ترامب يقيم مهرجاناً في مدينة تولسا: "غبيّ أم شرير؟"

مهرجان لترامب في مدينة تولسا صاحبة التاريخ المرعب: "غبيّ أم شرير؟"

12 يونيو 2020
مجزرة تولسا عام 1921 (مجتمع أوكلاهوما للتاريخ/Getty)
+ الخط -
لم يكن السؤال الذي طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" في أحد مقالات الرأي التي نشرتها أمس، نقلاً عن مغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، عبثياً: هل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غبيّ أم شرير؟
مناسبة السؤال كانت إعلان حملة ترامب الانتخابية عن إقامة أول لقاء شعبي انتخابي، بعد الإغلاق المفروض على البلاد في مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما، يوم 19 يونيو/حزيران المقبل.
لا الزمان والمكان عشوائيان بحسب صحيفة "واشنطن بوست" كذلك. فما هي أهمية تاريخ 19 يونيو/حزيران؟ وما هي أهمية تولسا؟
في ذلك التاريخ من عام 1865 وبعد عامين من إعلان الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن عن تحرير العبيد في الولايات الكونفدرالية الـ11 في أميركا، أعلنت ولاية تكساس عن تحرير كل العبيد في مدن الولاية، أي 250 ألف شخص، أغلبيتهم الساحقة من ذوي البشرة السوداء. ذلك اليوم تحديداً، 19 يونيو/حزيران 1865 يعتبره عدد كبير من الأميركيين من أصول أفريقية، يوم انعتاقهم من العبودية، ويحتفلون فيه كل سنة، بيوم سموه Juneteenth.
إذا عن المكان؟ مدينة تولسا، هي المدينة التي شهدت واحدة من أبشع المجارز العرقية بحق السود في أميركا في 31 مايو/أيار عام 1921 التي أودت بـ300 شخص من ذوي البشرة السوداء.

المجزرة بدأت عندما اتهم شاب أسود يدعى ديك رولاند بالاعتداء على شابة بيضاء. بعد اعتقاله، تجمّع عشرات السكان البيض الغاضبين من الحادثة، ووصلت أخبار إلى الأحياء التي يقطنها السود أنّه تم إعدام رولاند ميدانياً من دون محاكمة. توّجه السود إلى مكان المحكمة للتأكد من الخبر، وتواجهوا مع المواطنين البيض، لتتحوّل هذه المواجهات إلى عملية تطهير، فأحرقت منازل ومحلات السود وقتل مئات الرجال، وأصبح حوالي 10 آلاف أميركي أسود بلا منزل، بحسب تحقيق نشرته "واشنطن بوست" في سبتمبر/أيلول 2018.

رجل أسود قتل في مجزرة تولسا (مجتمع أوكلاهوما للتاريخ/Getty)

كل هذه الوقائع تجعل من إقامة ترامب مهرجانه الانتخابي في زمان ومكان محددين، عامل استفزاز كبير، في وقت تشهد البلاد أكبر تحرك احتجاجي ضدّ العنصرية.

المساهمون