العائلة البريطانية الملكية تهدّد بمقاطعة "بي بي سي"

العائلة البريطانية الملكية تهدّد بمقاطعة "بي بي سي"

22 نوفمبر 2021
يتحدث الفيلم عن خلاف مزمع بين وليام وهاري (دومينيك لوبينسكي/فرانس برس)
+ الخط -

تحدثت تقارير إعلامية في بريطانيا عن غضب العائلة الملكية من فيلم وثائقي ستبثّه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لاعتقادها أنّه سيسلّط الضوء على الخلاف المزعوم بين الأمير وليام والأمير هاري، وفقًا لصحيفة "ذا ديلي ميل". والفيلم الوثائقي بعنوان: "الأميران والصحافة"، هو فيلم من جزأين من المتوقّع أن يُبث الجزء الأول منه اليوم الاثنين، على أن يعرض الجزء الثاني منه يوم 29 نوفمبر الجاري. 

وبحسب ما أوردت صحيفة "ديلي تيليغراف"، فإن الملكة "انزعجت" من نبأ بث الفيلم الوثائقي من دون السماح لأفراد العائلة الملكية بمشاهدته قبل عرضه الأول. وقد ورد أن الملكة والأمير تشارلز وابنه الأمير ويليام، هدّدوا بمقاطعة "بي بي سي"، بسبب رفضها السماح لهم بمشاهدة الفيلم الوثائقي الذي يروي تفاصيل علاقة العائلة الملكية بوسائل الإعلام.

وفي خطوة نادرة، اتحدّت الأسر الملكية الثلاث، لتقديم شكوى إلى الشركة وسط مخاوف من أن برنامج ليلة اليوم الإثنين، "الأميران والصحافة" سيكرّر الادّعاءات التي تقول إنّ هاري وويليام استخدما وسائل الإعلام ضد بعضهما البعض خلال ذروة نزاعهما. 

وبحسب ما أوردت صحيفة "ديلي تيليغراف" مساء الأحد الماضي، يأتي الفيلم الوثائقي بعد تصاعد التوترات بين العائلة المالكة و"بي بي سي" في أعقاب فضيحة الصحافي مارتن بشير، بعد أن كشف تحقيق مستقل أنّه استخدم أساليب ملتوية ومخادعة للحصول على مقابلته مع ديانا، أميرة ويلز، بينما عمل رؤساء من "بي بي سي" على تغطية هذه الإخفاقات. وقد أدلى دوق كامبريدج الأمير ويليام بتصريح لاذع عقب التقرير الذي أثار ضجّة إعلامية في البلاد. ويعدّ وليام أول فرد من العائلة الملكية يعلق على الادّعاءات التي تقول إنّ بشير خدع الأميرة ديانا في مقابلة مع بانوراما في عام 1995.

وعلى الرغم من هذا الغضب من قبل العائلة الملكية، تقول "ديلي تيليغراف"، إنّها تدرك أنّ "بي بي سي" لن تتراجع عن رفضها مشاركة محتويات الوثائقي التي قدّمها أمول راجان، محرر وسائل الإعلام في "بي بي سي". ويُعتقد أن هذا يرجع جزئيًا إلى حقيقة أن الفيلم يخضع لتعديلات اللحظة الأخيرة لتضمين تفاصيل اعتذار دوقة ساسكس ميغان ماركل، بشأن تضليلها المحكمة حول ما إذا كانت قد سمحت لمساعدها بإطلاع مؤلفين على سيرتها الذاتية. 

في المقابل، يُقال إنّ القصر هدّد برفض التعاون مع "بي بي سي" في مشاريع مستقبلية إذا لم يتم منح أفراد العائلة المالكة، الحق في الرد على الفيلم الوثائقي الكامل، الذي يُبث على "بي بي سي 2".

ومن المعلوم أنّ علاقة "بي بي سي" بالعائلة الملكية أصبحت حسّاسة إلى حدّ ما في أعقاب فضيحة مارتن بشير. ونتيجة لذلك من المفهوم أنّ الهيئة تراجع الوثائقي "الأميران والصحافة" سطراً بسطر تفادياً لأي حساسية.

وعلى الرغم من سلسلة الاجتماعات بين مساعدي دوق كامبريدج، الأمير وليام و"بي بي سي"، إلا أنّ الشركة مصمّمة على الامتناع عن عرض "التحقيق" على رجال الحاشية.

ومن غير الواضح بعد ما إذا كان دوق ودوقة ساسكس، قد أثارا أي مخاوف بشأن هذا العرض أو تم الاتصال بهما قبل أن يتقدّم بقية أفراد العائلة الملكية بشكواهم.

ويقول مصدر ملكي رفيع لصحيفة "ميل أون صنداي"، إنّ الملكة "مستاءة" من بث الفيلم الوثائقي الذي وصفته بالـ "ثرثرة"، ومن دون أن تتاح الفرصة لأي شخص في القصر مشاهدته.

وهذه هي المرة الثانية التي يتدخل فيها أفراد العائلة الملكية بشأن التغطية حول الخلاف بين دوق كامبريدج وشقيقه دوق ساسكس.

وتروي الصحيفة أنّه في وقت سابق من هذا العام وقبل ساعات من الفيلم الوثائقي "هاري وويليام: ما الخطأ الذي حدث؟" الذي كان من المقرّر أن يُبث وقتها، أزالت قناة "آي تي في" مزاعم أوميد سكوبي، صحافي بريطاني وكاتب سيرة دوق ودوقة ساسكس، التي تقول إنّ الأمير وليام وموظفيه زرعوا قصة حول الصحة العقلية للأمير هاري. لذلك هناك قلق من أن يكرّر الفيلم الوثائقي لـ "بي بي سي"، مزاعم مماثلة، نفاها الأميران باستمرار.

من جهتها، أوضحت "بي بي سي" أنّ البرنامج سيبحث في كيفية تحديد علاقة كل من دوق ودوقة كامبريدج ودوق ودوقة ساسكس في "دورات مختلفة للغاية" في علاقاتهما مع وسائل الإعلام منذ سنوات.

ويغطي الجزء الأول من الفيلم الوثائقي المكون من جزأين زواج دوق ودوقة ساسكس والسنوات التي سبقته، كما يوفر مفهوم أو سياق علاقتهما بالصحافة من خلال فحص "الأنشطة غير القانونية" لبعض منافذ الأخبار في التسعينيات.

ويعدّ راجان، أحد أشد المنتقدين للنظام الملكي، حيث انتقد في عمود عام 2012 في صحيفة "ذا إندبندنت" علاقة وسائل الإعلام بأفراد العائلة الملكية، ووصف فكرة الملكية الوراثية بالـ "عبثية". 

وفي حال مقاطعة العائلة المالكة لـ "بي بي سي"، ستتهدد المشاريع المشتركة بين الطرفين، بما في ذلك تكريم للأمير فيليب والمسلسل الوثائقي "إيرث شوت" الذي قدمه دوق كامبريدج، كذلك تصوير "بي بي سي" لخطاب الملكة بمناسبة عيد الميلاد كجزء من روتا مع "آي تي في" و"شبكة سكاي نيوز".

المساهمون