دراما لبنان: امتحان النوعية

دراما لبنان: امتحان النوعية

23 يونيو 2017
مشهد من مسلسل "وين كنتي" (فيسبوك)
+ الخط -
يطوي موسم الدراما التلفزيونية أيامه الأخيرة. وعلى الرغم من الكمية الكبيرة للمسلسلات، ثمة إنتاجات لم تخرج بجديد، وتراجعت نسبة مشاهدتها بعد الأسبوع الأول من بداية العرض.

فماذا عن لبنان؟ لقد حققت بعض الإنتاجات اللبنانية حضوراً جيداً، لكن التنافس الحقيقي انحصر في ثلاثة مسلسلات، تابعها الشارع اللبناني باهتمام زائد، وهي مقارنة مع المسلسلات السورية والمصرية، استطاعت أن تعبر الامتحان بنجاح.
"الهيبة" كإنتاج لبناني، يُعتبر أول هذه المسلسلات التي تخطت الصفوف الأولى، واحتلت المقدمة. اعتماد المنتج على مجموعة من الممثلين المحترفين، خصوصاً لجهة الوجوه الجديدة التي شاركت في "الهيبة"، حرك فضول المشاهد لمتابعة قصة واقعية تحاكي يوميات اللبناني والعربي، دون تعقيدات.

حقق مسلسل "وين كنتي" في جزئه الثاني، متابعة جيدة، بحسب الإحصاءات. قصة زواج رجل مسن من فتاة شابة، وعشق الابن لزوجة أبيه، وتطور هذه العلاقة، لفتت نظر المشاهدين الذين أعجبوا بالطرح، والتطرق لبعض عناصر التشويق في كل حلقة. لكن ذلك لم يُنقذ المشاهد من رتابة، وتطويل في عدد الحلقات وغياب المخرج المحرك للممثلين ودفعهم باتجاه تشويقي طبيعي يؤكد جودة القصة، التي تناولت هذه المرة قضية اجتماعية هامة هي زواج الأب من امرأة تصغره بسنوات، وكيفية تفاعل الأبناء مع امرأة شابة تشبههم. وطرح مسلسل "ورد جوري" قضية الاغتصاب وخلافات الأزواج، بطريقة كانت قريبة هي أيضاً من لغة المشاهد العادي. ولم تكلفه كثيراً لمتابعة غير معقدة، وتفاصيل صغيرة، تحاكي الناس العاديين، قد يكون التطويل في رسم أحداث المسلسل هو ما وضعه في خانة أقل وهجاً على لائحة التصنيف الدرامي للمسلسلات اللبنانية لهذا الموسم.

"أدهم بيك"
مسلسل آخر، دفع ثمن المنافسة اليومية في العروض الدرامية لهذا الموسم. "أدهم بيك" بطولة يوسف الخال، وريتا حرب، لم يتأهل إلى المراتب الأولى، ربما بسبب ضعف الأحداث المنقولة عن رواية "دعاء الكروان"، ولكن بكثير من التصرف، اعتمده الكاتب، طارق سويد، لنقل صورة مستوحاة من الفيلم الشهير الذي حمل الاسم ذاته أي "دعاء الكراوان"، وكان من بطولة الراحلين أحمد مظهر وفاتن حمامة. المخرج السوري زهير قنّوع حاول أن يوظف خبرته هذه المرة، من خلال رؤية تاريخية، لكنه لم يكن متمكنًا في العودة إلى الزمن، أي القصة الكاملة للواقع الذي بُني عليه النص الضعيف، فتراجع المسلسل بعد حلقاته الأولى، ولم يحقق نسبة مشاهدة جيدة قياساً إلى مسلسلات أخرى.

"كاراميل"
برؤية كوميدية خفيفة، حاول صنّاع مسلسل "كاراميل" الخروج من المواضيع التقليدية التي تطرحها الدراما اللبنانية، مواقف اجتماعية تعتمد بالدرجة الأولى على السخرية والهزل. ماغي بو غصن تحاول العبور إلى نوع آخر من الأعمال التلفزيونية المشتركة أو الجدية. لكن الرواية الروسية المقتبس عنها المسلسل، دفعت شركة الإنتاج العربية لشراء حقوقها وتحويلها إلى كوميديا اجتماعية لبنانية معاصرة، لم تسعفها من فخ الرتابة والضعف الواضح بين الممثلين، والسيناريو الركيك لقصة من المفترض أنها مسلية وهادفة كنوع من التغيير ضمن الدراما اللبنانية.
وعلى الرغم من الإنتاجات الوفيرة للمسلسلات اللبنانية، إلا أن النوعية تظل محط تساؤل كبير.




المساهمون