برامج الحوارات مع الفنانين: تكرار أفقد المشاهد الحماس

برامج الحوارات مع الفنانين: تكرار أفقد المشاهد الحماس

07 يونيو 2021
نجوى كرم كانت تحاور نفسها في الحلقة الأولى من "الدنيا علمتني" (فيسبوك)
+ الخط -

لم يكد ينتهي برنامج "أغاني من عمري" الذي يعرض على شاشة MBC السعودية، حتى خرجت المحطة نفسها بفكرة أخرى مُستهلَكة في البرامج الفنية. واللافت، هو أنَّ المحطة لم تعد تهتمّ بالنوعية الخاصة بالفكرة تحديداً، بل تأتي محاولاتها لإثبات أنّها الأكثر قدرة على استمالة الفنانين، وإقناعهم بأنها الشاشة الوحيدة التي يجب "إطاعتها" من خلال هذه البرامج، أو الظهور الدائم عليها.

بعيداً عن العامل المالي الذي يلعب الدور الرئيسي في إقناع أو قبول الفنان/ـة بالظهور في البرامج الخاصة بـ MBC، يبدو واضحا أن المحطة تسابق نفسها هذه المرة، وتتنافس على كسب محتوى أرشيفي فقط، يؤرخ للمستقبل حال وأحوال معظم الفنانين في الوطن العربي. ورغم قلة نجوم الصف الأول، نجد أنفسنا أمام محاولة مكررة ممجوجة لعودة حوارات أكل عليها الزمن، وأصبح جمهور التلفزيون أو المتابعون (المعجبون) يحفظونها عن ظهر قلب.

في الثمانينيات من القرن الماضي، قدم المخرج الراحل، سيمون أسمر، هذا النوع من البرامج، وتفرّد كواحد من صنّاع النجوم بحسب ما عُرف عنه. إذْ قام بإعداد وتنفيذ مجموعة كبيرة من البرامج الحوارية، منها بالطبع برنامج "ضيوف السبت" الذي قدمته كلود خوري، وكانت القاعدة الأساسية لخروج البرامج الحوارية من استديوهات المحطات الفضائيّة إلى المسرح. استغل سيمون أسمر مسرح "كازينو لبنان" واعتمد على التصوير الجامع، والفرقة الموسيقية الحاضرة مباشرة، وغناء الفنانين من على المسرح أمام جمهور يستحق تسميته بالحقيقي والمتفاعل طوعًا، وليس كما هو الحال اليوم في جلب جمهور مدفوع الأجر.

لم يهمل سيمون أسمر نجاحه، إذ قام ببث الروح ضمن هذا العالم من الأضواء والبرامج معتمداً على دراسته لفنون الإخراج وثقافته الفرنسية، ومستعيناً ببعض البرامج الفرنسية التي نقلها إلى لبنان، وكانت باللغة الفرنسية، ذلك كله قبيل ظهور أو بدء عصر المحطات الفضائية واتساع دائرة البث المفتوح في العالم. لتبدأ بعدها فضائية MBC التي اختارت بريطانيا لتكون أول فضائية عربية تخرج إلى العالم، وتلحق بها ART العربية التي استحوذت على اهتمام المشاهد العربي في الدول الأميركية، وليُفتَح الباب على عصر تلفزيوني متحوّل.

عام 2008 قدمت محطة "روتانا موسيقى" برنامج "كلمة فصل" للمذيعة جومانة بوعيد، واستضافت ضمنه أكثر من عشرين مغنيًا، بعد طائفة من البرامج المشابهة، ومنها "استديو المشاهدين" و"مع حبي". كان البرنامج يجول لساعة ونصف الساعة في حياة الفنان وفق آلية الزمن ودوران الفصول من الربيع إلى الشتاء وروايات خاصة جداً عن تفاصيل دقيقة في حياته.
واليوم تعاود الكرة في برنامج "الدنيا علمتني" على الرغم من عرض برنامج "أغاني من عمري" على شاشة MBC نفسها، وتوقف برنامج "بصراحة أحلى" الذي كان يجمع محاوريّن فقط بدون مقدمات في حوار بسيط جداً. كل هذه البرامج تروي فصولاً من حياة الفنانين أنفسهم التي أصبحت معروفة أمام المشاهدين، لا بل حفظها بعضهم عن ظهر قلب.

محاولة أخرى تعوّم الحوار الفني، كرغبة المحطة في استثمار مقاطع من البرنامج على المنصات والمواقع البديلة، ولكسب مزيد من أعداد الجمهور عن طريق نسبة المشاهدة، وذلك من دون أيّ جديد يُذكر.

المساهمون