الصحافيون في قطاع غزة: لن نغادر الميدان

الصحافيون في قطاع غزة: لن نغادر الميدان

17 يناير 2024
شارك عشرات الصحافيين الفلسطينيين في وقفة احتجاجية في جنوب غزة، الاثنين (عبد زقوت/الأناضول)
+ الخط -

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية 118 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام في غزة ضمن حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها على القطاع، حيث استشهد أكثر من 24 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وشارك العشرات من الصحافيين الفلسطينيين، الاثنين، في وقفة احتجاجية في جنوب قطاع غزة أمام بوابة المستشفى الكويتي في مدينة رفح، رفضاً لاستمرار استهداف الجيش الإسرائيلي الصحافيين في القطاع. ورفع الصحافيون المشاركون في الوقفة لافتات كتب على بعضها: "التغطية مستمرة ولن تتوقف"، و"لا لإسكات صوت الحقيقة".
وألقى مراسل قناة الغد محمد أبو ناموس كلمة الصحافيين، وقال إنهم "يستنكرون محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس الحقيقة والاستهداف المتعمد للصحافيين". وأضاف أبو ناموس أن "الاحتلال يحاول منع الطواقم الإعلامية من فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني"، وأكد باسمه واسم زملائه قائلاً: "نحن ما زلنا في الميدان، ولن نغادره، وسنواصل تغطية الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة".

118 صحافياً شهيداً في غزة

جاءت الوقفة بعد ساعات من استشهاد مصور قناة الغد يزن الزويدي بقصف إسرائيلي. وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين على يد الجيش الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على غزة، إلى 118 صحافياً، بعدما قتل الزويدي بقصف إسرائيلي على شمال القطاع. ولأكثر من مرة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي، ومؤسسات حقوقية، أن الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحافيين الفلسطينيين لمنع نقل الجرائم التي يرتكبها في غزة.
وخلال الفترة نفسها، 1200 صحافي هجّروا من منازلهم وأصبحوا نازحين في المستشفيات ومراكز الإيواء، و56 صحافياً اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية، والعشرات من الصحافيين فقدوا أفراداً من عائلاتهم، وفق بيان أصدرته نقابة الصحافيين الفلسطينيين، الاثنين. ولا يزال الصحافيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد مفقودين. 
كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 73 مؤسسة صحافية وإعلامية في قطاع غزة، موزعة كالتالي: 21 إذاعة محلية، و3 أبراج للبث، و15 وكالة أنباء محلية ودولية، و15 قناة فضائية تلفزيونية، و6 صحف محلية، و13 مؤسسة خدمات إعلامية وصحافية.

والأربعاء الماضي دعت 6 منظمات حقوقية دولية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "التحرك فوراً وبشكل حاسم" لتأمين ظروف صحية وآمنة لعمل الصحافيين في غزة. ووجهت لجنة حماية الصحافيين ومنظمات مراسلون بلا حدود وهيومن رايتس ووتش وفريدوم هاوس وفريدوم أوف ذا برس فاونديشن ومعهد Knight First Amendment Institute في جامعة كولومبيا رسالة مشتركة إلى بايدن، جاء فيها: "تملك الولايات المتحدة سجلاً طويلاً من الدعم القوي لإسرائيل، بما في ذلك المساعدات المدنية والعسكرية، ومن الواضح أنها واحدة من شركاء إسرائيل الأكثر نفوذاً"، في إشارة إلى الضغط الذي يمكن أن تمارسه واشنطن على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف استهداف الصحافيين في غزة. كما قالت المنظمات الست في رسالتها إلى بايدن: "نعتقد أنه يمكن لإدارتك، بل يجب عليها، أن تفعل المزيد للمساءلة في قضية الصحافيين الذين قتلوا، ولحماية ودعم الصحافيين المحليين والدوليين الذين يغطون هذه الأعمال العسكرية (أي العدوان الإسرائيلي على غزة)". وأضافت المنظمات في الرسالة: "يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها الكبير لدى الحكومة الإسرائيلية للضغط عليها لضمان قدرة الصحافيين على توثيق العمليات العسكرية بأمان، وتسليط الضوء على امتثالهم للقانون الإنساني الدولي".

"الأكثر دموية"

ذكّرت الرسالة بالتقرير الصادر عن لجنة حماية الصحافيين، الصادر في 21 ديسمبر/ كانون الأول، الذي أشار إلى أن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحافيين"، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد، علماً أن "أغلب الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام القتلى جراء الحرب هم من الفلسطينيين".
وكشفت المحكمة الجنائية الدولية، الأسبوع الماضي، أنها تحقق في جرائم بحق صحافيين خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة، علماً أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحاسَب حتى الآن على أي من جرائمه بحق الصحافيين الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة، خلّفت حتى الثلاثاء أكثر من 24 ألف شهيد، و60 ألفاً و832 جريحاً، وتسببت بنزوح أكثر من 85 في المائة من سكان القطاع (1.9 مليون شخص).

المساهمون