"شتّي يا بيروت"... الدراما المشتركة إلى الضوء

"شتّي يا بيروت"... الدراما المشتركة إلى الضوء

31 ديسمبر 2021
يخرج عابد فهد من أدواره السابقة بحرفية عالية (فيسبوك)
+ الخط -

ينقل مسلسل "شتي يا بيروت" لحظات التقارب والتشابه التي تجمع بين دمشق وبيروت. لا يمكن وصف المسلسل بأنّه يمتلك طابعًا عاطفيًا، لكن العمل محاولة جيّدة للخروج من نمطيّة الدراما المشتركة، كالاعتماد على جماهيرية الممثل، أو شعبيّة بطلة العمل.نستطيع القول إننا أمام عمل يستوفي كلّ شروط النجاح. حتى الأشهر القليلة الماضية، كل المسلسلات التي أنتجت أو عُرضت خلال عامين، كانت بمثابة تجربة لشركات الإنتاج، من أجل التعرف على الشروط التي تؤدّي إلى نجاح العمل الدرامي. قبل فترة، بدأ عرض مسلسل "شتّي يا بيروت" من كتابة بلال شحادات، والذي خرج من عباءة الترجمة والتعريب والاستنساخ هذه المرة، إذْ إنّ العمل مكتوب بروح تدرك جيدًا مساحة اللعب في عمل مشترك بين ممثلين سوريين ولبنانيين.
القصة باختصار تتناول واقع القرى الغارقة بالثأر. عائلة الزيّات التي يرفض أفرادها تزويج بناتهم لأبناء عمومتهم، بسبب تلفيق تهم لـ"عبد الله" (عابد فهد) وقضائه فترة في السجن، فتهرب ابنتها البكر "مريم" (ديما بياعة) مع "عبد الله". بينما ترفض "يمّ" (لين غرّة) الهرب مع "عبد القادر" (إيهاب شعبان) دون رضى والدها. يقنل العم الظالم نفسه في منزل شقيقه، ويخبر ابنه بأن "عبد الله" هو من أطلق عليه النار، لتبدأ ثورة "منّاع" (رامز أسود) وشقيقته "يم" للاقتصاص وأخذ الثأر من "عبد الله" الذي يلجأ إلى لبنان، ويعمل في تهريب المهاجرين براً وبحراً.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يخرج عابد فهد للمرة الأولى من الأسلوب النمطي الذي اتبعه قبل سنوات في أعمالٍ مثل "الساحر" و"350 غرام". بطل "الولادة من الخاصرة" يلعب دوره في "شتي يا بيروت" بذكاء وحرفية عالية، خصوصاً بعد فقدانه زوجته، وهي تلد على الحدود اللبنانية السورية، وطريقة تعاطيه مع طفله "أيوب" (حسن مرعي) المصاب بمتلازمة داون.
يقدّم الكاتب بلال شحادات تبريرات درامية مقنعة حول جمع ممثلين بين لبنان وسورية. ويحاول المخرج، إيلي سمعان أن يتماشى مع هذا الإيقاع، مصيبًا أحيانًا ومخطئًا أحيانًا أخرى، لكنه يحافظ على مشهدية فيها من الحماس والتشويق ما يجبر المشاهد على المتابعة.

يؤخذ على شركة الإنتاج تكرار مشاركة مجموعة من الممثلين في كل المسلسلات التي تنتجها. في "شتي يا بيروت" نجد مشاركة زينة مكي وعبده شاهين وفادي أبو سمرا. الأمر الذي يضيع المشاهد، خصوصًا أنّ الإنتاجات تعرض بشكل متتالٍ على المنصات والشاشة الصغيرة، ما يزيد من عدم قدرة المتابع على الحكم بشكل نهائي على الشخصية والدور وأداء الممثل، بسبب المقارنة فيما كان عليه في مسلسل سابق.

تتجه شركات الإنتاج اللبنانية، أو تلك المتخصصة بالإنتاج العربي المشترك، إلى انقلاب أبيض من المفترض أنه بدأ مع "شتّي يا بيروت". وبطل هذا الانقلاب سيكون بالطبع مجموعة من الكتّاب السوريين الشباب الذين تهجروا أو وصلوا إلى بيروت بحثًا عن ضوء يعطيهم الحقوق المادية والمعنوية، وربما المزيد من الحرية ومشهدية جديدة في طريقة التعاطي مع منظومة المنصّات الإلكترونية وإنتاجاتها التي تحولت إلى صناعة ازداد عليها الطلب في الفترة الأخيرة.

المساهمون