تاكر كارلسون... مذيع أميركي يميني يستضيف بوتين

تاكر كارلسون.. مذيع أميركي يميني يستضيف بوتين

07 فبراير 2024
أطلق برنامجاً على "إكس" بعد استبعاده من "فوكس نيوز" (Getty)
+ الخط -

أعلن المذيع الأميركي اليميني المتطرف تاكر كارلسون، أمس الثلاثاء، أنه كان في العاصمة الروسية موسكو لإجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأفاد تاكر كارلسون، الأربعاء، بأنّ المقابلة التلفزيونية التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستُبثّ على موقعه الإلكتروني مساء الخميس، في تمام الساعة 18:00 (23:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء).

ويأتي إعلان كارلسون، الذي عُرف برفضه الصريح للدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، في الوقت الذي يسعى فيه الجمهوريون في الكونغرس إلى نسف مشروع قانون يوفر 60 مليار دولار كمساعدات عسكرية لمساعدة كييف في محاربة الغزو الروسي.

وكان تاكر كارلسون هاجم مراراً وسائل الإعلام الأميركية لإجراء مقابلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً إنها "دعاية حكومية" للمزيد من المساعدات الأميركية.

والثلاثاء، قال المذيع في مقطع فيديو فصّل فيه الأسباب التي دفعته للسفر إلى روسيا لمقابلة بوتين إنّ "معظم الأميركيين غير مطّلعين، وليست لديهم أيّ فكرة عمّا يحدث في المنطقة، هنا في روسيا أو على بُعد 600 ميل في أوكرانيا". وأضاف: "يجب أن يعرفوا، لأنّهم يدفعون جزءاً كبيراً من الثمن"، في إشارة إلى الدعم الذي تقدّمه الولايات المتّحدة لأوكرانيا والذي لطالما انتقده.

والأربعاء، صرح البيت الأبيض إنّ هذه المقابلة الجديدة مع بوتين لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأميركي "وحشية" الرئيس الروسي. وقال المتحدّث باسم الرئاسة الأميركية، جون كيربي، للصحافيين إنّ "ما فعله بوتين في أوكرانيا يجب أن يكون واضحاً للجميع، وكذلك الأسباب الوهمية والسخيفة التي يحاول من خلالها تبرير أفعاله".

ولم يجر الرئيس الروسي مقابلة مع وسيلة إعلام غربية منذ بدأت قواته هجومها على أوكرانيا.

تاكر كارلسون نجم التحريض الإعلامي

قضى تاكر كارلسون، المحرض الإعلامي المؤثر ومولد الغضب الأبيض، سنوات في تصوير الولايات المتحدة كدولة متدهورة تتعرض لهجوم من قبل الديمقراطيين، وحركة حياة السود مهمة، والشيوعية.

وقصف برنامجه التلفزيوني الناجح المشاهدين بسياسات التظلم، وصوّر المحافظين البيض مراراً وتكراراً على أنهم يقاتلون من أجل البقاء، حتى أوقفت شبكة فوكس نيوز برنامجه المسائي في إبريل/نيسان الماضي.

لكن كارلسون، المقرب منذ فترة طويلة من الرئيس السابق دونالد ترامب، أطلق برنامجه الخاص على منصة التواصل الاجتماعي إكس.

تاكر كارلسون نجم الاستقطاب

في برنامج "تاكر كارسون الليلة" الذي كانت تعرضه "فوكس نيوز"، ادعى أن "العنصرية ضد البيض آخذة في الارتفاع"، وأن "الليبراليين المعاصرين يكرهون المسيحية"، وأن "المهاجرين يغزون الولايات المتحدة".

وفي بث تلو الآخر، كان تاكر كارلسون البالغ من العمر الآن 54 عاماً، يجذب غضب المشاهدين ويلعب على مخاوفهم، ويدفع برنامجه نحو قمة مشاهدات تلفزيون الكابل، مما أكسبه ملايين الدولارات، بينما يوفر مادة وفيرة لمنظري المؤامرة والعنصريين أثناء ذلك، وفق ما لفتت إليه وكالة فرانس برس.

وجاء رحيل تاكر كارلسون بعد أيام من دفع "فوكس نيوز" تسوية تقترب من 800 مليون دولار لإنهاء قضية تشهير بسبب مزاعم كاذبة بأن شركة فرز الأصوات "دومينيون فوتين سيستمز" ساعدت في تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لإفشال دونالد ترامب.

وأشارت اتصالات داخلية نُشرت قبل المحاكمة إلى أن تاكر كارلسون وكبار زملائه شكّكوا في ادعاءات مساعدي ترامب والشبكة نفسها، لكنهم بثوها على أي حال خوفاً من فقدان المشاهدين لصالح المنافسين.

وكشفت قضية "دومينيون" أن كارلسون كان يفتقر إلى الصراحة التي يدعيها في رسائله، فهو امتدح ترامب علناً بينما أخبر زملاءه على انفراد أنه لا يستطيع الانتظار حتى يتمكن من "تجاهل ترامب في معظم الليالي".

ولطالما صاغ كارلسون القضايا التي ناقشها على أنها "هم" مقابل "أنت"، مثل "إنهم يريدون السيطرة على أفكارك"، أو "يطلقون عليك اسم العنصري". وتبنى فكرة يمينية متطرفة مفادها أن السياسيين الديمقراطيين والنخب الأخرى يحاولون استبدال البيض من خلال الهجرة.

واتهم النقاد برنامج كارلسون بخلق جو من الاستقطاب بين الأميركيين والمساهمة في ظهور أعمال عنف ذات دوافع سياسية، مثل حوادث إطلاق النار الجماعية العنصرية.

المساهمون