"باب الحارة" الثالث عشر: إصرارٌ على الفشل؟

"باب الحارة" الثالث عشر: إصرارٌ على الفشل؟

22 يوليو 2022
تؤكد شركة "قبنض" عزمها إنتاج الجزء الثالث عشر من "باب الحارة" (محمود حمص/فرانس برس)
+ الخط -

في رمضان عام 2006، قدم المنتج والمخرج الراحل، بسام الملا، الجزء الأول من مسلسل "باب الحارة"، مع مجموعة من الممثلين السوريين؛ أبرزهم بسام كوسا، وعباس النوري، وسامر المصري. حكاية لم يكن أحد يتوقع لها كل هذا النجاح الذي حققته، امتدّت لأجزاء عدة، آخرها (الثالث عشر) سيصدر في رمضان المقبل.

لا تساوم شركة "قبنض" على منتَجِها الدرامي الذي يكرّر نفسه عاماً بعد عام، وتحوله إلى "متلازمة" تعتمد على التسويق القائم على الاستسهال في طريقة الطرح والنقاش والعرض، وتغض النظر عن الانتقادات الشديدة التي تطاولها.

من الواضح أن شعبية المسلسل تراجعت بعد عرض الجزء الرابع. السبب لا يكمن في غياب مجموعة من الممثلين الذين وضعوا حجر الأساس لهذا العمل السوري "الضخم"، بل بالنزاع الذي ظهر إلى العلن بين صاحب فكرة ومنفذ "باب الحارة"، المنتج بسام الملا، وبين شركة "قبنض"، والدخول في متاهات والدعاوى القضائية التي أعطت الحق لـ"قبنض" في "ملكية" المسلسل، ما جعل معظم الممثلين السوريين ينسحبون لقلة ثقتهم بالشركة المنتجة، خصوصاً مع استبعاد بسام الملا، مكتشف نجاح مثل هذه الأعمال التي بإمكانها إضافة المزيد إلى ما يعرف بمسلسلات أو إنتاجات دراما "البيئة الشامية".

لكن هذا النجاح، أغرى شركات الإنتاج، لدرجة أنها استمرأت الحالة؛ فراحت تصرف مبالغ طائلة على هذا النوع الدرامي، معتبرةً ذلك "إضافة" إلى صناعة الدراما في سورية. هدد هذا الأمر معظم الأعمال الأخرى، التي تستحق مزيداً من العناية والاهتمام والتحضير للإنتاج بطريقة قد ترفع من سوية الدراما السورية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يمكن أن نبتعد قليلاً عن النقد الذي طاول أجزاء "باب الحارة" بسبب غياب المعيار الدرامي، وتورّطه في فخ التكرار و"الترقيع" وقتل الشخصيات وإعادة إحيائها. لكن ذلك لا يمكن أن يلغي استغلال السلطة السياسية في سورية نجاح هذا العمل، والتدخل كشريك في فرض رسائل سياسية ومجتمعية، وجد النظام إمكانية لتوظيفها ضمناً. ففي الجزء الحادي عشر الذي أنتجته شركة "قبنض"، لصاحبها عضو البرلمان السوري السابق، محمد قبنض، حاول كتاب النسخة تلميع صورة زوجة رئيس النظام، أسماء الأسد، من خلال إعطاء أهمية كبيرة لشخصية في المسلسل تؤدي دوراً مشابهاً للدور الذي تؤديه "السيدة الأولى"، لكسب شعبية لها، خصوصاً بعد ظهورها بشكل أوسع على الإعلام في سورية في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى توجيه رسائل سياسية ضد الدول التي يعتبرها النظام معادية له، من خلال بعض المواقف التي تُفرض على الممثلين، وهم مجموعة من طلاب المعهد الفني، في ظل غياب واضح لأبرز ممثلي الصف الأول في سورية.

وعلى الرغم من مطالبة كثيرين من الجمهور والنقاد، بضرورة وقف إنتاج "باب الحارة"، والاكتفاء بالأجزاء المعروضة، فإن هناك إصراراً واضحاً من شركة "قبنض" على تقديم نسخة أخرى في موسم الدراما الرمضاني من كل عام.

المساهمون