"نمرة اتنين"... حرفة السيناريو في صناعة التشويق

"نمرة اتنين"... حرفة السيناريو في صناعة التشويق

22 نوفمبر 2020
نيللي كريم في حلقة "اللي بصير ببيروت" (شاهد)
+ الخط -

رغم العرض المدفوع لحلقات المسلسل المصري "نمرة اتنين"، ورغم أنّ العروض المدفوعة لا تثير بالعادة كثيرا من الجدل، لكنّه تمكنّ من صناعة حالة تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب أسلوب البث الجديد القائم على عرض حلقة أسبوعياً، و"برومو" مشوق للحلقة التالية في نهاية كل حلقة، في تقليد واضح للدراما الغربية.  وانطلقت فكرة العمل من تحويل الحكاية السينمائية التقليدية إلى فيلم تلفزيوني قصير مدته 45 دقيقة، عبر استقطاب أسماء بارزة في صناعة الإنتاج السينمائي المصري إلى التلفزيون.

انطلاقا من ذلك، قدّم المخرج طارق العريان، لأول مرة، حكاية تلفزيونية حملت اسم "الناحية التانية"، ولعب بطولتها الفنان المصري عمرو يوسف والفنانة الأردنية صبا مبارك. وتطرقت الحلقة إلى الملل العاطفي الذي يصيب الزوجين بعد الإنجاب والدخول في روتين الحياة اليومية، لتبدأ مخيلة الرجل بالبحث عن الرغبة خارج المنزل وعواقب ذلك على البناء الأسري.

كما انضم لقائمة المسلسل المخرج تامر محسن، وقدّم حكاية "اللي بيصير ببيروت" وجرى تصويرها في لبنان مع الفنان اللبناني عادل كرم والفنانة المصرية نيللي كريم، وروت الحلقة فكرة العلاقات الافتراضية عبر الإنترنت والتي تجري عن طريق تطبيقات المواعدة، وما يحدث من تفريغ عاطفي عبرها وحالات وردية بعيدة عن الواقع. وتطرقت القصة إلى أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يخشون الدخول في غمار علاقة علنية بسبب إعاقتهم، وخوفاً من رفض الآخر لهم.

المسلسل استقطب أيضاً المخرج هاني خليفة ليجمع الفنانين المصريين آسر ياسين وأروى جودة في حلقة "أنتا فين"، وتطرقت الحلقة إلى فكرة العودة للحب القديم أكثر من مرة، عند كل انتكاسة عاطفية، وقدرة المرأة على منح فرصة ثانية للرجل ونزواته الغرامية. وجاءت حلقة "فرق توقيت" لتقدم قصة تحدث في غضون سبع ساعات وتجمع الفنانين المصريين ماجد الكدواني وشيرين رضا مع المخرج هادي الباجوري، وتروي حالة الانسجام العاطفي المفاجئ، وإمكانية القدر في جمع قلبين أعجبا ببعضهما في الطفولة دون أن يعترفا بذلك.

المشروع الدرامي الذي تشرف عليه الكاتبة مريم نعوم ويحمل توقيع مجموعة من كتاب الدراما المصرية يدخل في تركيبة العلاقات العاطفية ليطرحها دونَ فجاجة، بل عبر مشاهد قائمة على الدراما النفسية وتصعيد الانفعالات لدى البطلين لحصاد أكبر قدر ممكن من المصداقية والواقعية في طرح الحكاية، دون الغرق في الإبهار البصري رغم التكلفة الإنتاجية العالية للعمل. ويثبت العمل في حلقاته المعروضة حتى الآن حرفة السيناريو في صناعة قصة درامية وإدخال الجمهور في متعة الفرجة ضمن 40 دقيقة فقط.

المساهمون