الصحافيون الفلسطينيون متعطشون لانتخابات نقابية

الصحافيون الفلسطينيون متعطشون لانتخابات نقابية

10 ابريل 2021
مرسوم رئاسي أجّل الانتخابات النقابية الفلسطينية 6 أشهر (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

ينتظر الصحافيون الفلسطينيون إجراء انتخابات لنقابتهم منذ سنوات، في ظل تعثر إجرائها مرات عدة، نظراً إلى الخلافات بين الكتل الصحافية المحسوبة على الفصائل الفلسطينية وجسم النقابة المحسوب على حركة "فتح".

يواجه الصحافيون في الأعوام الأخيرة انتهاكات متصاعدة أثناء عملهم الميداني، فضلاً عن ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لهم في قطاع غزة أو الضفة الغربية، عدا عن الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، ما تسبب في استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة. وفقد العشرات من الصحافيين أعمالهم، بعدما سرحتهم مؤسسات محلية وعربية ودولية تعسفياً من دون منحهم حقوقهم المالية، ولم يستطيعوا المطالبة بها في ظل ضعف الجسم النقابي الفلسطيني. ومع انتشار جائحة "كوفيد-19" في فلسطين بداية فبراير/ شباط عام 2020، سرحت المؤسسات الإعلامية عدداً من الصحافيين، واتجهت إلى تقليص أعمالها، في ظل غياب التمويل اللازم لها واعتماد الكثير من المؤسسات المتبقية على الدعم الفصائلي والخارجي.

انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين الأخيرة أجريت عام 2012، وترى بعض الكتل الصحافية، لا سيما المحسوبة على "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أنها اقتصرت على كوادر حركة "فتح" وبعض القوى اليسارية، وأن آخر انتخابات حقيقية للجسم الصحافي جرت عام 1999.

انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين الأخيرة أجريت عام 2012

 

الأشهر الماضية شهدت حراكاً وحواراً قادتهما بعض الكتل والأجسام الصحافية، وأسهما في حل بعض الإشكاليات الخاصة بالصحافيين الفلسطينيين، خصوصاً قضايا الاعتقال، إلى جانب فتح باب العضويات والانتساب للنقابة. لكن هذه الجهود فشلت في الوصول إلى انتخابات تسهم في بناء جسم قوي للصحافيين الفلسطينيين، إذ أدى مرسوم الرئيس محمود عباس بتأجيل أي انتخابات نقابية لـ6 أشهر، في مارس/آذار الماضي، إلى تعطيل إجراء الانتخابات في الوقت الراهن، في ظل الانشغال بالانتخابات العامة المرتقبة في مايو/أيار المقبل.

يقول رئيس كتلة "الصحافي" المحسوبة على حركة "حماس" أحمد زغبر إن الجسم الصحافي، بشكله الحالي، عاجز عن حل المشاكل والهموم الخاصة بالصحافيين في غزة أو الضفة الغربية، بما في ذلك ملاحقة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحقهم. ويضيف زعبر، لـ"العربي الجديد"، أن 50 صحافياً استشهدوا منذ عام 2000، وعجزت النقابة عن المطالبة بحقوقهم أو ملاحقة الاحتلال دولياً، فضلاً عن الفشل في حل قضايا الصحافيين في ظل تسريحهم وإغلاق المؤسسات أبوابها خلال السنوات الأخيرة. ويشير إلى أنه اتُفق مرتين على إجراء الانتخابات الخاصة بالصحافيين، كانت أولها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، ثم مرة ثانية تأجلت فيها لأسباب مجهولة تتعلق بالنقابة الحالية، ولا علاقة لها بالأطر أو الكتل الصحافية.

مزاعم بوجود بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية الفلسطينية بين أعضاء نقابة الصحافيين

وتتحدث بعض الكتل الصحافية عن وجود مشاكل تتعلق بالعضويات، إذ تزعم وجود بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية كأعضاء في الجسم الصحافي.

حاولت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تشكيل نقابة صحافيين موازية عام 2012، حين أجرتا انتخابات شاركتا فيها إلى جانب آخرين، غير أن هذه النقابة لم تستمر فترة طويلة، وتوقفت أمام رفض الاعتراف بها، فيما أجريت الانتخابات الخاصة بالنقابة التي تتخذ من القدس مقراً لها في الضفة، وشارك بعض الصحافيين في غزة بالتصويت عبر البريد الإلكتروني.

يقر مدير "المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية"، فتحي صباح، بـ"تعطش" الصحافيين إلى إجراء انتخابات لنقابتهم "تعيد ترتيب البيت الداخلي، وتسهم في إيجاد جسم قادر على حل مختلف الإشكاليات والانتهاكات التي يتعرضون لها". ويقول صباح، لـ"العربي الجديد"، إن انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين مستحقة منذ عام 2015، وأجلت مرتين، فيما تبذل الجهود حالياً. ووفقاً لصباح، فإن الانقسام وسيطرة "فتح" على الضفة و"حماس" على غزة أديا إلى بحث الكتل الصحافية عن مصالح عناصرها أو المحسوبين عليها، إلى جانب عدم قدرة نقابة الصحافيين على العمل في القطاع، نظراً لعدم الاعتراف بها من الأجهزة الحكومية التابعة لـ"حماس".

شكلت الأطر الصحافية قبل عامين لجنة للتنسيق بينها، لحل القضايا العالقة الخاصة بالصحافيين في ظل حالة الضعف الذي تعيشه النقابة. تركز معظم عمل هذه اللجنة في غزة، وكان يتمثل في حل القضايا الخاصة بالحريات وإطلاق سراح الصحافيين الذين يتعرضون للاعتقال.

يقول نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، إن محاولات إجراء الانتخابات فشلت مرتين، كانت آخرها بداية العام الماضي، نظراً لحالة الطوارئ والإجراءات التي اتخذت في ظل انتشار جائحة كورونا في الأراضي الفلسطينية. ويوضح الأسطل، لـ"العربي الجديد"، أن حوارات جرت مع الفصائل والأطر الصحافية أخيراً، قدمت خلالها مبادرات لإجراء الانتخابات، وأُبلغ الجميع بقرار النقابة إجراء الانتخابات بعد مضي مدة المرسوم الرئاسي. ويرفض الأسطل الاتهامات التي توجه لهم من الكتل والأطر الصحافية بوجود قصور أو ضعف في الحالة النقابية، وعدم استطاعتها حل أي من الملفات الخاصة بحقوق الصحافيين سواء المتعلقة بالانتهاكات الخاصة بالاحتلال أو الداخلية أو الخاصة بالحقوق المالية.

المساهمون