"بي بي سي" تواجه حالة من عدم اليقين المالي

تواجه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مستقبلًا غير واضح، لأنها تعتمد بشكل كبير على رسوم الترخيص، في ظلّ انخفاض حصة جمهورها، وفق ما خلصت إليه هيئة الرقابة على الإنفاق في وايتهول، وأوردته صحيفة "ذا غارديان"، الأسبوع الماضي.

وفي تحذير موجه، قال مكتب التدقيق الوطني إنّ المؤسسة أرجأت اتخاذ قرارات صعبة بشأن تدفقات الدخل المستقبلية، وهي تغوص في احتياطياتها لتغطية تكلفة التراخيص المجانية للمشاهدين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.

تأتي النتائج التي توصل إليها مكتب الأمن القومي وسط انتقادات من كبار المحافظين في هيئة الإذاعة البريطانية واعتمادها على رسوم الترخيص، قبل تجديد ميثاق "بي بي سي" المرتقب في ديسمبر/كانون الأول 2027. وقال ريتشارد شارب، الرئيس المقبل للشركة، الشهر الماضي، إنّ الرسوم "قد تستحق إعادة التقييم".

وردًا على النتائج، قالت ميغ هيلير، رئيسة لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم، إنّ هيئة الإذاعة البريطانية "ابتعدت عن اتخاذ قرارات صعبة لفترة طويلة للغاية وقللت من تكلفة المشاريع الكبرى". وقالت: "إنها تشعر بالرضا الشديد عن المخاطر التي يمكن أن تتحقق في أقرب وقت في العام المقبل".

تقرير هيئة المراقبة الذي صدر هذا الأسبوع، يقيّم الاستراتيجية المالية لهيئة الإذاعة البريطانية. ويقول إنّ "بي بي سي" كانت "بطيئة في التغيير" في ما يتعلق بقضايا مثل انخفاض المشاهدة من قبل الشباب، وما زالت لا تملك استراتيجية مركزية لمعالجة المشكلة.

إعلام وحريات

التحديثات الحية

رحلة روسيّة من العنف الزوجيّ إلى الإعلام

عند فحص الموارد المالية للشركة، وجد المدققون أنّ الدخل من رسوم ترخيص "بي بي سي" انخفض بمقدار 310 ملايين جنيه إسترليني بين عامي 2017 و2018 وبين 2019 و2020 إلى 3.52 مليارات جنيه إسترليني (الجنيه الإسترليني يساوي 1.37 دولار أميركي).

وقال التقرير إنّ عدد الأسر التي تقل عن 75 عامًا وتشتري تراخيص التلفزيون انخفض بمقدار 450 ألفًا، بسبب التغيرات في عادات مشاهدة الجمهور والمزيد من الأسر المؤهلة للحصول على ترخيص مجاني يزيد عن 75 عامًا.

وفي 2019 - 2020، حققت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) دخلاً قدره 4.943 مليارات جنيه إسترليني، منها 3.52 مليارات جنيه إسترليني عبارة عن تمويل عام من رسوم ترخيص التلفزيون. بدأت "بي بي سي" مفاوضات مع الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حول التمويل المستقبلي الذي ستحصل عليه من الرسوم.

وأعرب المدققون عن قلقهم إزاء فشل الشركة في تقييم مستقبلها المالي. وقالوا إنه على الرغم من أن هيئة الإذاعة البريطانية "تعتبر أنها تقدم قيمة أكبر مهمة للمجتمع البريطاني والعالمي... إلا أنها لم تجر تحليلاً اقتصاديًا لهذا الأمر منذ ما يقرب من 10 سنوات". وقال التقرير إن الصحة المالية للشركة ضعفت بشكل غير متوقع بسبب تأثير كوفيد-19، مثل انخفاض مبيعات الإعلانات.