أشباه منتجات الألبان تغزو الأسواق... احذروا الزيوت السامّة

أشباه منتجات الألبان تغزو الأسواق... احذروا الزيوت السامّة

09 يوليو 2021
تؤثر هذه المنتجات على الأطفال وتتسبب بفرط نشاطهم (Getty)
+ الخط -

توجد منتجات أشباه الألبان والأجبان بكثرة في السوق، مثل زبدة المارغرين النباتية، وجبن الفيتا، والقشدة النباتية، والأجبان المطبوخة بأسماء تجارية شهيرة. ويقبل المستهلكون على شرائها على أساس الطعم أو السعر، من دون التنبه إلى مكوناتها وقيمتها الغذائية. فما هي أشباه منتجات الألبان؟ وهل لها تأثيرات سلبية على الصحة؟
أشباه منتجات الألبان هي المنتجات التي يتم فيها استبدال دهن الحليب الطبيعي بالزيوت النباتية، سواء كليًا أم جزئيًا، وينتج عن ذلك شبيه القشدة، وشبيه الحليب المبخر، وشبيه الجبنة، وشبيه اللبنة.

ويتم هذا الاستبدال للدهون لأن الدهن النباتي أقل كلفة، وبذلك ينخفض السعر النهائي للمنتج، وفي الوقت نفسه يستفاد من دهن الحليب الذي يُنزع من منتجات أخرى، كالزبدة والقشدة.

تحتوي الزيوت النباتية المستخدمة في هذه المنتجات على نسبة عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 6 التي تشكل ضرراً في حال زيادة مستوياتها في الجسم


تحتوي الزيوت النباتية المستخدمة في هذه المنتجات، مثل زيت فول الصويا، وزيت عباد الشمس، وزيت الكانولا، على نسبة عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 6 (خصوصاً حمض اللينوليك)، التي قد تشكل ضرراً في حال زيادة مستوياتها في الجسم؛ إذ يمكن أن تساهم في تعزيز الالتهابات التي تؤدي غالباً إلى مجموعة من التأثيرات اللاحقة المرتبطة بسوء الصحة، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين، والأمراض المزمنة الأخرى. ففي ثلاث تجارب عشوائية مختلفة، كانت مجموعة المشاركين الذين تناولوا المزيد من أوميغا 6 معرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بأمراض القلب، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما أشار بحث نُشر في Journal of nutrition and metabolism.
كما أشارت الدراسات الحديثة، ومنها بحث نشر في مجلة Free Radical Biology and Medicine، إلى أن زيادة استهلاك حمض اللينوليك، يعزز تراكم الدهون في الأنسجة الدهنية، ويرتبط بمقاومة الأنسولين والسمنة والكبد الدهني ومرض السكري.

قد يساهم الاستهلاك الزائد لأوميغا 6، الموجود بكثرة في الزيوت النباتية، بأمراض التنكس البقعي للعين

وقد يساهم الاستهلاك الزائد لأوميغا 6، الموجود بكثرة في الزيوت النباتية، بأمراض التنكس البقعي للعين؛ فمقل العيون تتكون إلى حد كبير من الدهون، وعندما تتكون هذه الدهون نتيجة الكثير من أوميغا 6، فإنها تتلف بسهولة أكبر في وجود ضوء الأشعة فوق البنفسجية.
وتؤدي زيادة استهلاك المنتجات شبيهة الألبان إلى عدم توازن نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3؛ إذ تراوح النسبة المثالية بينهما بين 4: 1 إلى 2: 1. لكن زيادة الاستهلاك من أوميغا 6، قد تؤدي إلى جعل هذه النسبة تقترب من 20: 1، ما يؤدي إلى زيادة تصنيع السيتوكينات المنشطة للالتهابات في الجسم، وتحفيز أمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي والزهايمر، وأمراض التهاب الأمعاء، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.


قد تحتوي منتجات أشباه الألبان المصنوعة من الصويا والكانولا والذرة على نسبة من الدهون المتحولة شديدة الخطورة، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري والسمنة.
العديد من الزيوت النباتية المستخدمة (الذرة وفول الصويا وبذور القطن والنخيل وبذور اللفت)، هي زيوت معدلة وراثيًا بدرجة عالية، وتعتبر عبئاً على جهاز المناعة؛ لأنه لا يتعرف إليها، ويعتبرها عناصر دخيلة، فتكون له استجابة مناعية ضدها. وهناك أبحاث كثيرة تشير إلى ارتباط الأغذية المعدلة وراثيًا بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك ردود الفعل التحسسية، ومشاكل في الكبد وقضايا الإنجاب، والسرطان، ومقاومة المضادات الحيوية.
وتؤدي بعض المواد التي تدخل في تصنيع أشباه الألبان، مثل المستحلبات (فوسفات الصوديوم)، إلى مخاطر صحية محتملة تؤدي إلى أضرار في الكلى قد تصل إلى التلف، إضافة لأعراض الحساسية والإسهال. كما أن الملونات الصناعية المستخدمة في هذه المنتجات، كالتارتازين الأصفر، قد تنتج عنها أعراض الحساسية، مثل نوبات الربو والطفح الجلدي، كما أن لها تأثيراً سلبياً على الأطفال؛ إذ قد تؤدي لفرط النشاط والاضطرابات والوسواس القهري.

إضافة لما سبق، تعد المنتجات شبيهة الألبان أقل في القيمة الغذائية من منتجات الألبان الطبيعية؛ إذ تحتوي على نسبة أقل من البروتين والكالسيوم وفيتامين D، كما أنها ذات سعرات حرارية أعلى، فقد تحتوي قطعة واحدة من الجبن النباتي على 120 سعرة حرارية، مقابل 90 سعرة حرارية في قطعة الجبن العادي. لذلك ينصح بالحد من تناولها.

وقد ألزمت الهيئة العامة للغذاء والدواء مصنّعي ومستوردي المنتجات الغذائية في بعض الدول بإضافة كلمة "شبيه" إلى منتجات الحليب والألبان المعدلة بالزيوت النباتية، لزيادة تمكين المستهلك من اختيار المنتجات الأنسب له بكل سهولة ويسر. ومع ذلك، قد لا تتم إضافة هذه الكلمة إلى المنتج، لذلك يوصى بقراءة الملصقات الغذائية بدقة قبل شراء المنتج، لمعرفة جميع المكونات التي تتضمنها هذه المنتجات.

المساهمون