الدراما اللبنانية تبحث عن كوميدياناتها

الدراما اللبنانية تبحث عن كوميدياناتها

15 يونيو 2023
عُرفت ليليان نمري من خلال أدائها شخصيات كوميدية مميزة (فيسبوك)
+ الخط -

في ظل ضياع هوية ما يُعرف بالدراما في لبنان، ثمة ضياع آخر في الكوميديا، وسؤال يُطرح باستمرار: من هو الممثل الكوميدي؟ سجال يخرج إلى العلن في المقابلات التلفزيونية، ليولد مزدياً من التساؤلات حول التصنيفات.

يحاول بعضهم الابتكار من خلال طرح أسماء لبعض الممثلات ليلعبن أدواراً كوميدية. ويؤتى مثلاً على ذكر الممثلة ماغي بو غصن، التي جسّدت بعض الأدوار التي تميل إلى الكوميدي، لكن ضمن قالب درامي تشويقي. يذكر هؤلاء أن ماغي بو غصن لعبت بطولة مسلسل "كاراميل" (2017) من كتابة مازن طه، وإخراج إيلي حبيب. لم يخرج العمل من إطار الدراما المحلية اللبنانية، على الرغم من بطولة ظافر العابدين له، إلى جانب مجموعة من الممثلين العرب الذين لم يخرجوا من إطار قصة ممجوجة، اعتبرها بعضهم وفق التوصيف أنها "كوميديا خفيفة".

هذا ربما ما حمل بعضهم في السنوات الأخيرة على اعتبار ماغي بو غصن ممثلة كوميدية، واستوجب قيامها بانتفاضة داخلية، وعبورها معترك الدراما بتفاصيلها من خلال مسلسل "للموت"؛ إذ قدمت ضمنه شخصية درامية لها أبعادها النفسية والاجتماعية المركبة.

من الصعب مقارنة ماغي بو غصن بممثلة كوميدية لها تاريخها. هكذا، وُضع اسم بو غصن إلى جانب زميلتيها كارين رزق الله وليليان نمري. الأخيرة هي الوحيدة ربما التي يمكن تصنيفها بأنها ممثلة كوميدية أولى، قياساً بتاريخها في مجال المسرح والسينما والتلفزيون.

بدأت نمري في المسرح مع والديها، الممثل والمنتج عبده نمري وعلياء نمري. وعرفها اللبنانيون من خلال دورها الأول في مسلسل "المعلمة والأستاذ" (1980)، من كتابة إبراهيم مرعشلي، وإخراج أنطوان ريمي، بدور "عفيفة" الخادمة السمينة. وعلى الرغم من مساحة الدور الصغيرة، فإن المسلسل منحها شهرة كبيرة، استطاعت من خلالها أن تثبت نفسها لسنوات في المسرح الجوال وبعدها في التلفزيون. وكان من أبرز أدوارها "الجارة"، في فيلم "بيروت الغربية" لزياد الدويري (1998).

من الصعب مقارنة ممثلة عملت على شخصيات وأدوار خاصة بها لسنوات، مع ممثلة حاولت التنويع بين اختصاصات الدراما، أو تجارب تحاول من خلالها تغيير صورتها من الجدية إلى الضحك. لكن ذلك يعتبر مجحفاً لتاريخ البعض، كما هي حال مقارنتها أيضاً بكارين رزق الله التي قدّمت بداية التسعينيات دوراً لافتاً في مسلسل "مرتي وأنا"، استطاعت من خلاله قلب الذوق العام، وإقناعه بأن المسلسل كوميدي.

يفتقد المشهد الفني في لبنان إلى نصوص كوميدية مؤثرة، توفّر شروط هذا النوع من التمثيل والأداء، سواءً من خلال المسرح أو الشاشة الصغيرة والسينما.

المساهمون