تهديدات تلاحق إعلاميين يغطّون أحداث شمال شرقي سورية

تهديدات تلاحق إعلاميين يغطّون أحداث شمال شرقي سورية

15 أكتوبر 2021
تهديدات مباشرة وُجهت لإعلاميين في القامشلي (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

وجّه حساب على موقع "فيسبوك"، يعتقد أنه تابع لحركة "الشبيبة الثورية"، تهديدات مبطنة لإعلاميين يغطون الأحداث ويرصدون الانتهاكات في المناطق الواقعة تحت سيطرة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية".

ونشر حساب يحمل اسم "اتروبات" معلومات عن الصحافي إيفان حسيب إلى جانب رموز تعبيرية من بينها سكين"، وعبارة "نهاية لا تبشر بالخير". لكنه حذف المنشور بعد ساعات.

وقالت مصادر من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" إن عناصر من ما تسمى "حركة الشبيبة الثورية"، المقرّبة من "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي ي دي) الذي يعد العمود الفقري لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، هم من يشرفون على الحساب.

وأوضحت المصادر نفسها التي فضلت عدم الكشف عن هويتها أن العديد من التهديدات وجهت مباشرة لإعلاميين في مدينة القامشلي في ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، بعد تغطيتهم الاحتجاجات التي خرجت في المدينة أخيراً ضد قرارات الإدارة الذاتية، برفع أسعار الخبز والمحروقات، وأسهم حينها عناصر من الحركة بقمعها.

وعاد الحساب أمس الخميس، ونشر تهديداً مبطناً للإعلامي شفان إبراهيم، ووصفه بـ"المرتزق" الذي يقوم بإرسال تقارير إلى قناة "الجزيرة" والائتلاف السوري، بهدف تشويه صورة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية.

وقال إبراهيم معلقاً على المنشور "الدفاع عن توسيع هامش الحريات والديمقراطية أصبح جريمة، للعلم لم أحمل كاميرا في حياتي، ولا أجيد التصوير بأنواعه، يبدو أننا فعلاً متوجهين صوب وحشنة المجتمع".

أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الانتهاكات المتعددة ضد حرية الصحافة في المنطقة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، ودعت السلطات إلى السماح للصحافيين بممارسة المهنة بحرية وضمان بيئة عمل مواتية لهم.

وأشارت في بيان إلى أن صفحة موالية للسلطة هناك نشرت قائمة بأسماء صحافيين آخرين تدعو فيها إلى استهدافهم، ومنهم إيفان حسيب مراسل موقع "رابتلي"، وفيفيان فتاح مراسلة فضائية "روداو"، وفهد صبري مدير مكتب الفضائية نفسها.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وأشارت المنظمة إلى أن حسيب يتعرّض للخطر بشكل خاص، وعانى لعدة سنوات من حملة كراهية عنيفة قادمة من مختلف الجهات الموالية للسلطات، متهمة إياه بأنه مع "الجبهة المعادية للسلطات المحلية"، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن أمنه وعائلته.

وفي تقرير أخير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تذيّلت سورية مرة أخرى قائمة الدول التي تفرض قيوداً على العمل الصحافي، وجاءت في المرتبة الـ173 من أصل 188 بلداً شملها مؤشر المنظمة الحقوقية، بعد أن وصفتها في تقريرها السابق بأنها واحدة من أكبر سجون الصحافيين في العالم.

المساهمون