اكتشاف حياة بحرية في نهرٍ تحت الجليد في القطب الجنوبي

اكتشاف حياة بحرية في نهرٍ تحت الجليد في القطب الجنوبي

06 يونيو 2022
يدرس الفريق تداعيات التغير المناخي على القطب الجنوبي (Getty)
+ الخط -

تحت جرف جليدي ممتد في القطب الجنوبي في كهف يشبه الكاتدرائية يبلغ ارتفاعه مئات الأمتار، تعيش أسراب من كائنات صغيرة تشبه القريدس في نظام بيئي تحت الماء كان قد تمّ اكتشافه أخيراً بحسب صحيفة "ذا غارديان".

اكتشف فريق من العلماء من نيوزيلندا نظاماً بيئياً على عمق 500 متر تحت الجليد، على بعد مئات الكيلومترات من حافة جرف روس الجليدي.

كانت مؤسّسة أنتاركتيكا نيوزيلندا قد دعمت باحثين من جامعات ويلينغتون وأوكلاند وأوتاغو ومن المعهد الوطني للمياه والغلاف الجوي للتحقّق من الدور الذي يمكن أن يلعبه المصب في ذوبان الجرف الجليدي الناجم عن تغيّر المناخ.

عندما حفر الفريق في الجليد باتّجاه النهر، تجمّعت مفصليات صغيرة من فصيلة الكركند وسرطان البحر والعث نفسها على كاميراتهم.

وقال الباحث في المعهد الوطني كريغ ستيفنز لـ"ذا غارديان": "اعتقدنا أن هناك مشكلة في الكاميرا لبعض الوقت، لكن عندما تحسّن وضوح الصورة لاحظنا وجود سرب من المفصليات بحجم 5 مليمترات تقريباً".

وتابع: "لقد أجرينا تجارب في أجزاء أخرى من الجرف الجليدي واعتقدنا أنّنا مسيطرون على الوضع، ولكن هذه المرة ظهرت مفاجآت كبيرة".

وبحسب ستيفنز، كان تغيّر المناخ هو الدافع الرئيسي للعمل، لكنّ ظهور هذه المخلوقات أضاف عنصر الاكتشاف دافعاً جديداً للعاملين في فريق البحث.

وأضاف: "كنّا نقفز للأعلى وللأسفل، لأنّ وجود كلّ تلك الحيوانات تسبح حول أجهزتنا يعني بوضوح وجود نظامٍ بيئيٍّ مهمٍّ هناك".

وكان قائد المشروع هو هورغان، من جامعة ويلينغتون، أوّل من اكتشف المصب، بعد مراقبة أخدود في الجليد أثناء دراسة الصور التي أخذتها الأقمار الاصطناعية لجرف روس الجليدي.

وأشار هورغان إلى أنّ الباحثين كانوا على دراية منذ بعض الوقت بوجود شبكةٍ من بحيرات المياه العذبة والأنهار المخفيّة أسفل الصفائح الجليديّة في القطب الجنوبي، لكن عملية مسحها ودراستها بشكل مباشر لم تتم بعد، وقال: "كانت مراقبة هذا النهر وأخذ عيّنات منه بمثابة الدخول إلى عالمٍ خفي".

وأضاف الباحث أن الفريق ترك أدوات في النهر لمراقبة سلوكه، بينما سيقوم الباحثون في المختبر بالتحقيق في الأسباب التي تجعل هذه المياه فريدة من نوعها.

لم تنحصر النتائج التي توصل إليها الفريق عند ذلك، بل امتدت إلى بركان هونغا تونغا، قبل أيام قليلة من انفجاره. تمكن الفريق من اكتشاف تغيّرٍ كبيرٍ في الضغط، مع شق التسونامي طريقه عبر التجويف.

ذكّرت رؤية تأثيرات الانفجار البركاني ستيفنز بمدى ترابط كوكب الأرض، "ها نحن، في ركن منسي من العالم، نرى التأثير الآني للأحداث التي تبدو كما لو أنّها تجري في عوالم بعيدة. كان ذلك رائعاً جدّاً".

المساهمون