أغرب الحملات الانتخابية في العراق: تأهيل مَغسِل موتى وتوزيع الطحين

أغرب الحملات الانتخابية في العراق: تأهيل مَغسِل موتى وتوزيع الطحين

05 أكتوبر 2021
تقام الانتخابات العراقية المبكرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول (علي مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -

قبل أيام على موعد إجراء الانتخابات العراقية البرلمانية الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، تحتدم المنافسة بين أكثر من 3500 مرشح ومرشحة على 329 مقعداً برلمانياً، موزعين على 83 دائرة انتخابية في البلاد.

الانتخابات التي من المقرر أن تفرز سابع الحكومات في العراق، وتقام في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، رأى مراقبون أنها تصدرت لجهة الإنفاق على الحملات الانتخابية من مختلف القوى والأحزاب السياسية، وهو ما رأته قوى مدنية مختلفة دليلاً على صحة موقفها بالانسحاب، بسبب ما وصفته بـ"المال السياسي"، و"استغلال موارد الدولة في حملات القوى المتنافسة".

تتفاوت حملات المرشحين الانتخابية بين مؤتمرات وندوات، تتخللها إقامة موائد الطعام أو توزيع الهدايا أو تقديم خدمات مختلفة يفترض أنها من اختصاص الحكومة، مثل تعبيد طرق ونصب أعمدة كهرباء وحتى تنظيف الشوارع، وتكون في العادة في المناطق الأكثر سوءاً من ناحية الخدمات.

وحذّر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، من "الوعود الانتخابية الكاذبة" التي يقدمها المرشحون للمواطنين في مختلف مدن البلاد، ملوحاً بعقوبات على حالات استغلال حاجة المواطنين للخدمات والعمل وكذلك الفقر، فيما أكدت مفوضية الانتخابات رصدها أكثر من مائة مخالفة انتخابية في هذا الإطار.

وبرزت خلال الأيام الأخيرة حملات انتخابية استقبلها الشارع العراقي بالاستهجان والسخرية والتساؤل حول شرعيتها، مثل توزيع ملابس مستعملة على الشرائح الفقيرة في القرى والأرياف، وتقديم وعود بإطلاق سراح المعتقلين، أو بإعادة النازحين، وصولاً إلى تعبيد طرق وإنارة أخرى بالكهرباء.

يوم الأحد، تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق مقطع فيديو يظهر تشييد مرشحة للانتخابات العراقية 2021 عن بغداد مكاناً لغسل وتكفين الأموات، في حي الحرية في العاصمة العراقية، ما أثار موجة من السخرية والاستهجان إزاء غياب المشاريع والبرامج الحقيقية للمرشحين.

وأوضح مقيمون في الحي أن المكان جزء من مسجد في المنطقة، وما قامت به المرشحة هو تأهيله، بعدما كان مغلقاً لسنوات.

 شملت حملة أخرى نقلاً مجانياً لسكان مدينة الموصل شمالي البلاد عبر حافلات صغيرة بين ساحليها الشمالي والجنوبي، في ظل غياب قطاع النقل العام عن المدينة منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، قبل ما يزيد عن 4 سنوات.

وطاولت الحملات الانتخابية المثيرة للجدل محافظة ديالى شرقي البلاد، أحد المناطق المصنفة بالأكثر عوزاً من ناحية الخدمات في العراق، بحملات تعبيد طرق وشوارع داخل قرى وأرياف وإيصال الكهرباء لها.

كما أظهرت صور تداولها ناشطون صهر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والمرشح عن تحالفه، ياسر صخيل، وهو يحمل أكياس دقيق لعائلات فقيرة. وعلق على أحدها الناشط العراقي محمود النجار قائلاً "صورني وأنا أكذب على الناس، وأسوي حملة انتخابية في أحياء الفقراء وأستغل عوزهم وأتاجر بمعاناتهم. ياسر صخيل المالكي، نسيب نوري المالكي يُقيم مسرحية لتوزيع الطحين في كربلاء".

وعلّقت "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" في العراق، الأحد، على بعض الوعود التي يطلقها بعض المرشحين، وقالت إنها قد ترقى لتكون جرائم انتخابية.

وقالت نائبة الناطق باسم المفوضية نبراس أبو سودة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، إن "الوعود التي يطلقها المرشحون للمواطنين بشمولهم بالرعاية الاجتماعية أو التعيينات ترتقي إلى أن تكون من الجرائم الانتخابية التي يعاقب عليه القانون بالاستبعاد أو تتعدى إلى عقوبات جزائية تصل إلى الحبس".

وبينت أبو سودة أنه "تم إكمال نقل المواد اللوجستية إلى المحافظات، فيما سيتم نقل الصناديق وعدة الناخب عبر البر والجو، وفق خطة أمنية أعدت لذلك قبل وبعد يومي الاقتراع الخاص والعام، كما أن اللجنة الأمنية العليا للانتخابات تواصل خططها لتأمين مفاصل العملية الانتخابية".

المساهمون