الصحافيون الأجانب يضغطون للدخول إلى قطاع غزة

الصحافيون الأجانب يضغطون للدخول إلى قطاع غزة

15 ديسمبر 2023
يعمل الصحافيون في غزة وسط ظروف مأساوية (محمد عبد/ فرانس برس)
+ الخط -

 

منذ انطلاق العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منع الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين الأجانب من الدخول إلى القطاع، كما منعت مصر أي مراسل أو مصور من الدخول عبر معبر رفح، وهو ما جعل التغطية طيلة 70 يوماً محصورة بالصحافيين الغزيين الموجودين على الأرض، وقد قتل الاحتلال أكثر من 80 منهم حتى اليوم.

هذا الواقع دفع المؤسسات الإعلامية الغربية إلى الاعتماد على الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة، وعلى الاتصال المباشر بالمدنيين الفلسطينيين وموظفي وكالات الإغاثة والعاملين الطبيين، بالإضافة إلى محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، هذا طبعاً إلى جانب اتكال قسم كبير منها على بيانات الاحتلال ورواياته التي اتضح أخيراً أن القسم الأكبر منها جزء من آلة بروباغندا وتضليل إخباري.

وقد تواصلت مؤسسات غربية عدة مع جهات من دولة الاحتلال للسماح للمراسلين الأميركيين والأوروبيين بالدخول إلى القطاع عبر معبر بيت حانون/ إيريز الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن رابطة الصحافة الأجنبية، وهي منظمة إسرائيلية تمثل المؤسسات الإعلامية الدولية في الأراضي المحتلة، بدأت بالخطوات الأولى في "إجراء قانوني" لدخول الصحافيين الغربيين إلى غزة بعد تقديم طلب أولي إلى جيش الاحتلال، لكن المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية تجاهل هذا الطلب.

وكان جيش الاحتلال قد نظّم "جولات" لبعض المراسلين والمصوّرين الأجانب داخل القطاع، لكنه منعهم من التواصل المباشر مع سكّان القطاع للحديث عن المجازر المتواصلة التي يتعرضون لها. كما أصر الجيش على مراجعة كل التقارير والصور قبل البثّ. كما رافق بعض الصحافيين الجنود إلى داخل مستشفى الشفاء، في خطوة لاقت انتقادات كثيرة من قبل منظمات دولية ومؤسسات صحافية رأت في هذه الخطوة تبريراً للجرائم الإسرائيلية بحق المستشفيات والقطاع الطبي في غزة.

ولعلّ أول تحرك لصحافيين أجانب للدخول إلى غزة منذ بدء الحرب كان في فرنسا، إذ أصدر عشرات من الصحافيين والمؤسسات الإعلامية والمنظمات الفرنسية والفرنكوفونية، في نهاية أكتوبر، بياناً مطوّلاً طالبوا فيه مصر والاحتلال الإسرائيلي بالسماح بدخول الصحافيين والمراسلين والمصوّرين إلى غزة لتغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وجاء في البيان الذي نشرته مؤسسات صحافية: "منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دفعت الصحافة ثمناً باهظاً. نحن، الصحافيين الفرنسيين، ومعظمنا معتاد على العمل في مناطق النزاع، نطلب من الأطراف المتحاربة حماية الصحافيين وفتح باب الوصول إلى قطاع غزة أمام الصحافة الدولية".

وتطرق الموقعون إلى قتل الصحافيين الفلسطينيين وقالوا "نحن، الممنوعين من الذهاب إلى هناك من قبل الحكومتين الإسرائيلية والمصرية، لا يمكننا أن نبقى عاجزين في مواجهة هذا الوضع. إن حماية الصحافيين تعني حماية حرية الصحافة، وهي ركيزة تهتز باستمرار ولكنها أساسية للديمقراطيات. في أوقات الحرب، وفي مواجهة العمليات الدعائية من جميع الجهات، تكون المعلومات في قلب المعركة...".

المساهمون