الذكاء الاصطناعي يغيّر الحروب: غزة وأوكرانيا مثالاً

الذكاء الاصطناعي يغيّر الحروب: غزة وأوكرانيا مثالاً

18 مارس 2024
في حي الرمال في غزة، مارس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تبرز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة في الحروب الحديثة، مع استخدامها في تعزيز القدرات العسكرية والاستخباراتية، كما في أوكرانيا بالطائرات المسيرة لجمع المعلومات وتدريب أنظمة على تعرف المعدات العسكرية.
- في غزة، يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في تنفيذ إبادة جماعية واستهداف المدنيين، باستخدام نظام "غوسبيل" لجمع البيانات وتوليد أهداف للقصف ورسم خرائط لشبكات الأنفاق.
- يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في الحروب السيبرانية ووسائل التواصل الاجتماعي، بصياغة الروايات ونشر المعلومات المضللة والدعاية، مما يخلق مناخًا من عدم اليقين ويقوض الثقة في التغطية الإعلامية.

من غزة إلى أوكرانيا، تستخدم الجيوش تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة لتعزيز مصالحها، سواء في ما يتعلق بالأسلحة أو مجال المعلومات.
يقول تحليل لموقع إنكستيك: "على الرغم من الحجج القائلة إن المعركة في أوكرانيا هي عودة إلى الحرب التقليدية، فإن الصراع يقدم مستوى جديداً من الحرب التكنولوجية". وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن حرب الإبادة في غزة، حيث "تستخدم إسرائيل الأسلحة والمعدات العسكرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي".

حرب أوكرانيا... الذكاء الاصطناعي في الميدان والإنترنت

يقول الموقع إن الحرب الروسية على أوكرانيا هي "مستقبل الصراع، إذ إن المعركة بين الطرفين تدورعلى الأرض بين الجيوش، لكن أيضاً داخل الفضاء السيبراني". وتعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على تعزيز قدرة كلا الجيشين، بحيث يسعى كل منهما إلى تحقيق تقدّم استراتيجي على الآخر. وكان أحد التطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي في الحرب، هو جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة؛ إذ استُخدمت الطائرات المسيّرة المجهزة بكاميرات وأجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، في مهام الاستطلاع التي توفر البيانات والصور في الوقت الفعلي.
ودُرّبت أنظمة ذكية على تعرّف المعدات العسكرية وتحركات القوات والأصول الإستراتيجية الأخرى، ما يتيح للقيادات العسكرية اتخاذ القرارات بناءً على البيانات التي جُمعت.
ويساعد الذكاء الاصطناعي كلا الجيشين على معالجة كميات كبيرة من المعلومات حول ساحة المعركة، التي قد تشكل تحدياً كبيراً للمحللين العسكريين.
ونُشرت تقارير كثيرة عن استخدام كلا الجانبين طائرات مسيّرة يمكنها التنقل مستقلة عبر البيئات المعقدة، وتحديد الأهداف، وتقييم الضرر بعد الهجمات. ويمكنها أيضاً تحديد الأهداف والاشتباك معها بناءً على معايير مبرمجة مسبقاً، ما يقلل كثيراً من الوقت لاتخاذ القرار في المواقف القتالية.
ومع تحسين أوكرانيا وروسيا لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الطائرات من دون طيار، ستكون هناك تداعيات كبيرة على الصراعات المستقبلية حيث أصبحت هذه التكنولوجيا منخفضة التكلفة، أكثر انتشاراً، يقول الموقع.
وكان الذكاء الاصطناعي أيضاً عاملاً مهماً في الجانب السيبراني للصراع. فالهجمات الإلكترونية الروسية ضد أوكرانيا سبقت الغزو البري واسع النطاق في فبراير/شباط 2022، وكانت أداةً في حرب روسيا متعددة الأوجه ضد أوكرانيا لسنوات.
وأوردت تقارير أن روسيا استخدمت الذكاء الاصطناعي للمساعدة في شن هجماتها، في حين ساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من الهجوم السيبراني.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط التي تشير إلى عمليات الاقتحام السيبراني، والاستجابة تلقائياً للتهديدات، وتحديد نقاط الضعف المحتملة في الشبكة.

حرب الإبادة في غزة غزة... التكنولوجيا لقتل المدنيين

يسلّط العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ إبادة جماعية. وكان تحقيق صحافي أنجزه المخرج والصحافي الإسرائيلي يوفال أبراهام قد كشف عن توظيف جيش الاحتلال الذكاء الاصطناعي من أجل توليد أهداف لقصفها في غزّة. أهداف معظمها من المدنيين الذين يحتمون في بيوتهم.
واستهدف استخدام التكنولوجيا في القتل، الأبنية المرتفعة التي يقطنها المدنيون، بهدف التحريض ضد حركة حماس والمقاومة، وخلق ضرر طويل الأمد، إذ تحتاج إعادة الإعمار إلى سنوات طويلة. وتجمع إسرائيل كميات كبيرة من المعلومات، وتولّد أهدافاً بسرعة تفوق سرعة القصف.
وتستخدم إسرائيل نظاماً يدعى "غوسبيل"، يجمع كميات كبيرة من البيانات ويقدم توصيات الاستهداف. وبالإضافة إلى تحديد الأهداف يستخدم الاحتلال الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة لشبكة الأنفاق المفترضة التي بنتها حركة حماس بطائرات من دون طيار تعمل تحت الأرض لمساعدة جيش الاحتلال في هجماته الوحشية.

حروب أون لاين

أصبح فضاء المعلومات ساحة معركة أخرى في الحروب. حتى من دون القدرات المتقدمة في أنظمة الأسلحة، سعى الخصوم في الحروب إلى صياغة الروايات التي تناسب كل طرف.
وفي أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق قبل عامين، عرضت وسائل التواصل الاجتماعي تطورات لحظية مع تبلور الحرب.
وإلى جانب تدفّق المنشورات، كانت هناك فيديوهات مزيفة لاستسلام كييف، وإعلان بوتين السلام مع أوكرانيا.

ويقول الموقع إنه "ما دامت روسيا مستمرة في شن حربها ضد أوكرانيا، من المرجح أن تستمرّ الصور ومقاطع الفيديو التي ينتجها الذكاء الاصطناعي".
وخلال العدوان المتواصل على غزة، أغرقت المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة والدعاية الإسرائيلية والتزييف العميق وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة.
ويعلّق موقع إنكستيك: "يساهم وجود المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي في خلق مناخ أوسع من عدم اليقين والشكوك عبر الإنترنت حيث يتزايد انتشار التشكيك في الأحداث الحقيقية".
ويضيف: "يمكن لبيئة الشك هذه أن تقوض تغطية الحرب والحقائق المتعلقة بما إذا كان أحد أطراف النزاع يرتكب فظائع أو جرائم حرب. يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى عبر الإنترنت يمكن تداوله على نطاق واسع، تحدياً من المرجح أن يتفاقم مع استمرار تطور تطبيق الذكاء الاصطناعي".

المساهمون