"هيئة تحرير الشام" تمنع إعلاميين من تغطية قصف للنظام في إدلب

"هيئة تحرير الشام" تمنع إعلاميين من تغطية قصف للنظام في إدلب

16 فبراير 2022
اعتداءات عدة على الصحافيين في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" (عمر حاج قدّور/فرانس برس)
+ الخط -

منع عناصر من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، اليوم الأربعاء، ناشطين إعلاميين من تغطية قصف نفّذته قوات النظام السوري على سوق للمحروقات، قرب بلدة ترمانين في ريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية، حيث قتل أربعة مدنيين وأصيب اثنان بجروح.

وقال مصدر من محافظة إدلب، لـ "العربي الجديد"، إن الإعلاميين توجّهوا لتغطية القصف المدفعي الذي استهدف سوق المحروقات قرب بلدة ترمانين، لكنهم اصطدموا بعناصر أمن تابعين لـ "هيئة تحرير الشام" منعوهم من التغطية، وتطوّر الأمر إلى مشادّات بين الطرفين.

وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن عناصر "هيئة تحرير الشام" دفعوا الإعلاميين بالأيادي ووجّهوا لهم شتائم، وصادروا هاتفين لناشطين كانا يصران على الوصول إلى مكان القصف.

أفاد الدفاع المدني السوري اليوم بأن قوات النظام وروسيا قصفت سوقاً للمحروقات ومنازل في منطقة حزرة الواقعة بين بلدة ترمانين ومدينة الدانا شمالي إدلب، بأكثر من أربع قذائف مدفعية، ما أدى لمقتل أربعة مدنيين وإصابة اثنين آخرين.

وأدى القصف على سوق المحروقات إلى اندلاع حرائق كبيرة في المكان تمكن الدفاع المدني السوري من إخمادها، بعد عمل استمر لأكثر من أربع ساعات متواصلة، بمشاركة 10 فرق إطفاء.

تمارس "هيئة تحرير الشام" تضييقاً على العمل الإعلامي في مناطق سيطرتها في محافظة إدلب، وكانت قد اعتقلت إعلاميين وناشطين سياسيين، وتكرّرت في الآونة الأخيرة حوادث الاعتداء على الإعلاميين أثناء التغطيات.

والإثنين الماضي، قال فريق توثيق "انتهاكات جبهة النصرة" على حسابه الرسمي في "فيسبوك" إن الهيئة تعتقل الناشط المدني، محمد إسماعيل منذ 25 يوماً، من دون معرفة الأسباب أو مكان الاعتقال أو السماح لذويه بزيارته.

ووثّق الفريق أكثر من انتهاك لعناصر "هيئة تحرير الشام" على الحواجز الحدودية بحق مدنيين يعملون على نقل المحروقات بين المنطقتين، مؤكداً اعتقال خمسة أطفال بتهمة تهريب المحروقات.

وأشار المدير التنفيذي لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني، في فعالية إلكترونية عن انتهاكات الهيئة وتنظيم "داعش" الإرهابي أمس الثلاثاء، إلى تعدد أفرع القضاء واختلاف تبعيتها لدى الهيئة، وإلى نفوذ القضاء الأمني الذي يشبه محاكم الإرهاب لدى النظام السوري، وجهاز الحسبة الذي يتدخّل في أبسط الأمور الشخصية المتعلقة بالمدنيين، إلى درجة تصل لتوجيهات تتعلق باللباس أو سماع الموسيقى مثلاً. وأكّد أن إدلب أكثر المدن التي عانت من بطش الهيئة، وكان لها حصة الأسد من الانتهاكات بحق أهلها، كما كان التضييق على النساء بشكل كبير وارتكاب انتهاكات بحقهنّ جزءا منها.

المساهمون