الرحيل عن أفغانستان... ثلاث صور لآخر الجنود في "مقبرة الإمبراطوريات"

الرحيل عن أفغانستان... ثلاث صور لآخر الجنود في "مقبرة الإمبراطوريات"

01 سبتمبر 2021
+ الخط -

سائراً وسلاحه في يده، كان الميجر جنرال كريس دوناهو، قائد الفرقة الـ 82 المحمولة جواً ذائعة الصيت، آخر عسكري أميركي يستقل الرحلة الأخيرة من أفغانستان التي شهدت انسحابات أخرى عن بلاد عُرفت بلقب "مقبرة الإمبراطوريات".

التقطت صورة الأميركي قبل دقيقة واحدة من إعلان دقات الساعة حلول منتصف الليل أمس الأول الاثنين، بجهاز للرؤية الليلية من نافذة جانبية في طائرة النقل سي-17.

وتَعرض بلونيها الأخضر والأسود صورة غائمة للجنرال وهو يتجه إلى الطائرة الرابضة على المدرج في مطار حامد كرزاي بكابول، وقد نشرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد ساعات من إنهاء الولايات المتحدة وجودها العسكري الذي دام 20 عاماً في أفغانستان.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

ولأنها لحظة تاريخية، قد تحتل صورة رحيل دوناهو موقعاً بجانب أخرى لجنرال سوفييتي كان يقود رتلاً مدرعاً عبر جسر الصداقة إلى أوزبكستان، حين انسحب الجيش الأحمر انسحاباً نهائياً من أفغانستان في 1989.

وإتماماً لعملية عسكرية تمكنت القوات الأميركية بمساعدة دول حليفة إجلاء 123 ألف مدني من أفغانستان، ورحلت آخر طائرة تحمل على متنها قوات أميركية في جنح الليل، الاثنين الماضي.

وعلى الرغم من أنها صورة ثابتة، بدا دوناهو يتحرك بخفة، بينما خلا وجهه من التعبيرات. كان يرتدي زيه القتالي كاملاً، ويضع نظارة للرؤية الليلية فوق خوذته، ويتدلى سلاحه من يده بجانبه. كان عليه أن يترك أفغانستان وراءه في نهاية المطاف وأن يصل إلى بر الأمان.

على النقيض، ظهر الجنرال بوريس غورموف، قائد الجيش الأربعين للاتحاد السوفييتي في أفغانستان، في الصور وهو يسير متأبطاً ذراع ابنه على الجسر الممتد فوق نهر آمو داريا، حاملاً باقة من الزهور الحمراء والبيضاء.

الجنرال السوفييتي بوريس غروموف (يمين)- غيتي
الجنرال بوريس غروموف (يمين) مع ابنه... آخر المنسحبين من القوات السوفييتية 1989 (Getty)

جرت الانسحابات الأميركية والسوفييتية من البلد الذي بات يُعرف بمقبرة الإمبراطوريات بطرق صارخة الاختلاف، لكنها على الأقل تجنبت الهزيمة الكارثية التي عانت منها بريطانيا في الحرب الإنكليزية الأفغانية الأولى عام 1842.

والصورة الراسخة من ذلك الصراع لوحة رسمتها بالزيت إليزابيث تومسون اسمها "بقايا جيش" تصور فارساً وحيداً منهكاً، هو الجرّاح والمساعد العسكري وليام بريدون، وجسده يميل إلى الخلف على متن صهوة حصان أكثر إنهاكاً خلال الانسحاب من كابول.

لوحة "بقايا جيش" تصور العسكري وليام بريدون آخر الناجين البريطانيين في أفغانستان 1842 (Getty)

حين انسحب الجيش الأحمر الروسي من أفغانستان في 1989، كانت هناك حكومة شيوعية موالية لموسكو ما زالت في السلطة، وظل جيشها يحارب لثلاث سنوات أخرى، في حين أن الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة استسلمت بالفعل وسقطت كابول في يد طالبان خلال ما يزيد قليلاً على أسبوعين قبل انقضاء مهلة انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 31 أغسطس/ آب الماضي .

كان انسحاب قوات غروموف منظماً، ومع هذا واجهت القوات التي كان قوامها 50 ألفاً هجمات متفرقة في أثناء توجهها شمالاً إلى حدود أوزبكستان، على الرغم من أنها قدمت المال لمجموعات من المجاهدين لضمان ممر آمن على طول الطريق.

وعَبر الرتل الذي يقوده غروموف جسر الصداقة في 15 فبراير/ شباط 1989، منهياً حرب الاتحاد السوفييتي في أفغانستان التي استمرت عشر سنوات قُتل خلالها ما يزيد على 14450 جندياً سوفييتياً.

وحين سئل عن شعوره لدى العودة إلى التراب السوفييتي، قيل إن غروموف ردّ قائلاً: "شعور بالبهجة، أننا أدينا واجبنا وعدنا إلى الوطن. لا أنظر إلى الوراء".

وسيعتمد الحكم على الإجلاء الأميركي النهائي من كابول على عدد من تمّ إجلاؤهم، وعدد من تُركوا، لكن دوناهو ورفاقه سيحملون صوراً مروعة عن أيامهم الأخيرة التي اتسمت بالفوضى في كابول، ومنها آباء يمررون أطفالاً رضّعاً للجنود عبر السلك الشائك، وشابان أفغانيان يسقطان من طائرة تحلق في السماء، والأسوأ من ذلك كله.. ما أعقب هجوماً انتحارياً نفذه تنظيم "داعش" الإرهابي خارج المطار في 26 أغسطس/ آب وأدى إلى مقتل عشرات الأفغان و13 جندياً أميركياً.

(رويترز)

ذات صلة

الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة

سياسة

قُتل 60 شخصاً على الأقل وأُصيب 200 آخرون بجراح، اليوم الاثنين، في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لأعضاء جماعة دينية في مدينة خار بمقاطعة باجور القبلية، شمال غربي باكستان، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن.
الصورة

مجتمع

قال متحدث باسم الحكومة الأفغانية، الثلاثاء، إن حركة طالبان قررت حظر صالونات التجميل الخاصة بالسيدات في أنحاء البلاد.
الصورة
سياسة/محمد بن عبد الرحمن آل ثاني/(آندور غاباليرو/فرانس برس)

سياسة

قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الثلاثاء، إن الإجراءات التي اتخذتها حكومة "طالبان" في أفغانستان في الآونة الأخيرة "مخيبة جداً للآمال"، لكنه أضاف أنّ الدوحة ستواصل الحوار، إذ إنه السبيل الوحيد لإحداث تغيير على الأرض.

المساهمون