ألبومات الصيف الغنائية بنجاح متفاوت

ألبومات الصيف الغنائية بنجاح متفاوت

19 يوليو 2023
لم يلقَ ألبوم نجوى كرم نجاحاً جماهيرياً (روتانا)
+ الخط -

بقيت الألبومات الغنائية العربية مصدر شغف لدى الجمهور لعقدين. ومنذ منتصف التسعينيات إلى اليوم، تكرست شهرة المغنين، من خلال الانتظام في طرح ألبوماتهم. عزز حضور شركة روتانا في التسعينيات وجود مجموعة من الفنانين اللبنانيين، وكان ما يعرف بخطة الطرح للألبومات الغنائية، عنواناً عريضاً لعمل الشركة بشكل شهري. ويترتب على ذلك خطط تسويق وترويج من خلال قسمي التسويق والمبيعات.
هذا النظام الذي عرفه العالم العربي للإصدارات الغنائية والموسيقية، عزز حضور الفنانين ونجاحهم، ورسم معالم لشهرة هؤلاء، ومن ضمنهم نجوى كرم، من أوائل الفنانات العربيات اللواتي ينتسبن إلى الشركة السعودية، ولحق بها كثيرون، حتى تبوأت روتانا المركز الأول عربياً على صعيد شركات الإنتاج العربي.
في عام 2011، ومع اتساع دائرة المنصات الإلكترونية، وانتشار الأغاني على "يوتيوب"، تاهت بوصلة المغنين في التركيز على إصداراتهم الموسيقية، أو التاريخ الخاص بهذه الإصدارات. نجوى كرم، مثلاً، كانت تصدر ألبوماتها نهاية فصل الربيع، وكذلك زملاؤها، ومنهم فارس كرم بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز. واعتاد كاظم الساهر أن يصدر ألبوماته مع بداية الخريف، وكذلك في ما يتعلق بالمغنين الخليجيين المنتسبين وقتها إلى شركة روتانا.
هذا الالتزام كان مساراً جيداً للفنانين، وتحول إلى أحد مقاييس النجاح أو التراجع في ما يتعلق بالأغاني. واليوم، يعتبر شاهداً على تلك الحقبة التي حققت شهرة هؤلاء.  لكن كل ذلك انقلب منذ سنوات، أي بعد الثورة الرقمية وعدم التزام المغنين تاريخاً محدداً للإصدارات، أو اختيار بعضهم لمواقيت لا تتناسب مع الأوضاع التي يشهدها العالم العربي.
تراجع نجاح ألبوم نجوى كرم الأخير "كاريزما"، ولامت المغنية الشركة السعودية لأنها لم تروج للألبوم كما يجب. لكن الواضح أن سوء اختيار كرم لبعض الأغاني، هو ما أبعدها عن النجاح في هذا العمل، لجهة المواضيع والتوزيع الموسيقي الفقير. كذلك، لم يسعف الحظ زميلها فارس كرم في بعض الاغاني التي أصدرها عن الشركة نفسها، ومنها مثلاً "يسقط كل حدا سافل" التي ظهرت متكلفة. لم يألف الجمهور طرح مثل هذه المواضيع في الغناء الشعبي الذي يجيده فارس كرم، ويتميز به عن أبناء جيله من المغنين.
بدوره، حاول المغني عاصي الحلاني، بداية الصيف، الخروج بألبوم غنائي، لكن قديمه بقي مسيطراً على معظم الحفلات التي يقيمها في لبنان، وعدة عواصم عربية.

تحكم المنصات الإلكترونية السوق الفني والإنتاج الخاص بالأغاني عموماً، لكن الواضح أن التباين بين أمزجة الجمهور، وعشوائية هذه الإصدارات هو المشكلة الأكبر التي تعوق تقدم الفنان. وكل النجاح الذي يحققه هؤلاء في الحفلات وضمن المهرجانات، يقوم على تاريخهم وشهرتهم التي حققوها في البدايات.
يبدو واضحاً أن سوق الغناء العربي في أزمة، وهذا ما يثبت لاحقاً خروج بعض المغنين بشكل نهائي من المشهد الفني، ويبقى حضور "النجوم" محصوراً في إطار ضيق داخل المهرجانات فقط.

المساهمون