الصحافيون العرب يحتجون على اغتيال الاحتلال شيرين أبو عاقلة

الصحافيون العرب يحتجون على اغتيال الاحتلال شيرين أبو عاقلة

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
عمّان

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
تونس

العربي الجديد

العربي الجديد
القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
11 مايو 2022
+ الخط -

أقام صحافيون في قطر والأردن وتونس وقفات احتجاجية اليوم الأربعاء، للتنديد باغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، والمطالبة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، فيما أصدرت الهياكل الصحافية في دول عربية أخرى بيانات تستنكر هذه الجريمة البشعة.

نظم موظفو شبكة الجزيرة الإعلامية، ظهر اليوم الأربعاء، في غرفة واستديو الأخبار في مقرها في الدوحة، وقفة احتجاج على اغتيال أبو عاقلة. وخلال الوقفة التي شارك فيها عدد من مذيعي "الجزيرة" وصحافييها، تلا المذيع عبد الصمد ناصر البيان الذي أصدرته الشبكة، ودان الجريمة البشعة التي يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته. وحمّلت "الجزيرة" الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل أبو عاقلة.

وقفة صحافيين "الجزيرة"/شيرين أبو عاقلة (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وطالبت المذيعة في قناة الجزيرة، خديجة بن قنة، بمقاطعة الضيوف الإسرائيليين. وقالت في تصريح لـ "العربي الجديد": "حان الوقت لإغلاق هذه النافذة التي يطل عليها ضيف إسرائيلي، حتى لو لم ينبس بحرف واحد". وأضافت أن اغتيال أبو عاقلة "جريمة واضحة حدثت أمام أعين الشهود والكاميرات، من قبل كيان الأبارتهايد الفاشي".

وقالت بن قنة: "بعد أن تلقيت خبر اغتيالها صباح اليوم، فتحت هاتفي وراجعت صوري معها في القدس ورام الله والخليل. وآخر مرة عندما غطيت ذكرى النكبة، ذهبت معها من رام الله إلى الخليل، وأحتفظ بصورنا معاً". وأوضحت أن أبو عاقلة كان يفترض أن تطل على الهواء عبر شاشة "الجزيرة"، عند الساعة السابعة صباحاً اليوم، لتغطية اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين، ورسالتها الأخيرة لغرفة الأخبار قالت فيها: "سأوافيكم بتفاصيل الخبر بعد قليل".

وأشارت المذيعة روعة أوجيه إلى تصعيد الاحتلال انتهاكاته ضد الزملاء في مكتبي "الجزيرة" في رام الله والقدس، واستذكرت استهداف المراسلة جيفارا البديري في حي الشيخ جراح العام الماضي. وتمنت أوجيه، متحدثة لـ "العربي الجديد"، "ألا يفلت الجناة من العقاب كما يحدث دائماً".

وقالت إن أبو عاقلة كانت متعاونة مع الجميع ولا ترفض أي طلب من الزملاء في غرفة الأخبار. وأضافت: "عندما سألتها مرة لماذا لا تشتكين من الانتظار لساعات، ردت أنه مجرد أن تقف وترى الجندي الإسرائيلي مستفز من وجودها، وهو الذي يستفزها في تفاصيل حياتها اليومية، تشعر أن الأمور بخير، وتسعد باستقبال أسئلة الزملاء على الهواء عبر الشاشة".

صحافيو الأردن: قتل شهود الحقيقة لن يوقف كشف جرائم الاحتلال

واحتشد صحافيون أردنيون أمام مكتب قناة الجزيرة في العاصمة عمّان، وطالبوا حكومة بلادهم بعدم الصمت عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وآخرها مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة. وقال المشاركون في الوقفة إن قتل أبو عاقلة "جريمة بشعة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد وحشية هذا العدوّ الغاصب"، وشددوا على أن "قتل شهود الحقيقة لن يوقف كشف جرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني".

وقفة للصحافيين الأردنيين/شيرين أبو عاقلة (التلفزيون الأردني/تويتر)
(التلفزيون الأردني/تويتر)

وقال مدير مكتب "الجزيرة" في عمّان، حسن الشوبكي، إن أبو عاقلة كانت ملتزمة بكافة القوانين والمعايير المحددة للتغطية الإعلامية، لكن "الاحتلال البشع أصر على أن يعبر عن وجهه الحقيقي، باستهدافها برصاصة غادرة". وأضاف الشوبكي أن الكيان الصهيوني "يكشف يوماً بعد يوم عن وجهه الحقيقي والبشع، وشيرين أبو عاقلة ليست الصحافية الأولى التي تستهدف ولن تكون الأخيرة".

وأشار رئيس تحرير موقع جو 24، باسل العكور، إلى أن هذه الوقفة رسالة من الصحافيين الأردنيين، يعلنون من خلالها تضامنهم ودعمهم المطلق لكافة الزملاء العاملين على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالبون بمحاكمة من اتخذ قراراً بقتل شيرين أبو عاقلة. 

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا): "ندين هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد بحق صحافيين يرتدون اللباس الرسمي المميز للصحافيين والإعلاميين".

وشدّد الشبول على أن هذه الجريمة "تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق والأعراف الدولية التي تنص على وجوب حماية الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل حماية الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام.

صحافيو تونس: سنعمل على فضح جرائم الاحتلال ومحاسبته

في تونس، نظم الصحافيون ومراسلو مؤسسات إعلامية عربية ودولية، اليوم أيضاً، وقفة أمام مقر النقابة، ورفعوا شعارات منددة بالاحتلال الصهيوني، ودعوا المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم التي يرتكبها بحق الصحافيين والشعب الفلسطيني، كما دعوا إلى تحرك الهياكل العربية والدولية للصحافيين من أجل التنديد بهذه الجرائم وفضحها ومحاسبة مرتكبيها.

وقفة للصحافيين التونسيين/شيرين أبو عاقلة (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي قال، متحدثاً لـ "العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب جرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين بشكل متواتر، وآخرها اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، و"هي جرائم تكشف الوجه القميء لهذا الاحتلال الغاشم، وهو ما يستدعي تحرك كل القوى الدولية". وأضاف أن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ستعمل، من خلال اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين، على فضح هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، كما ستقوم بمبادرات مع المجتمع المدني التونسي من أجل الهدف نفسه، "احتراماً لخطها الذي رسمته منذ عقود، وهو رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال".

صحافيو الجزائر: اغتيال لصوت الحقيقة

في الجزائر، دانت نقابة ناشري الإعلام جريمة اغتيال أبو عاقلة وإصابة الصحافي علي السمودي، "على يد قوات الإجرام الصهيوني، فجر اليوم الأربعاء، وهي تقوم بمهامها النبيلة في تغطية عملية اقتحام مخيم جنين". وجاء في بيان النقابة: "ندين بأشد عبارات الإدانة هذه العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت صحافيين وهم يؤدون واجبهم المهني، وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية والقوانين العالمية الضامنة للمهنة، خاصة وأن هذه العملية الإرهابية تأتي بعد أيام من احتفال العالم باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة (...) وهو ما يؤكد للمرة الألف أن الاحتلال الصهيوني لا يؤمن بحرية التعبير، ويضع نفسه في خانة المعادي للعمل الصحافي".

ورأت النقابة أن "استهداف صحافيين أثناء عملهم، فضلاً على اعتباره عملاً إرهابياً، فهو اغتيال لصوت الحقيقة، وتعتيم على جرائم بشعة ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني في حق أبرياء عزل من أبناء فلسطين المحتلة"، وعبرت عن "تضامنها المطلق واللامشروط مع الأسرة الإعلامية في فلسطين خصوصاً والشعب الفلسطيني عموماً"، مشيرة إلى "الظروف القاهرة التي تعرفها ممارسة مهنة الصحافة في الأراضي الفلسطينية المغتصبة". ودعت الاتحادات المهنية الدولية والإقليمية لاتخاذ موقف واضح وصريح أمام الهيئات الدولية، من أجل توفير الحماية للصحافيين في فلسطين ومتابعة جيش الاحتلال أمام المحاكم الدولية، بتهم "اغتيال الصحافيين، لوأد صوت الحقيقة، وقبر جرائم جيش الاحتلال".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

صحافيو لبنان: استنكار وإضاءة شموع

في لبنان، استنكر نقيب الصحافة عوني الكعكي، في بيان، بشدة جريمة قتل أبو عاقلة. ووجه نداء إلى "المحاكم والمنظمات والهيئات الدولية لحقوق الإنسان أن تهب لمعاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة في حق الإنسانية والصحافة والإعلام".

ودان مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، في بيان، "بشدة هذه الجريمة النكراء ومرتكبيها، لا سيّما أن أبو عاقلة كانت ترتدي الملابس والسترة الخاصة بالصحافيين، ما يؤكد استهدافها عمداً وبشكل مباشر من قِبل القوات الإسرائيلية، لمنعها من نقل حقيقة ما يحدث على الأرض من قتل واستهداف للمدنيين".

وطالب "المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة الموصوفة التي تخرق كل المواثيق والأعراف الدولية التي تدعو في سلّم أولوياتها إلى احترام وحماية الصحافيين العاملين في مناطق النزاع"، مشدداً في الوقت نفسه على "ضرورة تأمين تلك الحماية وبشكل فوري للصحافيين العاملين في فلسطين، ولا سيّما من آلة القتل الإسرائيلية التي تتمادى في استهدافهم وقتلهم من دون أي رادع".

ودعا تجمع نقابة الصحافة البديلة إلى وقفة لإضاءة الشموع عن روح شيرين أبو عاقلة، عند السادسة والنصف من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، أمام مقر إسكوا في العاصمة بيروت، "استنكاراً وغضباً، وللمطالبة بتحقيق وإدانة دولية".

صحافيو العراق: فليكشف عن القتلة

في العراق، دانت نقابة الصحافيين هذه الجريمة البشعة التي أقدم عليها الجيش الإسرائيلي، وطالبت بإجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن القتلة وتقديمهم للعدالة، ودعت كافة المنظمات والهيئات الدولية "للوقوف بوجه الجيش الإسرائيلي للكف عن جرائمه التي امتدت هذه المرة لاغتيال الصحافيين الذين يؤدون واجبهم المهني ومن دون مراعاة للقوانين الدولية التي تؤكد على حماية الصحافيين وضمان سلامتهم".

صحافيو مصر: إدانة ومطالبات بتكريم شيرين أبو عاقلة

نعت نقابة الصحافيين المصريين شيرين أبو عاقلة، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بمحاسبة دولة الاحتلال على جريمتها، كما طالبت "كل الجهات الأممية المختصة بحماية زملائنا الصحافيين الفلسطينيين في ممارسة عملهم المهني من اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم".

وأعرب عشرات الصحافيين المصريين، في بيان مشترك، عن "إدانتهم الشديدة للجريمة متكاملة الأركان لقوات الاحتلال الصهيوني". وأكدوا على تضامنهم مع زملائهم في فلسطين "في مواجهة جرائم الاحتلال بحقهم وبحق الشعب الفلسطيني، والتي تأتي استمراراً لتاريخ طويل من مجازر وانتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته".

وطالبوا بالتحقيق الفوري في مقتل أبو عاقلة والاعتداء على مقرات أكثر من 23 وسيلة إعلامية وجميع جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين والشعب الفلسطيني، بوصفها جرائم حرب ضد الإنسانية. 

وأكد الموقعون على البيان على تمسكهم بقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين، بإدانة الجرائم الإسرائيلية، ومنع كل أشكال التطبيع الشخصي والمهني مع العدو، وفضح جرائمه بحق الفلسطينيين. وطالبوا اتحاد الصحافيين العرب بـ "وقفة جادة ضد أي مطبع، سواء كان أفرادا أو كيانات".

وفي مبادرات مستقلة، طالب صحافيون مصريون بتكريم شيرين أبو عاقلة في مصر، عبر رفع صورتها على واجهة مقر النقابة في القاهرة، وكذلك إطلاق اسمها على إحدى قاعات النقابة.

صحافيو اليمن: جريمة تستهدف الكلمة الحرة

دانت نقابة الصحافيين اليمنيين الجريمة البشعة في بيانها الصادر اليوم، معتبرة إياها "استمراراً لمساعي الاحتلال في خنق صوت الحقيقة واغتيال الشهود". واعتبرت النقابة "الجريمة استهداف مباشر للصحافة وللكلمة الحرّة، وهو الأمر الذي يضع العالم والمؤسسات الدولية كافة، أمام مسؤولية في إدانتها، ومحاسبة قيادات الاحتلال التي تجاوزت كل القيم، وتعدّت على الأعراف والقوانين الدولية كافة".

وأشارت إلى أن "جريمة قتل شيرين أبو عاقلة تمثل خرقاً خطيراً لمعاهدات جنيف، وتعدٍ صارخ على كل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية الضامنة لحرية الصحافة وسلامة الصحافيين وحق الوصول للمعلومات وحماية الصحافيين في عملهم المهني".

ذات صلة

الصورة
مجمع الشفاء الطبي في شمال قطاع غزة بعد تدميره - 16 إبريل 2024 (حمزة قريقع/ الأناضول)

مجتمع

حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أنّ أكثر من 730 ألف فلسطيني في شمال القطاع يفتقرون إلى خدمات صحية حقيقية، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم 195.
الصورة
 (لا تكنولوجيا للأبارتهايد/إكس)

منوعات

اعتقل عدد من موظفي شركة غوغل مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.
الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.

المساهمون