فكرة الخلود... من أفلام هوليوود إلى أروقة الجامعات

فكرة الخلود... من أفلام هوليوود إلى أروقة الجامعات

12 مايو 2017
المخرج تارسيم سينغ (Getty)
+ الخط -
الفكرة الرئيسية التي اجتذبت الباحثين والعلماء، أكثر من اجتذابها للمشاهدين والعائد المادي، هي فكرة الخلود وتأخير الموت وعلاج الشيخوخة، حلم البشر القديم منذ البحث عن نبع الخلود وينبوع الشباب. ومدى قدرة التجارب على تطوير الخلايا البشرية والحفاظ عليها.

الفيلم الذي أخرجه، تارسيم سينغ، كتب قصته آليكس وديفيد باستور، وقام بالبطولة ريان رينولدز وناتالي مارتينيز وماثيو غود وفيكتور غاربر وديريك لوك وبن كينغسلي. ويحكي قصة ملياردير يتم تشخيص مرضه بالسرطان في المرحلة النهائية وبشكل غير قابل للعلاج. وهو على فراش الموت، يجد بطاقة تعريف تقوده إلى البروفيسور آلبرايت الذي يطلعه على عملية طبية تجريبية تسمى "انسلاخ" (shedding)، نسبة إلى انسلاخ بعض الزواحف من جلدها القديم ونشأة جلد جديد لها.

في العملية الجراحية يتم نقل عقل المريض الملياردير إلى جسم صحي لشاب متبرع، يقرر الشاب الخضوع للعملية، ويتبع تعليمات البروفيسور لإعلان موته على الملأ. ثم ينقله الطبيب إلى هيئة جديدة، ويصف الدواء لتخفيف الهلوسة الحية التي يدَّعي أنها آثار جانبية للعملية الجراحية.
وعلى الرغم من أن الفيلم يصنف في خانة (الخيال العلمي) فإن القضية التي أثارها الفيلم انتقلت إلى جامعتين أميركيتين، وعبر دراسة في لوس أنجلوس حول الفيلم قام باحث الخلايا الجذعية في جامعة جنوب كاليفورنيا (USC)، مايكل بوناغويدي، والباحث ولفغانغ فينك من جامعة أريزونا، بتناول الأسئلة المثارة حول مسألة الخلود والعلم. هل يستطيع العلم أن يوفر الخلود للبشر؟ وهل يجب عليه فعل ذلك؟

ولفغانغ فينك فيزيائي مدرب، يعمل في مجالين رئيسيين؛ هما النظم المستقلة التي تجعل الروبوتات التي تحملها المركبات الفضائية تتمتع بالذكاء، وتتمكن من أداء مهامها في رحلات الفضاء الخارجي. وكذلك يستخدم نفس التقنيات في الهندسة الحيوية الطبية، وبصفة خاصة تلك التي تساعد المكفوفين على الرؤية. أما بوناغويدي فيدرس كيفية تكيف الدماغ، وكيف يصلح نفسه، مع دراسة الآثار المترتبة على ذلك.

يقول بوناغويدي، إن الخلود شيء خيالي قليلاً في الوقت الحالي، قد يكون ذلك ممكناً في المستقبل. فهناك سيوجد أناس لديهم القدرة على فعل ما نحلم به نحن الآن فقط، كما حدث معنا من قبل، فما كان بالأمس حلماً أصبح الآن حقيقة.
فيما يقول فينك، إن الأمر لا يمكن إنكاره على الإطلاق، فالخلود قد يأتي من القطاع البيولوجي، والعمل جارٍ الآن حول الوصول، بطريقة أو أخرى، لمنع موت الخلايا الإنسانية، أو تمديد عمرها خارج المألوف. في الفيلم، كان الثريُّ قادراً على الانسلاخ من الجسد المريض؛ لأنّ لديه المال الكافي لدفع ثمن العملية. سيكون الخلود متاحاً فقط للأثرياء، أما من لا يملك، فلن يحظى بتجربة الخلود.
يرد بوناغويدي على ذلك بأنه مع مرور الوقت سوف تصبح تلك العمليات الجراحية أكثر فعالية، وقد تتاح للجمهور، كما حدث مع اكتشاف التحكُّم في تسلسل الجينوم في أوائل القرن الحادي والعشرين. وكانت تلك العملية تكلف الملايين والملايين من الدولارات، ثم أصبحت الآن تكلف بضعة آلاف فقط. ويدعم فينك هذا الكلام، بأن الأمر في المستقبل قد يستغرق أياماً فقط للانتقال من التكاليف العالية إلى التكلفة المتاحة للجميع، وليس سنوات كما حدث في الماضي.
ويتوقع بوناغويدي، أن تحدث بعض التقدمات الصغيرة ثم تتزايد وتحدث قفزة كبيرة للأمام. وفي النهاية سيصل العلم إلى إبطاء الشيخوخة. ويدلل بأحد المشاهد في الفيلم على أهمية مسألة إبطاء الشيخوخة وإطالة العمر عندما يقول أحد الممثلين: "تخيل لو أن أينشتاين أو ستيف جوبز استطاعا الحصول على مزيد من العمر للقيام بعملهم أكثر".

المساهمون