دولغوبولوف... فنان روسي يسخر من بوتين ومتهم بازدراء الأديان

دولغوبولوف... فنان روسي يسخر من بوتين ومتهم بازدراء الأديان

25 يناير 2020
دولغوبولوف غادر روسيا خوفاً من "القمع" (تويتر)
+ الخط -
في مقطع فيديو سجله قبيل مغادرته روسيا، أعرب الفنان الساخر الروسي، ألكسندر دولغوبولوف (25 عاماً)، عن صدمته من اطلاعه على خطاب وجّهته وزارة الداخلية الروسية إلى نادي عروض "ستاند أب كوميدي" في العاصمة الشمالية سانت بطرسبرغ، حيث كان يقدم عروضه وعُرف بسخريته من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأنصاره.

وكشف دولغوبولوف أن الخطاب يتعلق بتحقيقات تجريها الداخلية الروسية التي نعتها الفنان الساخر بـ"أكبر المجرمين في بلادنا"، في محتوى أحد عروضه، معتبراً أن الأمر يشكل "بداية القمع".

وباشر أفراد الداخلية الروسية التحقيقات مع نادي "ستاند أب كوميدي"، بعد شكوى أحد سكان مقاطعة موسكو بسبب سخرية دولغوبولوف من الديانة المسيحية، وتساؤله أثناء عرضه، لماذا لم يطلق اسم "بوغدان" على السيد المسيح. علما أن "بوغدان" هو اسم سلافي يعني حرفيا "هيبة الله".

كما عرف دولغوبولوف، في عروضه، باستخدامه ألفاظاً خارجة عن النص وسخريته من السلطة الروسية، إذ قال في إحدى نكته "لاحظت أن السكان انقسموا إلى قسمين. أنصار بوتين من جانب، ومن يستطيع القراءة والكتابة والخروج باستنتاجات منطقية من جانب آخر".



كما توقع الفنان الساخر أنه في حال أصدر بوتين أمراً بقفز جميع الروس إلى الحمم البركانية، لكانت أكبر مشكلة أمامهم هي عدم توفر الحمم في أفنيتهم حتى يقفزوا إليها.

وترددت، الخميس الماضي، أنباء بأن دولغوبولوف قد وصل إلى فلسطين المحتلة، حيث كتب في تغريدة له على تويتر"غادرت روسيا، لأن قانون حماية مشاعر المؤمنين الذي تم التقدم ببلاغ بحقي بموجبه، قمعي، ولا أؤمن بنتيجة عادلة للقضية. تذكّروا ذلك، وليس من الطبيعي أن نتحمل مثل هذا الظلم! يجب عدم ملاحقة الفنانين الساخرين على نكتهم".

وكانت السلطات الروسية قد أدخلت في عام 2013 فقرتين متعلقتين بـ"حماية المشاعر الدينية للمؤمنين" على القانون الجنائي الروسي، بعد مناقشات طويلة تلت قضية فرقة "بوسي ريوت" النسوية، التي ذاع صيتها بعد أدائها أغنية مناهضة لبوتين في كاتدرائية المسيح المخلص وسط موسكو عام 2012.

وبعد تحقيقات في الواقعة، أصدر القضاء الروسي حكماً بالسجن لمدة عامين بحق ثلاث مشاركات في تصوير مقطع الفيديو بعنوان "السيدة العذراء، اطردي بوتين" لإدانتهن بتهمة "أعمال الشغب"، كما انتقدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الفيديو بشدة.

وفي الوقت الذي حظيت فيه "بوسي ريوت" بدعم غربي واسع، أعرب بوتين العائد إلى الرئاسة الروسية في مايو/أيار 2012، عن قناعته بضرورة "حماية مشاعر المؤمنين"، مرجحاً أنه لو أساءت الفتيات لأي من المقدسات الإسلامية في القوقاز، لما كانت الدولة تمكنت من وضعهن تحت الحراسة أصلاً بسبب ردود أفعال السكان المحليين أنفسهم. 

المساهمون