غضب من بثّ "بي بي سي عربي" تعليقات معادية للمثليين

غضب من بثّ "بي بي سي عربي" تعليقات معادية للمثليين

07 يوليو 2021
ظهرت التعليقات في فقرة تريندينغ (Getty)
+ الخط -

كشف تحقيق أجرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة أنّ "بي بي سي" تبثّ "مرارًا وتكرارًا إهانات مروعة ضد المثليين في برنامج باللغة العربية".

ودعا ناشطون إلى إجراء تحقيق رسمي في المواد التي يقولون إنها تنتهك لوائح البث، وربما تكون غير قانونية.

تشير تعليقات المشاهدين التي تمت مشاركتها من دون انتقادات، إلى أن "فيروس كورونا هو نتيجة للمثلية الجنسية"، ودعوا إلى "سجن الرجال المثليين مدى الحياة"، ووصفوا علم قوس قزح بأنه "علامة على التدهور الأخلاقي''، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة: "تم بث هذه التصريحات المسيئة على خدمة (بي بي سي نيوز العربية)، التي يمولها دافع رسوم الترخيص، والتي لديها 42 مليون مشاهد في جميع أنحاء العالم ويمكن مشاهدتها عبر الإنترنت في المملكة المتحدة".

ظهرت جميع المواد على "بي بي سي تريندينغ"، الذي يعرض تعليقات المشاهدين على القصص الإخبارية، وهو برنامج يومي يتم إنتاجه في "برودكاستينغ هاوس" في لندن.

تناولت إحدى الحلقات، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، اعتقال "مثليَّين جنسياً" في موريتانيا بعد انتشار مقطع فيديو لحفل عيد ميلاد ظهرا فيه على الإنترنت. وقال أحد المشاهدين في تغريدة قرأها مقدم البرنامج: "لو كان الأمر بيدي كنت سأحكم على هذين الشخصين بالسجن مدى الحياة".

وقال آخر: "يجب أن يوضع المنحرف تحت رعاية طبيب نفسي"، بينما قال ثالث: "يقع اللوم على سكان الحي الذي حدثت فيه هذه الكارثة الأخلاقية".

في الشهر التالي، تناولت "بي بي سي تريندينغ" قصة رجلين في الجزائر تم توقيفهما بعد انتشار مقطع فيديو لـ"حفل زفاف مثلي" على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال تعليق قرأه المذيع: "دخل كوفيد-19 الجزائر بسبب الاستياء من سكان البلاد". وقال آخر: "يجب اعتماد قانون لمكافحة هذه الظاهرة".

في يونيو/حزيران، أفاد البرنامج بأن أعضاء برلمان البحرين الذين اعترضوا على قيام السفارة الأميركية برفع علم قوس قزح لشهر الكبرياء قد وصفوا المثليين جنسياً بـ"المنحرفين". وانتقدت كل التغريدات رفع العلم. ووصفته إحداها بأنه "شكل من أشكال الحرب اللطيفة التي يستخدمها الغرب ضد الإسلام". ووصفه آخر بأنه "علامة على تدهور أخلاقي شنيع".

وحذر الناشط في مجال حقوق المثليين بيتر تاتشيل قائلاً: "إنهم يؤججون التحيز ضد مجتمع الميم في العالم العربي ويساهمون في الكراهية السامة التي تؤدي إلى عيش المثليين في خوف من التمييز والهجوم العنيف".

وأضاف تاتشيل: "على حساب دافعي الضرائب، تقدم بي بي سي العربية منصة لخطاب الكراهية ضد المثليين. ينشر مقدموها تنديدات مقززة للمثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسيًا، دون أي معارضة أو نقد. تقاريرهم غير متوازنة وتتواطأ مع التعصب الأعمى".

يبدو أن البرامج تنتهك ميثاق "بي بي سي"، الذي ينص على أن خدماتها الإخبارية الأجنبية يجب أن "تعكس المملكة المتحدة وثقافتها وقيمها للعالم".

وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "هذه البرامج لا تفي بالمعايير التحريرية لدينا ونحن نعتذر لمشاهدينا".

وأضاف "يعكس تنسيق (بي بي سي تريندينغ) الجدل في العالم العربي ودراسة الآراء المتعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي. في حين أنه من المناسب أن نعكس مجموعة من الآراء والمناقشات في تغطيتنا. كان ينبغي أن نتحدى بعضًا منها بقوة أو نوفر سياقًا حولها".

وتابع: "في هذه المناسبات فشلنا في القيام بذلك ولا ينبغي لنا أن نبث التغريدات بالكامل. سنقوم بتنفيذ المزيد من تدريب الموظفين مع التركيز على تغطية مجتمع الميم".

المساهمون