الأغاني المصورة... كليبات في عصر المنصّات

الأغاني المصورة... كليبات في عصر المنصّات

08 نوفمبر 2021
مجدداً تحاول كارول سماحة لفت النظر إلى عمل تعتبره مخالفاً أو جديداً (يوتيوب)
+ الخط -

لم يبخل خريف 2021 بمجموعة من الكليبات العربية. لكنّ السؤال هو، هل ما زال للأغاني جمهور يترقب أو ينتظر الكليب كما كان الوضع سابقاً؟

سؤال محيّر، في وقت تراجعت فيه صناعة أو إنتاج الكليبات المصورة، وانخفضت الميزانيات الخاصة إلى ما دون النصف، وتوجه مجموعة من المخرجين والمخرجات، إلى عالم الدراما بعد حوالي عقدين من العمل في تصوير الكليبات. في الجعبة أغانٍ كثيرة صُوِّرت حديثاً، وستتبارى على مواقع التواصل، وسط منافسة أقل من عادية.

"يا شباب يا بنات"

مجدداً تحاول المغنية اللبنانية كارول سماحة لفت النظر إلى عمل تعتبره مخالفاً أو جديداً، لكنّها لا تلبث أن تقع ضحية سوء اختيارها، وقلة التزامها بلون غنائي يعيد لها نجاح البدايات، ووصولها إلى الصفوف الأمامية في مواجهة زميلات كنّ سبقنها في النجاح، والتأسيس لقاعدة جماهيرية ثابتة. تحصر كارول سماحة تجاربها الفنيَّة مع مجموعة محدودة من الكتّاب أو الملحّنين. ولسنوات سابقةٍ، منحت سماحة الأحقيّة للفنان اللبناني، سليم عساف، كما هو حالها اليوم في الأغنية الجديدة التي تعتمد على الإيقاع في الموسيقى والمواجهة في الكلمات أو في تحدٍّ يبدو أقرب إلى أسلوب المونولوج في العلاقات القائمة بين الشاب والفتاة. لكن بعيداً عن الكلام والألحان، تحاول سماحة بمساعدة المخرجة بتول عرفة مجدداً اللعب على الصورة لمشهديّة مشتتة تحاول إسقاط كلمات الأغنية على صراع المرأة والرجل، ورسائل تطلقها سماحة كنصائح لفوز المرأة وانتصارها نهاية الكليب. محاولة خيالية بسيطة هي أقرب إلى السخرية من العلاقات، تحاول أن تسوق للأغنية فقط لا غير، خصوصاً أنَّ سماحة تنتسب لشركة "لايف ستايلز إستديو" السعودية التي تحاول حجز مكانة لها على خريطة الإنتاج الغنائي منذ سنوات.

"عكس الطبيعة" 

وأطلقت نوال الزغبي أغنية "عكس الطبيعة" من كلمات حسن الزعيم، وألحان راوول، في تعاون جديد للزغبي مع المخرج فادي حداد، وسيناريو لقصة انقلاب الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة بشكل يومي. اللحن مُستنسَخ من أغان كثيرة ومركب بطريقة إيقاعية اعتمدت في التوزيع الموسيقي للأغنية. تستغل الزغبي والمخرج فادي حداد سيدة مسنّة لها خبرتها في الحياة، توجه لـ"الزوجة الشابة" نصيحة بضرورة الانقلاب على المشاكل اليومية بالترفيه والخروج. يتحول الكليب إلى لوحات راقصة داخل ناد ليلي، فيما يقبع البطل الممثل، وسام شمص (سبق أن شارك الزغبي في مجموعة من الكليبات المصورة)، محاولاً البحث عن حلول للروتين اليومي الذي يواجهه مع الزغبي.

هكذا تحاول شركات الإنتاج العمل على مواجهة هبوط أسهم مبيعات الأغاني العربية والقرصنة، عن طريق المشاهدات التي تحققها الإصدارات والكليبات المصورة من خلال المنصّات، ومواقع التجميل كنوع من التعويض المالي لكلفة الإنتاجات نفسها. لكنّ ذلك لا يعفي مسؤولية الشركات نفسها عن الاستسهال وتغليب النمطية بالاتفاق مع المغنين على إنتاج الاغاني والكليبات، من دون تقدم فني أو تجدد في الأسلوب والسيناريوهات الواجبة في مادة يقال عنها جديدة.

المساهمون