الذكاء الاصطناعي يبحث عن حياة خارج الأرض

الذكاء الاصطناعي يبحث عن حياة خارج الأرض

02 أكتوبر 2023
قد ينجح الباحثون في العثور على شكل حياة من كوكب آخر (Getty)
+ الخط -

نجح باحثون في تطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي يعطي دقة تصل إلى 90 في المائة في اكتشاف علامات الحياة على الكواكب الأخرى في الفضاء. في الدراسة التي نشرت يوم 25 سبتمبر/أيلول في دورية PNAS استُخدِمَت بيانات ضخمة متعددة الأبعاد من التحليلات الجزيئية لـ 134 عينة غنية بالكربون غير الحيوي أو الحيوي لتدريب الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأصل العينة الجديدة. 
وبدقة عالية، نجح الذكاء الاصطناعي في تحديد العينات التي نشأت من الكائنات الحية مثل الأصداف الحديثة، والأسنان، والعظام، والحشرات، وأوراق الشجر، والأرز، وشعر الإنسان، والخلايا المحفوظة في الصخور الدقيقة الحبيبات، وبقايا الحياة القديمة التي تغيرت بسبب المعالجة الجيولوجية، أو العينات ذات الأصول غير الحيوية.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة روبرت هازن، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة جورج ماسن في الولايات المتحدة، إن هذه الطريقة التحليلية لديها القدرة على إحداث ثورة في البحث عن حياة على الكواكب الأخرى، وتعميق فهمنا لكل من أصل وكيمياء الحياة المبكرة على الأرض. كذلك تفتح هذه النتائج الطريق لاستخدام أجهزة الاستشعار الذكية في المركبات الفضائية الآلية ومركبات الهبوط والمركبات الجوالة للبحث عن علامات الحياة قبل عودة العينات إلى الأرض.
يمكن أن يكشف الاختبار الجديد عن تاريخ الصخور القديمة الغامضة على الأرض، وربما تاريخ العينات التي جُمعَت بالفعل بواسطة أداة تحليل العينات في المريخ (SAM) الخاصة بالمركبة الفضائية Mars Curiosity. "سنحتاج إلى تعديل طريقتنا لتتناسب مع بروتوكولات SAM، ولكن من الممكن أن تكون لدينا بالفعل بيانات في متناول اليد لتحديد ما إذا كانت هناك جزيئات على المريخ من المحيط الحيوي العضوي للمريخ" يوضح هازن في تصريح لـ"العربي الجديد".
ويقول المؤلفون في الدراسة المنشورة إنه حتى صدور البحث كان من الصعب تحديد أصول العديد من العينات القديمة الحاملة للكربون، لأن مجموعات الجزيئات العضوية، سواء كانت حيوية أو غير حيوية، تميل إلى التحلل بمرور الوقت. يعبّر الباحث عن دهشته من أنه على الرغم من التحلل والتغيير الكبيرين، فقد كشفت الطريقة التحليلية الجديدة عن علامات بيولوجية محفوظة في بعض الحالات على مدى مئات الملايين من السنين.

يوضح هازن: "لقد بدأنا بفكرة أن كيمياء الحياة تختلف جذرياً عن كيمياء عالم الجماد، وأن هناك قواعد كيميائية للحياة تؤثر بتنوع الجزيئات الحيوية وتوزيعها. إذا تمكنا من استنتاج تلك القواعد، يمكننا استخدامها لتوجيه جهودنا لنمذجة أصول الحياة أو الكشف عن علامات خفية للحياة في عوالم أخرى".
وبناءً على ما توصل إليه هازن وزملاؤه، فإن هذه النتائج تعني أننا قد نتمكن من العثور على شكل حياة من كوكب آخر، أو محيط حيوي آخر، حتى لو كان مختلفاً تماماً عن الحياة التي نعرفها على الأرض. وإذا وجدنا علامات للحياة في مكان آخر، يمكننا معرفة ما إذا كانت الحياة على الأرض والكواكب الأخرى مستمدة من أصل مشترك أو مختلف.
"بعبارة أخرى، يجب أن تكون الطريقة قادرة على اكتشاف الكيمياء الحيوية الغريبة، وكذلك الحياة على الأرض. وهذا أمر مهم لأن من السهل نسبياً اكتشاف المؤشرات الحيوية الجزيئية للحياة على الأرض، ولكن لا يمكننا أن نفترض أن الحياة الفضائية ستستخدم الحمض النووي، والأحماض الأمينية، وما إلى ذلك" يوضح "هازن". 
في الوقت نفسه، يشير الباحث إلى أن الطريقة التحليلية الجديدة ما زالت في طور التجربة المختبرية وأنها لم تؤتِ ثمارها على الكواكب حتى الآن، بل على العينات التي بين أيدينا. ويتوقع المؤلف المشارك في الدراسة أن تثمر هذه التجربة نتائج فعلية في المستقبل القريب.  

المساهمون