"إميلي في باريس": الكليشيه كاملاً

"إميلي في باريس": الكليشيه كاملاً

09 أكتوبر 2020
المسلسل من 10 حلقات عن حياة إميلي في العاصمة الفرنسية (يوتيوب)
+ الخط -

يبدو أن مسلسل "إميلي في باريس" الذي بدأت منصة "نتفليكس" بعرضه أخيراً، لا يعجب النقّاد الفرنسيين الذين وصفوه بـ"المبتذل" والمليء بالصور النمطية والحبكة العبثية غير الواقعية عن الباريسيين وحياتهم.

طرحت المنصة الأميركية المسلسل في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، في 8 حلقات تدور حول مسؤولة تسويق في شيكاغو تدعى "إميلي كوبر" (ليلي كولينز)، التي تنتقل إلى وظيفة الأحلام في باريس، حيث تخوض مغامرة حياتها الجديدة وتحاول الموازنة بين العمل والصداقة والحبّ، وفق ما تصف "نتفليكس".

والعمل من بطولة ليلي كولينز، وفيليبين ليروا بيليو، وآشلي بارك. وتولى تأليفه دارين ستار، الذي كتب سابقاً "بيفرلي هيلز 90210" و"ميلررز بلايس" و"سكس أند ذا سيتي" و"يونغر".

مجلة "هوليوود ريبورتر" وصفت المسلسل بأنه جذاب ويشجع على مشاهدته، و"حلوى تساعد في الهروب من الواقع بحبكات وأزياء وشخصيات سلسة"، لكنها انتقدت شخصية "إميلي كوبر" التي رأتها "شجاعة، ومرحة، ومتعجرفة"، لأنها تصر في باريس على "إحضار المنظور الأميركي معها، من دون أن تفكر ولو لمرة واحدة بأن جهلها الثقافي الذي تفخر به نقطة ضعف وليس قوة".

لكن النقّاد الفرنسيين رأوا في الشخصية ما يفوق "التعجرف" و"الجهل الثقافي" سوءاً، إذ كتب تشارلز مارتين، في مراجعته لمجلة "بريميير"، أن مشاهدي "إميلي في باريس" يتعلمون أن "كل الفرنسيين سيئون وكسالى، ولا يصلون إلى مكاتبهم إلا متأخرين، ويمضون وقتهم في المغازلة، ولا يعرفون معنى الولاء، ومتحيزون جنسياً ورجعيون، وبطبيعة الحال علاقتهم مع الاستحمام مشكوك فيها. نعم، لم يستبعد المسلسل أي (كليشيه)...".

ووافقه موقع "20 دقيقة" الذي سرد "القبعات. الكرواسون. الباغيت. النوادل العدائيون. البوابون سريعو الغضب. المهاجرون العنيدون. العشاق والعشيقات. اذكر كلمة مبتذلة عن فرنسا والفرنسيين، وستجدها في (إميلي في باريس)".

وعلى الموقع الترفيهي "سونس كريتيك"، كتب أحد المراجعين أن "إميلي في باريس" يقدم الصورة غير الواقعية نفسها الموجودة في الفيلم الشهير "أميلي" Amélie عن الباريسيين وحياتهم، قائلاً إن "الكتّاب قد يترددون لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق قبل لصق قطعة خبز فرنسي (باغيت) تحت إبط كل فرنسي، أو حتى قبعة لتمييزهم بوضوح... وطبعاً كلهم يدخنون ويغازلون حتى الموت".

موقع "آر تي أل" كتب أيضاً "لم نشاهد هذا الكمّ من الكليشيهات عن باريس منذ عرض الحلقة الباريسية من (غوسيب غيرل) ونهاية فيلم (ذا ديفل ويرز برادا)".

ولم يعلق صنّاع المسلسل على الانتقادات، لكن مقابلة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" مع المؤلف دارين ستار، قد تعكس رأيه إزاء ما قيل يوم إطلاق الحلقة الأولى، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. خلال المقابلة قال ستار "أعرف كيف ينظر الفرنسيون إليّ، حين ينظرون إلى أميركيين، يمكنني ملاحظة بعض أحكامهم المسبقة، كما يمكنني الانتباه إلى بعض أحكامي المسبقة"، وأضاف "أردت أن أعرض باريس بطريقة رائعة من شأنها أن تشجع الناس على الوقوع في حب المدينة بالطريقة التي أحبها".

المساهمون