة، تدعم الفكرة الرئيسية، ما يجعله يمرّ بسلاسة ويُسر على المُشاهد. سأجعل معالجة الصورة تشويقية. الأفلام التي تتناول سيرة فنان بحجم يوسف الناصر، وما رافق حياته من أحداثٍ وإبداع، تكون مشوّقة ومؤثّرة جداً بالمُشاهد، وهذا أسعى إليه في الفيلم. أنا لا أحدّد الزمن، بل الأحداث تُحدّده، والتنوّع في التناول والمعالجة يُحدّد إيقاعه وزمنه. أتوقّع أنْ تكون مدّته بحدود 90 دقيقة، وربما يكون أكثر أو أقلّ. لكنّي متأكدٌ من أنّه سيكون مختلفاً ومُشوّقاً، لأنّه يحتوى على وثائق مُهمّة جداً وخاصة، في ما يخصّ المنافي الكثيرة للعراقيين. هناك وثائق تُعرض للمرّة الأولى، لأدباء كبار، كان يوسف الناصر عاش معهم، فكان شاهداً عليهم، وهم شهوداً عليه.

ماذا عن أمكنة التصوير؟ هل تنقّلت في أكثر من مكان، أم اقتصرت على لندن، حيث إقامة الفنان؟

معظم التصوير كان في لندن، لأنّ يوسف الناصر كان في مدن كثيرة، كبيروت وقبرص وباريس وأوسلو، عاش فيها. استعنْتُ بوثائق كثيرة، وصُوَر فوتوغرافية يحتفظ بها، عن رحلة امتدّت نحو نصف قرن، تبدو في الفيلم أمكنة مُستعادة من هذه التجربة.

أعمل على فيلم روائي طويل عنوانه "الشيوعي الأخير". مشروعٌ يمثّل حلم حياتي.

هل استعنت بكوادر عراقية فنيّة لإنجاز الفيلم؟

نعم، هناك كوادر مُحترفة في التصوير والمونتاج والصوت والموسيقى، تعمل معي، بينهم إحسان الإمام المؤلّف الموسيقي، وعدي مانع للمونتاج، وغيرهما.

هل أنجز الفيلم كلّياً؟ ومتى يكون جاهزاً للعرض؟

بدأتُ التصوير في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وسأنتهي بداية فبراير/ شباط 2022. طبعاً، هناك تحضيرات قبل التصوير التي احتاجت إلى وقتٍ طويل. حالياً، أستطيع القول إنّ الفيلم في طريقه إلى الإنجاز.

ماذا عن مشاريعك المقبلة؟

أعمل عل مشروع سينمائي، أعلنت عنه منذ زمن طويل: فيلم روائي طويل عنوانه "الشيوعي الأخير". مشروعٌ يمثّل حلم حياتي. لا أزال أجمع الدعم لإنتاجه، والتحضير له، وهناك نتائج جيدة.

أين وصلت في مجال التمثيل؟

هذا العام، عُرضت عليّ أعمالٌ كثيرة كممثل، منها فيلم "هنا في لندن"، يتحدّث عن "داعش". لا أزال أدرس الدور. هناك مسلسل عراقي اقتُرحت عليّ تأدية دور البطولة فيه، لكنّي رفضته لأنّ الشخصية لا تناسبني. أضف إلى ذلك بطولة فيلم روائي، من المحتمل أنْ يكون تصويره في مارس/ آذار المقبل، وإنتاجه عراقي سوري مشترك. كلّ عملٍ سأفصح عنه عند البدء بتنفيذه.

المساهمون