الفلسطينيون يُحيون الذكرى الـ33 للانتفاضة الأولى

الفلسطينيون يُحيون الذكرى الـ33 للانتفاضة الأولى

09 ديسمبر 2020
يردد فلسطينيون: "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة" (باتريك روبرت/Getty)
+ الخط -

رغم مرور 33 عاماً على ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أو "انتفاضة الحجارة"، إلا أنها لا تزال حاضرة في وجدان الفلسطينيين، وتحديداً مَن عاصروها أطفالاً أو شباباً، فهي بالنسبة إليهم ذاكرة الوحدة الفلسطينية وصمودهم في وجه المحتلين، ولا يزالون يرددون العبارة لشهيرة في بيانات الانتفاضة الأولى: "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة".

يحتفل الفلسطينيون في ديسمبر/ كانون الأول من كل عام بذكرى اندلاع الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987 واستمرت حتى عام 1994، وتُعَدّ من أهم المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية في العصر الحديث.

كتب الكاتب زياد خداش: "تفاصيل لا تُنسى من حياة مخيم في الانتفاضة الأولى، في المخيم، شتاء، قبل الكهرباء بآلاف الجنود، داخل الثانية بعد منتصف الليل، كنت أراكِ وأنت ترينني أقف مرتجفاً من البرد، على سطح الغرفة مطلاً على الساحة، حيث مكبرات صوت مشوه اللهجة يعلن قانون خروج الذين تجاوزوا السادسة عشرة إلى الساحة، كتل بشرية متراصة تتكوم بصمت".

وأضاف خداش: "كانت أضواء السيارات العسكرية تحيط بالكتل وتلهبها بأضوائها الساطعة، الكتل الضخمة كان اسمها: أبي وأبيك، خالي وخالك، جاري وجارك، عمي وعمك، جدي وجدك. أين أبي، أين أبي؟ أنا لا أراه، كانت عتمة السطح، تسألك نيابة عن فمي الميت برداً. هناك على بعد عشرين جندياً، كانت عتمتك تجيب وكنت لا أصدقك. لا لا هذا ليس أبي، هذا جدك. وكنتِ لا تصدقين. مع صرخات الأضواء و الجنود، كانت الكتل تزداد تراصّاً، فسقط أمامنا، فجأة عن السطح سؤال: أين أبي؟ وصعدت إلينا جملة مريحة تشبه النوم، تقاذفتها عتمتانا، عبر سطحينا ككرة جوارب محكمة. هذه الكتلة البشرية كلها أبي".

وتذكر الكاتب ساري عرابي، قائلاً: "عطر الإطار المشتعل، وفتنة الملثم، وزينة الجدران بخطوط الشبّان، وسحر المنشور الذي تتلاقفه الأيدي، وكبرياء الساعد يرمي حجارته على العدوّ الفارّ بجبنه، وانبثاق فتية المسجد، يتحلّقون في الدرس، ثم يخرجون لنصب المتاريس، والكمون للدورية اللعينة، وإسفار شعب عن مخزون العظمة والأنفة والإباء فيه، وتفتّح وعي طفل صغير، ودّ لو أنّ الزمن توقف هناك، بحراح الشهداء، وبراءة الانطلاقة، وعذوبة الأناشيد الأولى، ما أشدّ الغربة اليوم لمن انغمست روحه في تلك الأيام".

فراس كراجة نشر صورة تظهر مشاركة المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى، معلقاً: "الانتفاضة الأولى، حينما كان نبض الشارع هو قلب الناس، قبل اختراع مؤسسات المرأة والحقوق المعلبة والـngos".

وكتبت زهيرة فارس: "في الانتفاضة الأولى كان القائد في الميدان. طفلاً كان أم امرأة أم شاب أو ختيار . طوبى لمن حاكت العلم ولمن رفعه ورفعته. لمن أزال سواتر التراب والحجارة من مداخل القرى والمخيمات والمدن. لمن علم تعليماً شعبياً. لمن لف على البيوت يجمع المواد الغذائية ليقدمها لغيره، لكل من كتب على الحيطان ولكل من وزع البيانات ولمن صاغها".

أحمد البرغوثي نشر صورة تظهر مشهداً من الانتفاضة الأولى، وكتب: "في ذكرى الانتفاضة الأولى صورة تختزل كل شيء: 1- شعب يناضل بلحمه. 2- محتل حاقد. 3- من رأى أن الوطن ليس إلا أرضاً للبيع".

أما الناشط في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" كمال أبو سفاقة، فكتب: "أعتذر من كل أصدقائي الذين قادوا  تلك الانتفاضة و أصبحوا اليوم مهمشين على جانب الطرقات...".

والباحث والحكواتي حمزة أسامة العقرباوي كتب: "33 عاماً على الانتفاضة الأولى، دهس مستوطنٌ أربعة عمال فلسطينيين، بواسطة شاحنة كان يقودها في مخيم جباليا في قطاع غزة، بتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر 1987، فكان ذلك الاعتداء أشبه بالخميرة التي أنضجت الغضب الثوري في فلسطين، فاشتعلت الأرض تحت أقدام الاحتلال، وولدت انتفاضة الحجارة".

وأضاف أن الذاكرة الجماعية الفلسطينية لا تزال تُؤرخ لانتفاضة الحجارة كحجر الزاوية في تاريخها النضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي...".

إلياس خوري غرد: "بما أن اليوم ذكرى الانتفاضة الأولى، رح احكي عن تجربة بلدة بيت ساحور الفريدة أيام الانتفاضة (...) بالصورة ابنة بيت ساحور ميشلين عوّاد، كانت رايحة لتحضر قداس العيد بالكنيسة وشافت الجيش الإسرائيلي فايت عالبلد والناس بتتصداله، شاركت بالتصدي وما كانت عارفة رح تتصور وصورتها تنتشر لليوم".

وقالت آلاء ‏عيد: "33 عاماً على الانتفاضة الفلسطينية الكبرى والشعب الفلسطيني يواصل مسيرة الكفاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال من دون كلل أو ملل، ولن ينال بطش الاحتلال الإسرائيلي من صموده".

المساهمون