إعلام النظام يستغل صور وفيديوهات ضحاياه في تغطية زلزال سورية

إعلام النظام يستغل صور وفيديوهات ضحاياه في تغطية زلزال سورية

23 فبراير 2023
تعرّضت أحياء حلب للقصف من قبل قوات النظام لسنوات (محمد الرفاعي/ فرانس برس)
+ الخط -

كثرت الاتهامات للنظام السوري باستغلال كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا، عبر استخدام الصور والفيديوهات لمناطق تعرضت للقصف سابقاً من قبل مدفعيته وطيرانه أو الطيران الروسي على أنّها تعرضت للضرر أو الانهيار بفعل الزلزال.

وأثبتت أغنية المطرب الموالي للنظام ناصيف زيتون هذه الاتهامات أخيراً، بعد أن استخدم فيديو في أغنيته التي حملت عنوان "دنيا من السواد"، يُظهر إنقاذ طفل من تحت الركام الذي خلفه الزلزال، بينما كان الطفل في الحقيقة تحت ركام منزله الذي دمره قصف قوات النظام.

وقال الصحافي قتيبة ياسين، المهتم بفحص الأخبار الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي: "الفنان الموالي للأسد ناصيف زيتون يسرق ويدلّس، فقد عرض في أغنية عن الزلزال مقاطع لطفل يجري إنقاذه من تحت الأنقاض على أنه من ضحايا الزلزال، لكنه في الحقيقة من ضحايا براميل بشار الأسد، الفيديو صُوِّر منذ 9 سنوات، ويظهر انتشال الأطفال بعد قصف النظام لمنازلهم".

وأرفق ياسين الفيديو الأصلي المنشور على "يوتيوب" من قبل المركز الإعلامي السوري، ويظهر إنقاذ طفل من تحت الأنقاض في حيّ المعصرانية، أحد أحياء حلب الشرقية، بعد تعرض منزل ذويه للقصف.

ويحاول إعلام النظام، أو الإعلام الذي يقف إلى جانبه، استغلال كارثة الزلزال على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في منحى يفسره محللون على أنّه سعي منه لكسب المزيد من المساعدات، ولا سيما المالية، لإعادة تأهيل المباني والمنازل المتضررة بفعل الزلزال، مع العلم أنّ الكثير من الاتهامات تلاحق النظام ومؤسساته بالسطو على المساعدات وعدم توزيعها بالشكل الصحيح، أو حتى الاتجار بها في الأسواق.

وفي مجموعة صور نشرها الصحافي الموالي للنظام شادي حلوة، في حلب، يظهر عدد من الناس المنتشرين في أحد حدائق المدينة بعد مغادرتهم لمنازلهم بسبب الخوف من الزلزال، فيما تظهر في الخلفية عدة مبانٍ تعرّضت للضرر بفعل الأعمال الحربية.

كذلك، أظهر مقطع فيديو آخر نشره حلوة محاولة النظام الخلط بين الأبنية التي تعرضت للدمار بسبب الزلزال، وتلك التي دمرها القصف، بغرض محو آثار انتهاكاته في حلب.

وتعرضت أحياء حلب الشرقية، التي احتضنت الحراك المعارض للنظام، لحملة قصف وحشية من قبل النظام والروس، منذ عام 2012 وحتى عام 2016، ما جعل الكثير من المباني آيلة إلى السقوط قبل أن يضرب الزلزال، وهو ما يفسر وقوع الانهيارات في الأبنية داخل أحياء حلب الشرقية بعد الزلزال، من دون تعرض باقي الأحياء للأضرار.

المساهمون